• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

استبصار (قصتان قصيرتان)

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 3/1/2013 ميلادي - 20/2/1434 هجري

الزيارات: 4556

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استبصار (قصتان قصيرتان)


1- النبتة الحمقاء

مثل أَتْرَابِها وصُوَيحباتِها، قد أنعم الله عليهنَّ بنعمة المُحَيَّاة ثانية؛ إعمالاً لقول الحق: ﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾ [الأنعام:95]، كان حظها من الماء أوفرَ من مثيلاتِها، وقت الري، كانتْ تختال عليهن بغصِنها الغضِّ، وقوامها الغليظ.

 

نصحتْها أترابها بألاَّ تستجيب للسقيا دومًا حتى تعتمدَ على نفسها وتضرب جذورها في الأرض؛ كي تثبتَ ولا تَمِيد متى هبَّت الرياح العاتية.

 

لكنها لم تعبأْ بما نُصِحت به، بل اتَّهمَتْهم بالحقدِ عليها؛ لكونها الأقرب للجدول العذب الجاري.

 

هبَّت الريح غير قاسية؛ فظلَّت تتمايل يَمنة ويَسرة، ومثيلاتها ممن ممَّن نَصَحْنهَا وأخلصنَ لها النصح ثوابت راسيات، فتقدَّمن للريح يسألنَها اللطف بها حتى لا تنكسرَ.

 

قالت لهم الريح:

أنا لم أبلغْ بعدُ وقت الذِّرْوة، وما أنا بمخيَّرة فيما يجري كما تعلمون، ومَن لم يقبلْ بالنصيحة فليلقَ عاقبةِ أمره خسرًا.

 

هبَّت الريح بأمر ربِّها، فانكسرت ذات الغصن الغضِّ، وأضحت ذليلةً مقهورةً تدوسها أقدامُ المشاة، ناهيك عن كونها لن تُبصِر بعد ضوءَ الشمس.

 

♦♦♦♦

2- المبصر والعمياوات

تيقَّظ هذا الصباح عَنْوةً، فاستند إلى زجاجِ النافذة فاغرًا فاه، كما اعتاد أن يفعل كلما استيقظ، ثم يكتب اسمه بالإنكليزية على صفحة البُخَار الخارج من فيه، ثم يمحوه شيئًا فشيئًا؛ لكونه يكرهُ سطوع شمس الصباح في عينيه، وبينما هو يمحو الاسم حرفًا حرفًا، فراعه هرةٌ بيضاءٌ تحاول الدخولَ خلسة لسيارةٍ مُهشمة متروكة بأيدي أصحابها منذ زمن.

 

راقبها فإذا بها تدخلُ على صغيراتٍ لها التَفَفْن حولها ملتقمات ثَدْيَها؛ ليشربن، وظل يتأمَّل المنظر مبهورًا به، والهرَّة ساكنة، ولسان حالها يوحي برضا وقناعة لِمَا يحدث؛ فهن بنيَّاتها وفلذات كبدها.

 

انتهتْ من إرضاعهن، ثم دَلَفتْ للفتحة التي عرجت منها، وأحكمت الإغلاق عليهن، ثم نظرت حولها كدواعي أمنيَّة، ثم هزت رأسها وعلى قناعة هي بأن بنيَّاتها في مأمن من غدر البشر، أو أعدائها من باقي الفصائل.

 

وبينما هي تمرُّ عابرة الطريق ساعية لتوفير وجبةِ العشاء للصغار، جاءتْها سيارةٌ يقودها أَرْعَن لا يبالي بحقيراتِ المشاة؛ فصدمها فخرَّت صريعة على إثرها.

 

بُهِت الفتى المستيقظ بَهتًا، ثم أدار ناظره ناحية الصغيرات التي لم تكن تدري أمهم الصريعة أنه الإفطارُ الأخير لهن.

 

ثم جلس يفكِّر كيف يُمكِنه أن ينقذَ تلك الهِرَرَة العمياوات من موتٍ محقَّق.. ولسان حاله يقول: ليتني لم أَمْحُ صفحة البخار التي نثرتُها على زجاج النافذة؛ لكنه أدرك حينها قيمةَ نعمةٍ مسلوبة من غيرِه غير عابئ بها، ألا وهي البصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رويدا أخي الحبيب
على العتابي - مصر 04-01-2013 09:14 AM

بارك الله فيك أستاذ محمد أولا لقد أوجعت قلبي وأنا الآن مشغول بشأن العمياوات
فليكن عندنا أمل في الله تبارك وتعالى بأن الغد إن شاء الله سيكون أفضل وأن بضعة سنوات لا تساوى في حساب الأمم شيء متعنا بكتاباتك عن الأمل والثقة في الله تبارك وتعالى
جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة