• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حياة الكلمة

حياة الكلمة
د. مبارك بن عبدالعزيز بن صالح الزهراني


تاريخ الإضافة: 14/8/2012 ميلادي - 26/9/1433 هجري

الزيارات: 8969

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حياة الكلمة


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعدُ:

كيف تبلغ الكلمة في نفوس الناس أثرها؟!

 

كيف تهز وجدانهم ؟!

 

كيف تبعث فيهم الحياة ؟!

 

كيف لها أن تجعلهم يدفعون أرواحهم ثمنًا لها ولحياتها؟!

 

كيف تكون عندهم أغلى من حياتهم؟ أغلى من دمائهم؟ أغلى من أرواحهم؟ أغلى من كل شيء في حياتهم؟!

 

عجيب سر الكلمة، وسحرٌ هو أثرها وتأثيرها.

 

نجد أن كلمات كثيرةً عبر زمن سحيق، لا تزال تتناقلها الأجيالُ، وتجري في الناس مجرى الرياح، لا تكاد توجد أرض إلا ونزَلتها، ولا عين إلا وقرأتها، ولا أُذن إلا وسمعتها، ولا قلب إلا ووعاها، ولا كتاب إلا وحوَاها.

 

كم من عقل باطني تبرمج عليها!

 

وكم فسَّرت من أحداث!

 

وكم علَّلت من ظواهر!

 

وكم كانت فرجًا حين أزمة! ومخرجًا مِن حرجٍ! وزادًا وبصيرة! ودواءً يغذي القلب بالصبر والقوة! وكل ذلك الأثر شيء، وشيء آخر هو أكبر سحرًا، وأعمق أثرًا، أن تكونَ الكلمةُ زادًا للحياة الشريفة، الحياة الحرة، ووقودًا للثورات، أن يصلَ أثر الكلمة إلى ألا يبالي الرجل بحياته  وهو يسعى إلى إحيائها وتمثُّلها، وأن يجعل حياتها في إزهاق نفسه، وأن يجعلَ وجودها في استفراغ جهده، وأن يجعل قُوتَها دمه ورُوحه، ونَصَبه وعرَقه، وأن يجعلَها شعارًا، وأن تكون له إمامًا تجره للحتوف وتقوده إلى حدِّ السيوف.

 

إنَّ الكلمة لا تكاد تجد هذا المحل من نفوس الناس، وتحتل هذه القوة، إلا إذا توفرتْ فيها بعضُ الشروط، وحملت بعض الخصائص، وانطبعتْ بسمات؛ من ذلك:

• أن تكونَ الفكرة التي تحملها هذه الكلمة وتبلغها، فكرة ساحرة، فكرة مؤثرة، تحمل قناعات لا يردها العقل، ولا يدفعها المنطق، وتحوي متطلبات النفوس، ورغبات كلية تبحث عنها البشرية قاطبة.

 

• أن يكون أسلوب هذه الكلمة أسلوبًا جامعًا، فصيحًا بليغًا؛ كالأمثال والحكم، وأن يشمل على تشبيه بليغ وإسقاطات جديدة.

 

• أن يكونَ لهذه الكلمة رصيدها العاطفي، رصيدها الشاعري من قلب قائلها؛ من جهده، من جهاده، من نصَبه، من لحمه وشحمه.

 

• أن يكون قائلها قد بعث فيها الحياة، وانبعثت حياته بها.

 

فمن يريد أن تحيا كلماته، فليُحْيِها في نفسه، ويوقد عليها نارًا تُنضجها من جهاده، ثم يخرجها للعالمين، وفيها الحياة والإحياء، وفيها البعث؛ لأن جاذبية القوة تجري في حروفها، وجاذبية الإثارة تدب في رنينها، وجاذبية الحقيقة تحيط بها من كل جهاتها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة