• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الإبهام إلى الأسفل! (قصة)

الإبهام إلى الأسفل!
باسم البابلي


تاريخ الإضافة: 10/9/2012 ميلادي - 24/10/1433 هجري

الزيارات: 6244

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإبهام إلى الأسفل!

 

خرج زيد وعمرو من بلاد الثوار سائحَين إلى بلاد الفتن والقلاقل.

 

تجوَّلا في طول البلاد وعَرضها، حرّما على نفسيهما الركود أو الهدوء.

 

أغراهما التَّرحاب والتكريم.

 

كل مَن يسمعهما يتحدَّثان يسارِع بالسؤال: من أين أنتما؟

 

كانا في البداية يتأنَّيان قبل الإفصاح.

 

نحن من بلاد الثوار، نحن أصدقاء الدم، ودماؤنا تضحِّي بنا على مذبح حريتنا.

 

نحن من نعيش الحصار، ونحن من كسَّرنا قيد حدودنا.

 

ونحن، ونحن...

 

نظرات الإعجاب كانت تَزيدهما رغبة في التعريف والتعارف.

 

لم ينتبِها أن الزمان والمكان مختلفان، زارهُما كثيرًا، وتحدَّثا كثيرًا.

 

في يوم من الأيام اغبَرَّت الليالي بأصوات الطبول المحاربة، أنغام الفتنة عصفتْ بالمكان والزمان.

 

بين الهدوء والضوضاء خرجا يتنفَّسان الهواء.

 

لم ينتبِها أن خلفهما نظارات سوداء، تراقِب الخُطوات، تُحصي الأنفاس.

 

بدأت الهمسات، وعلى الهواتف الكلمات.

 

قابَلَهما، ملامحه غريبة، مريبة.

 

تعثَّر بهما، صافَحَهما.

 

أنتما غريبان، من أين أنتما؟


نحن من بلاد الثوار، وعزَّة الأوطان.

 

أفلتت من بين أسنانه الصفراء ابتسامة غير مطَمْئنة، رائحتها غير مريحة.

 

اعتذَر منهما، توجَّه إلى الجِهة الأخرى.

 

أعطياه ظهريهِما، وهما يتهامَسان عمن يكون؟

 

شعر زيد برغبة جارفة للالتفات إلى الرجل، والتحقُّق من ملامحه الغريبة.

 

تفاجأ بيد الرجل مرفوعة إلى الأعلى باتجاه ما، وإبهامه تستدير عكس عقارب الساعة، من الأعلى إلى الأسفل!

 

خفَق قلبه، تسارَعت دقاته، ارتجَف لسريان خوف مفاجئ من مجهول لا يعرفه.

 

عمرو، هناك ضوء قادم نحونا.

 

عمرو، لِمَ لا ترد؟


التفتَ غاضبًا إلى عمرو يريد أن ينبِّهه إلى ما يعتريه من مخاوف.

 

كان عمرو منبطِحًا أرضًا، في بركة من الدماء.

 

أراد زيد أن يصرُخ.

 

أسعَفه القناص برصاصة صامتة.

 

"قتِل أمس اثنان من بلاد الثوار، من بلاد الحصار"!

 

"الكل يتساءل: مَن القاتل؟ ولماذا؟".

 

"تحرُّكات من أهالي زيد وعمرو سعيًا للانتقام لمقتَلهما"!

 

"اندلَعت اشتباكات، انتشرت تفجيرات، ألغام وقذائف، قتلى ودماء".

 

استيقَظ زيد على صوت عمرو، يوقِظه وينبِّهه إلى ضرورة الإسراع بتجهيز نفسه؛ لأن موعد عودتهما إلى بلاد الثوار قد أزِف، ولا مجال لإضاعة مزيد وقت.

 

نظَر زيد إلى عمرو نظرة طويلة.

 

وفَهِم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة