• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

خاطرة فكر: في مهب الوطن..!

يوسف الباز بلغيث


تاريخ الإضافة: 10/7/2012 ميلادي - 21/8/1433 هجري

الزيارات: 6592

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خاطرة فكر:

في مهبِّ الوطن..!


1/  (لا يركنُ إلى قارعةِ الظُّلمةِ غيرُ مَنْ لم يهتدِ لِسِراجِ بيته..).

حكايةُ الوطن تبدأُ بمجرَّد صمتِكَ عن سؤالٍ قابعٍ بالقلبِ، سارحٍ بالوجدان، مهيمنٍ على تفكيرِ الخاطر.. إنّها إلياذةُ الانتماءِ إلى قداسةِ المكان.. حكايةٌ تحكي للمتيَّم ما فاتَه من حنينٍ و تدلُّهٍ، وتروي للطّيور نسائمَ الهبوبِ الخالد!

 

حكايةٌ تُمَنِّي القلمَ بسُطورٍ وسُطورٍ على مدَى بياضِ صفَحَاتِ مقاماتِه، كما تُمَنِّي البياضَ ذاتَه برَجْعِ صدَى العشّاقِ بينَ "النّقطةِ" و"الفاصلةِ" إلى حين التّنهُّدِ العبقريِّ، المشرئبِّ إلى ذروةِ "التّعَجُّبِ" الذي يخطُّه قلمٌ حالمٌ بمعراجِ النّور!.

 

2/ (لغةُ الجمالِ تصِلُ آخرًا شغافَ مَنْ ألِفَ القُبحَ على مضَض..).

.. في مهبِّ الوطن، تقف الشُّرفاتُ مُشرِعةً أوهامَنا، مُسدِلةً أحلامَنا في ٱنتظارِ سفورٍ لم نَرَهُ من قبلُ؛ تراوحُ ستائرُ المنتَظَر نسيمَه الهائجَ، و نورَه الوهّاجَ، علّها تمسحُ عنها غبارَ السّكارى، أو تغسلُ رطوبةَ الحالمين الكسالى!.

 

3/ (غريبٌ .. يجمعهُما أملٌ .. ويفرّقهما ألم!..).

.. في مهبِّ الوطن، تتأنّق العروسُ فوقَ "هودجِ" عريسِها، و قد رسَمَا سويًّا صوبَ عينيه - الوطن - خيمةَ المنتَهى السّعيدةَ، ولمعةَ الانشطارِ الفريدةَ؛ وسيشهدُ العرسَ قمرٌ ونجمتانِ وزغاريدُ، يسامرُونَ الحاديَ نشوةَ الاتّكاءِ على نمارقَ حريريّةٍ في ندوةِ كوخِها البسيطِ الدّافئِ الآمنْ!.

 

4/ (أكرمُ مِنَ المطر..أرضٌ لم تبخلْ بوفاءٍ له؛جفَّتْ و لمْ تمُتْ!).

.. في المهبِّ، سنراقصُ ظفائرَ الوطنِ بلا إيقاعٍ رتيبٍ، أو دندنةٍ متعبَةٍ مبحوحةٍ، نمدُّ إليه حناجرَنا ليُقلِّبَ تحتَ ألسنتِنا - المتشبّثةِ بلِهَانا - ٱسمَه النّديَّ من طول مُكْثٍ، ومن شغفٍ للبوحِ به.. لا نظيرَ له..! هو يعلمُ بأنّنا ندُسُّ له عطشَنا تحتَ نارِ قلوبِنا ليبقى منعِشًا، ونارُه ملتهبةٌ يكسُوها الدّفءُ بجلاله، ويغذّيها الحنينُ بحب!.

 

5/ (حكايةُ الأسمرِ تنتهي دائمًا بشفقٍ أحمر..).

.. في مهبِّ الوطن، ستغتسلُ كلُّ أغنيّةٍ مهيظةٍ تحتَ شلاّلِ أنشودةِ السّلام؛ وستنعمُ الألحانُ برهافةِ سمعِنا كلّما تردّدَ ٱسمُ "وطن". هذا الذي تتعدّدُ تقاسيمُه بقدْرِ تعدُّدِ مَنْ أحبَّه، وسيبدو حليبًا إذا تناولَتْ كأسَ"غَبُوقِه" أدَمَةٌ بيضاءُ، وسيتحوّلُ عسلاً إذا ما تداوتْ به أدَمَةٌ سمراء!.

 

6/ (رُضابُ الزّهور يولّدُ في الغالب حساسيّةً مفرطة..).

.. في مهبِّ الوطن، تعودُ الطّيورُ لتلاحقَ ظلالَها بينَ مروجِ القمحِ، وبساتينِ النّعمانِ، وحقولِ الزّعترِ، وستلهثُ الصّبيةُ بينَ مرْجٍ و بستانٍ وحقلٍ، للظّفرِ بالظّلِّ الهاربِ من قسوةِ السّفر، و هجيرِ المسافاتِ، ومَنْ يُمسكُ به سيقيمُ ٱحتفاليّةً أمامَ نُصْبِ "الحلم الكبير".. لأنَّ الظّلَّ بين راحتيْنِ صغيرتيْنِ، يحرّكهما أملٌ أكبرُ! و(إذا لاحَ لِلباشقِ الصّيدُ، نسِيَ مألوفَ الكفِّ) [1].

 

7/ (في كلِّ مرّةٍ يعجزُ السّرابُ عن تحقيقِ  أمنيّةِ عاشقيه..).

.. في مهبِّ الوطن، يُصرُّ الجدولُ على أن يسابقَ السّاقيةَ وصولاً إلى النّهر؛ وفي خضمِّ كبريائِهما، وعلى الضّفافِ يرسلُ الحالمونَ أرجُلَهم أسفلَ القاع، فتنتشلُهم قشعريرةٌ بعيدًا، محاوِلَةً  تجريدَهم من نشوةٍ عابرةٍ، إلى أنْ تبعثَ فيهم فرحةَ الاستئناسِ بكرمِ النّهر، لأنّها ليلتُه، و لأنّهم ضيوفُه!.

 

8/ (الحبُّ غوصٌ إلى الأعماق .. والأكسجينُ قد لا يكفي..!).

.. في مهبِّ الوطن، نعاودُ ما خلّفَ الأوّلون لنا من حكمةٍ وبؤسٍ ويقينٍ.. نفسِّرُ أوهامَنا بحكمتهم، ونشرِّدُ أحلامَنا ببؤسِهم، ونثبّتُ حصافتَنا بيقينِهم وفطنتِهم، ونفوذِ بصائرِهم. لتكتملَ الحكايةُ على يديْ وطنٍ، أنا وأنتَ و هُم بقايا آخرِ سطرٍ فيه، يلجمُه الحبُّ بأنينه له، ويقبعُ الصّمتُ المُرُّ على أنفاسِ حبرِه الشّفيفِ المحنَّطِ بسلامةِ نقاوته.



[1] مقولة لابن قيم الجوزية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
13- رائع وجميل
نهى سويقات - الجلفة / الجزائر 09-08-2012 08:46 PM

7/ (في كلِّ مرّةٍ يعجزُ السّرابُ عن تحقيقِ أمنيّةِ عاشقيه..).
.. في مهبِّ الوطن، يُصرُّ الجدولُ على أن يسابقَ السّاقيةَ وصولاً إلى النّهر؛ وفي خضمِّ كبريائِهما، وعلى الضّفافِ يرسلُ الحالمونَ أرجُلَهم أسفلَ القاع، فتنتشلُهم قشعريرةٌ بعيدًا، محاوِلَةً تجريدَهم من نشوةٍ عابرةٍ، إلى أنْ تبعثَ فيهم فرحةَ الاستئناسِ بكرمِ النّهر، لأنّها ليلتُه، و لأنّهم ضيوفُه!.
**************

اسمح لي سيدي لأني اخترت باقة من ورود بستانك الفواح
رمضان كريم

12- رد/ رائع
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 09:05 PM

سهير بنت ديحاس
السلام عليكم سيدي //
جئت لأنتقي منها مقطعا فوجدتها سبيكة واحدة ما شاء الله عليك.
اسمحلي باقتباس حكمة واحدة رقم 8 أراها بيت القصيد في كل ما قلتم سيدي و هي 8/ (الحبُّ غوصٌ إلى الأعماق .. والأكسجينُ قد لا يكفي..!).

سهير بنت ديحاس

----------------

لك سيدي الفاضلة " سهير " حرية التصرف في انتقاءاتك البهية ، و هذا يزيد حرفي ألقًا و بهاء..
شكرا جزيلا لك.

11- رد/ جميل يا باز الجزائر
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 09:03 PM

أختي الفاضلة / نهاد شرشوري؛
روعة ..احساس مرهف يشي بحرقة ودمعة وابتسامة
شكرا لقلمك الراقي
-----------------

لا تشكري نسيما تأنق بهفيف الربيع.
مودتي وتقديري

10- رد / محبة
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 09:02 PM

أخي الفاضل / مهند عبد الباقي الطويل ؛
صدق ابن سنان الخفاجي حين قال:" قلب يهيم بذكر الوطن***ودمع يعيد رسوم الدمن "
..أو قول شوقي: وللأوطان في دم كل حرّ***يد سلفت ودين مستحق.
-----------
شكرا على التوضيح..مودتي وتقديري.

9- رد/ حكم بالغة
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 09:00 PM

أخي الفاضل / مهند عبد الباقي الطويل ؛
اسعدني حضورك البهي متمنيا أن أكون عند حسن ظنك بي .
وشكرا على التقدير..
مودة وامتنان.

8- رد/ بدون عنوان
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 08:58 PM

أخي الفاضل / علي الضيف ؛
قيل لأبي تمّام يوما : " لمَ تكتبُ ما لا يُفهم ؟ " و كان ردُّه :" و لمَ لا تفهمون ما أكتب ؟ ".
شكرا لك.

7- رد/ birine
يوسف الباز بلغيث - الجزائر 24-07-2012 08:56 PM

أخي الكريم/ عبد القادر ؛
مَن لا يحبُّ وطنَه الصغيرَ لا يحبُّ وطنَه الكبير يا صديقي.
شكرا لمرورك العذب

6- رائع
سهير بنت ديحاس - الجلفة / الجزائر 21-07-2012 08:11 PM

السلام عليكم سيدي //
جئت لأنتقي منها مقطعا فوجدتها سبيكة واحدة ما شاء الله عليك.
اسمحلي باقتباس حكمة واحدة رقم 8 أراها بيت القصيد في كل ما قلتم سيدي و هي 8/ (الحبُّ غوصٌ إلى الأعماق .. والأكسجينُ قد لا يكفي..!).

سهير بنت ديحاس

5- جميل يا باز الجزائر
نهاد شرشوري - الجزائر 20-07-2012 08:41 PM

روعة ..
احساس مرهف يشي بحرقة ودمعة وابتسامة
شكرا لقلمك الراقي
نهاد شرشوري

4- محبة
مهند عبد الباقي الطويل - بيرين / الجزائر 11-07-2012 08:07 PM

صدق ابن سنان الخفاجي حين قال:" قلب يهيم بذكر الوطن***ودمع يعيد رسوم الدمن "
..أو قول شوقي: وللأوطان في دم كل حرّ***يد سلفت ودين مستحق

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة