• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لماذا.. عماد!!

باسم البابلي


تاريخ الإضافة: 17/5/2012 ميلادي - 26/6/1433 هجري

الزيارات: 6620

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَلَّ عماد من كثرة ما كانت رسائل الأب - الصحفي في القناة الفضائية - تَحمل معاني الانتظار، وأنه قادمٌ قريبًا، وسيَلتقيان.

 

لَم يَفهم عماد - بسِنيه العشر - صعوبة عمَلِ أبيه، ولَم يُدرك إلاَّ رغبته في الارتماء بين أحضانه، والصعود على أكتافه، كما كان قبل أن يَلتحق الأب بعمله الجديد، والذي شعَر - من لَهْف أُمه وقَلِقها - أنه عملٌ خطيرٌ، وفيه ما يُقلق.

 

جاءتهم رسالة سريعة تُخبرهم بأنه قادمٌ إليهم؛ حيث كلَّفته القناة بتغطية أنشطة يوم الأرض في بلدتهم، وحَدَّد لهم موعد القدوم.

 

تَهيَّأ عماد وأُمُّه في اليوم الموعود، تزيَّنا بالحنين، وتحنَّا بالحب والأشواق التي ترَكت الأشهر السابقة آثارَها في عيني أمِّ عماد.

 

انتَظروا الوصول إلى قُبيل المغرب، وقَفوا على باب البلدة العتيد، لَم يَنتبهوا لِما حولهم، ولا لما يُحيط بهم.

 

أغلقَت الشمس باب النهار مُسرعة.

 

هناك تحرُّكات راجلة قادمة، تقافَز قلبُ عماد وأمِّه، واستعدَّت كلُّ ذرَّة للامتزاج في بحر القادم من بعيد.

 

رأي عماد - من بين الضوء الخافت والظُّلمة المُتسللة - رجلاً مُسندًا رُكبتَيه إلى الأرض، وكأنه يرفع يديه داعيًا إيَّاه إلى أحضانه، فانطبَعت الصورة بأحضان ذاكرته.

 

أبي، أبي، إنه أبي.

 

جرى بكلِّ ما أُوتِي من قوة، ولَم تتبقَّ إلا أمتار قليلة، أبي، أبي، أبتاه.

 

عماد: ماذا جرى لك؟!

ابني، تلاقَت عيون الأم بالابن الصامت، أشار إلى الجهة الأخرى، صوَّبت الأمُّ بصرَها حيث أشار وهي تجري، وتَصرخ: بُنيَّ، قُم، هذا عماد.

 

سقَطت الأم بجانب ابنها مُضرجة بدمائها، لَم يَستطع عماد أن يُخبرها أنَّ ما شاهَده لَم يكن أباه، بل جنديًّا نصَب رُكبتيه إلى الأرض، وأسندَ سلاحه إلى كَتِفه، وأنه تلقَّفه برصاصاته بمجرَّد الوصول.

 

من بعيد كان مصوِّر صحفي من بين المُصورين، يَجري تُجاه المشهد الأليم،تنبَّه - من خلالعدسة الكاميرا - أن مَن سقطا على الأرض لَم يكونا سوى زوجه وابنه، لَم يَتمالك نفسه، اقترَب من الجندي مسرعًا، رافعًا الكاميرا عن كَتِفه، يريد أن يَهوي بها على رأس الجندي، توقَّف المشهد، لَم يتحرَّك أبو عماد، بَقِيت الكاميرا معلَّقة في الهواء.

 

نبَّهت قطرات دمه الجندي المُدجج، والذي التفَت إليه مُفرغًا كلَّ الرصاصات في صدره.

 

ضَحِك الثلاثة سعادةً باللقاء، وتَعانَقوا، أبي: لن تتأخَّر علينا الآن، ولن تَغيب عن أمي، سنبقى معًا إلى الأبد.

 

ارتَفعوا قليلاً عن الأرض، عَلِموا أنها تُودِّعهم، وأن السماء تَستقبلهم.

 

ارتبَك مخرج الفضائيَّة الأجنبية أمام دموع مذيعته - بعد أن كانت تستعدُّ لمحاورة قائد الجندي المُدجج، والذي أوقَعته كاميرا فضائيَّته في براثنها، فسُجِّل المشهد كاملاً - ولكنَّ البثَّ المباشر كان أسرعَ من قراره.

 

خرَج سؤالها مُبَلَّلاً بدموعها وآهات قلبٍ يَحترق:

لماذا قتلتُم أمَّ عماد وأبا عماد؟!

لماذا قتلتُم عمادًا؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة