• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

غربة واضطهاد (قصة قصيرة)

غربة واضطهاد (قصة قصيرة)
قاسم كوران


تاريخ الإضافة: 7/11/2012 ميلادي - 23/12/1433 هجري

الزيارات: 11842

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غربة واضطهاد


إنها أزِقَّة وشوارع حلب المُظلمة، بعدما غزاها الاضطهاد، واللون السائد هو الأحمر بدلاً من الألوان الناصعة، والخوف يسود كلَّ ركنٍ من أركان الأحياء، هنا صوت النساء وهنَّ يُغتَصبنَ، وهناك صوت إطلاق الرصاص، وحَملات الاعتقال والاغتيال المُعتمدة على الهُوية، مصطفى الحلاق وهو شاب متزوِّج، وله ابن وثلاث بنات، والزوجة الخائفة من قدوم الشبيحة - الذين طغوا في الأرض فسادًا - في أية لحظة؛ لأخْذ زوجها أو ابنها الفتى مروان، لم يتحمل هذا الشاب هذا القلق المُميت؛ حيث شدَّ الرِّحال دون أخْذ العائلة معه، وهو هارب من هذا الحي إلى ذاك، حتى استطاع الوصول إلى الحدود العراقية، ومن هناك اتَّجه إلى "أربيل" عاصمة إقليم كردستان؛ لأنه سمِع بأن فرص العمل متوفرة.

 

أخذ مصطفى في البحث عن عمل، حتى وجد محلاًّ للحلاقة، خالد صاحب المحل الذي كان معروفًا بالكذب على الناس، وحبِّه الكثير للمال، وبيعه السلعَ وموادَّ التجميل بأسعار مضاعفة، لم ينتهِ مصطفى من الاضطهاد في بلده، حتى وجد صاحب العمل وكأنه أحد عناصر الشبيحة، تحمَّل هذا الشاب كل الظروف، حتى استطاع توفير بعض المال لجلْب العائلة إلى مقرِّ سكناه الجديد، استطاع تهريب عائلته من حلب عبر الحدود، حتى وصلوا أربيل وهم فقط بالملابس التي يرتدونها، وفي هذه الأثناء استأجر مصطفى شقة في الطابق الثالث باهظة الثمن؛ حيث يجب أن يعمل ثلاثة أشهر؛ كي يُسدِّد إيجار شهر واحد.

 

كان خالد صاحب المحل يأخذ المال الذي يحصل عليه مصطفى من العمل ويقول: أنا أوفِّره لك؛ إذ كان يُتقن فنَّ الكذب على الآخرين.

 

في نفس الوقت حصل مصطفى على فرصة عمل أخرى، وهي بيع الأصباغ حتى الساعة الثالثة عصرًا، ومن ثم الرجوع إلى محل الحلاقة للعمل حتى نهاية اليوم، أصبح يستطيع أن يوفِّر الطعام والكسوة لعائلته، دون الانتظار خلف الباب متى يُطرق للحصول على الطعام من الجيران، قام خالد بالتحجُّج عليه حتى طرَده من المحل بأسلوب السوقيين، بالصُّراخ وإخراج الكلمات البذيئة، لكنه تحمَّل كل هذا وردَّ عليه قائلاً: أنا لم أفعل شيئًا، إذا كنت تريد مني ترك المحل، فأنا ذاهب، فذهب، وفي اليوم التالي حصل على فرصة عملٍ جديدة في محل آخر للحلاقة، قام خالد بالاتصال عليه وتهديده بأنه سوف يسحب الورقة الخاصة بالكفيل، أصبحت حالة مصطفى النفسية صعبة بسبب التفكير في كلام خالد والظروف المعيشية السيئة، وفي ليلةٍ وهو جالس مع عائلته، قال لزوجته: لقد قرَّرت أخيرًا الرجوع إلى بلدي، فلنَمُت على تراب الوطن أفضل من أن أنعَم بالعيش الرغيد في بلدٍ آخرَ، ولكن هذا الشيء لم أرَه عند أوَّل شخصٍ أعمل لديه، ففي اليوم التالي شدَّ الرحال مرَّة أخرى للعودة إلى أرض الوطن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- كم السياسات تنتج قصصا
الميزان 07-11-2012 05:18 PM

شكرا لكل من يهتم بمن تركوا بلادهم نتيجة لحب الطغاة لكرسيهم .... فآه كم من الحزن صادف كل من أجبر على ترك بلاده.... رأيت قبل مدة شخصا مهاجرا ومعه طفلان ويريد المال من المصلين ومعه طفلين 10 و12 سنة وددت لو ترى وجه الطفلين ودمعتهما على الخدين ووالدهما يطلب المال من الناس ..... فلبئس السياسات وما تجنى منها

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة