• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أسماك المجارير (قصة)

أسماك المجارير
أحمد إبراهيم


تاريخ الإضافة: 25/10/2012 ميلادي - 9/12/1433 هجري

الزيارات: 4846

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسماك المجارير


الناس كالأسماك.

 

• فبعضهم كأسماك الماء العذْب لا يستطيع الحياة في غيرها.

 

• وبعضهم كأسماك الماء المالِح لا يستطيع الحياة في غيرها.

 

• وبعضهم كأسماك المجارير (المجاري) لا يَستطيع الحياة في غيرها.

 

والعجيب في أسماك المجارير أنها علِمت أنها تعيش في بيئة مُستقذَرة من باقي أنواع الأسماك من أصحاب الفَهْم السَّليم.

 

• فلجأت لحِيلةٍ خبيثة، وهي تَزيين حياة المجارير في عين من يَغفُل عن أصْل بيئتهم؛ فادَّعتْ يومًا أن حياة المجارير هي التطوُّر الذي لم يَصِل إليه أصحاب الماء المالح والعذب، وادَّعت يومًا آخر أن مَنبَع تلك الرائحة القَذِرة التي تَنبعِث منهم إنما هو عَيبٌ في أنوف غيرهم، ونشَروا زورًا لأصحاب الماء المالح ما يُشوِّه آراءهم في أصحاب الماء العذْب؛ فقالوا: إن أصحاب الماء العذب يَتخِذون من أصحاب الماء المالح غذاءً بحُجَّة أنهم أصل الحياة السمكيَّة ومن حقِّهم أن يَفعلوا ذلك.

 

وقالوا لأصحاب الماء العَذْب:

إن أصحاب الماء المالِح يريدون أن يَصبُّوا المِلْح في مائهم ليُفسِدوه ويَستوطِنوا ديارهم.

 

واقتَنَع بعض الفريقين بالكلام، وبدلاً من أن يَتعاونوا على التخلُّص من قَذَر أسماك المجارير بدؤوا يَجلسون على موائدهم الكريهة؛ ليأكلوا بعضًا من لحوم إخوانهم التي نجَح أسماك المجارير في اصطيادها، وكان ذلك - أيضًا - جزءًا من خطة أسماك المجارير.

 

فكانت الأسطورة تقول:

إذا أكَل أحد أسماك الماء المالِح من لحم أحد أسماك الماء العذب، يَفقِد صِلته بالماء المالح، ولا يُمكِنه العودة إليه، وقطعًا لا يمكِنه العيش في الماء العذب، وبالتالي ليس أمامه إلا المجارير وهي تتَّسِع للجميع، وكذا فعلوا بأسماك الماء العَذْب.

 

ذات يوم خرَج بعض أصحاب الماء المالِح والعذب ليُطالِبوا بغلق المجارير واصطياد أسماكها التي تَنشُر الفساد و النَّتَن.

 

فخرج بعض أسماك المجارير من ذوي الأصول المالِحة والعذْبة ليرفضوا طلباتهم؛ بدعوى حُريَّة النَّتَن وهي نوع جديد من الحرية ابتدَعها أصحاب المجارير لتبرير وجودهم.

 

وفلسفتهم فيها أن النَّتَن إذا اختار المرء الحياة فيه فلا ينبغي لأحد أن يُجبِره على الخروج منه، كما لا ينبغي أن يُعيِّره أحد به.

 

حاوَل أصحاب الفُهوم من الفريقين أن يَطلبوا من ذوي الأصول الطيبة أن يُغلِقوا أنوفَهم قليلاً ربما تنسى رائحة النَّتن قليلاً؛ حتى إذا ما فتَحوها لاحقًا ربما شعروا بفسادها مجدَّدًا، فرَفضوا، وطلَبوا الاحتِكام إلى كُبراء البِحار من الناحيتين.

 

ارتاح أصحاب المجارير لهذ؛ فكُبراء البحار لا يعيشون في أي من البحرين؛ لذا لا يعلَم أصحابهم عنهم شيئًا، لا يعلمون أنهم جَلسُوا على موائد المجارير يومًا، ومَن رفَض حورِب حتى أفقَدوا أهله ثقتَهم فيه، فالحكم لهم قطعًا.

 

احتار ذوو الأفهام...

 

كيف حدَث هذا؟!

 

قرَّر بعضهم الوقوف على مداخل المجارير لمنع إخوانهم من الوصول إليها، فجاء رأي الكُبراء بعدم جواز هذا وتجريمه، قرَّروا أن يَسيروا بين الناس بالنُّصح والتوعية، فخرج أمام كل ناصِح ألفُ ناعِق من أهل المجارير.

 

طعَنوا فيهم وفي نواياهم، وشهَّروا بهم وبأهليهم.

 

خرج كبيرهم يومًا بعد ألف يوم من السكون فصرَع ألفًا أو يزيدون برائحته الكريهة، وقف ناظرًا إلى بِركته وقد ملأها في غِيابه الكثير.

 

ونادى بأقبح صوت ممكن:

أين أصحاب الفُهوم، هل نفَعتْ عقولهم إخوانَهم؟!


جاءه الرد من غير مكان، بل صبر جميل والله المُستعان على ما تَصِفون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة