• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

وللمرأة دور (قصة قصيرة)

وللمرأة دور (قصة قصيرة)
عبدالحميد ضحا


تاريخ الإضافة: 9/2/2012 ميلادي - 17/3/1433 هجري

الزيارات: 5703

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بِمُجرَّد وصول الدكتور حامد - الليبرالي الكبير، الذي يَسْتحيل أن يمرَّ يومٌ دون ظهوره في التِّلفاز إلى المؤتَمر الانتخابي لحِزْبه - دوَّت الهتافات كالرَّعد، والْتفَّ الناس حوله، حتَّى غرق في لُجَّة من الأجساد؛ كلٌّ يتمنَّى أن يُسلِّم عليه، أو يَستزيد منه بِبَرَكة؛ بصورةٍ وهو يُعانقه.

 

صعد إلى المنصَّة بعد عناءٍ كبير، وبابتسامته الوَقُور، وبراءة الأطفال في عينَيْه، حيَّا الحضور، ثم أخذَ يشرح لهم الخطرَ الذي يحيط بالشَّعب إنْ هم لَم يَنصروا حزبه، فستَنْتهي المايوهات من الشواطئ، وستُمنَع الخمور وكلُّ شيء من شأنه جَلْب السُّياح، وعلا صوتُه محذرًا ومنذرًا بالكوارث التي ستَحْدث نتيجة انهيار السِّياحة؛ فلن تَجِدوا دولارات، وسيَهْوِي صرحُ الاقتصاد، وستَغْرق الطَّبقة الوُسطى، ولن تجدوا برجوازيًّا واحدًا يلمع في الأفق الإعلامي، وسيَهْوي على رؤوسكم الفقر المدقع، وستُطبَّق الأجندة الخفيَّة للمُتَأسلِمين؛ سيَقْطعون أيدِيَكم، ويَجْلدونكم!

 

جُلُّ الحضور يَفْغرون أفواههم؛ فَهُم يؤدُّون واجبًا كواجب الأفراح، وربَّما كواجب العزاء!

 

الحاج محمد رجلٌ ذو هيئة، من أَعْلام المنطقة، يتَدثَّر برِداء الثَّقافة، ويتَزيَّن به أمام أهالي المنطقة، ويَحْرص على حضور كلِّ المؤتَمرات لكلِّ الأحزاب، يتحدَّث في الناس كالخَبير في السِّياسة، يقول لِمُجاوريه:

 

• أليس عيبًا هذا الكلام؛ كيف يتَّهِمنا هكذا بأنَّنا لصوص؟! اللصُّ هو مَن يَخاف أن تُقطَع يده، ونحن نأكل من حلال، ومَن يخَفْ قطْعَ يده لا يَسْرق!

 

• يقول أحد مُجاوريه: ردَّ عليه يا حاج؛ كيف يَسبُّنا هكذا وكأننا لصوص أو زُناة؟! ولم يتحدَّث عن مُشكلاتنا وأنَّنا وأبناءنا نعيش على هامش الحياة.

 

• لا داعي لعمل مُشكلة؛ نحن نَسْمع من الجميع، دَعُوه يتكلم بما شاء.

 

• الله يكرمه الشيخ علي، أحيا في نُفوسنا الأمل أمس، وجعَلني أشعر لأوَّل مرَّة أنَّني إنسانٌ مهم في الحياة.

 

انتهى المؤتَمر، وسار الدكتور حامد، وفي يقينه أنَّ كل مَن حضر قرَّ كلامُه في قاع فؤاده، وأنَّهم تَلبَّسهم الهلَع والخوف على الطَّبقة البرجوازيَّة أن تنتهي، فلا بدَّ وأنَّهم سيَنْصرونها.

 

ليلةَ الانتخابات، جلس مجموعةٌ من النِّسوة، يتجاذَبْن أطراف الحديث، وهو في شيءٍ واحد لا ثاني له؛ حديث الانتخابات.

 

• من ستنتَخِبين يا أم حنان؟

 

• هل سمعتِ كلام الدكتور حامد، وحديثه عن الشيخ علي، وأنَّهم سيمنعون المايوهات؟

 

• وهل سَمِعتُنَّ المذيعة وهي تقول: إنَّها خائفة أن يلبسوها النِّقاب؟

 

• أنا زوجي كلَّما جلس أمام التِّلفاز، أرى عينَيْه الزائغتين تستَدْعِيان رصاصتَيْن أو قنبلةً، يَنظر إلى تلك المذيعة التي تَجْلس عشر ساعات تضع الماكياج، وتتعمَّد إظهار جزءٍ من صدرها.

 

• رجال أعينهم زائغة، ويا ليتهم يُلبسون الممثِّلات والمغنيات والراقصات النِّقاب.

 

• وكيف سيُمثِّلن دون استِثارة أزواجنا؟!

 

• ويقولون: سيمنعون التَّدخين.

 

• الله يخرب بيته، زوجي راتبه خمسمائة جنيه، (يَصْرف) نصفها على السَّجائر، يستطيع أن يَرانا أنا وأولاده نتضوَّر جوعًا، ولكن لا يصبر على نفسه دون سجائر.

 

• ويا ليتهم يَمْنعون الجلوس على المقاهي؛ زوجي يسهر كلَّ يوم حتَّى الصباح في المقهى مع أصحابه، ولا يَعْرفنا إلاَّ عند النوم، وكأننا فندق!

 

إذًا؛ لا بدَّ أن نكون غدًا بأولادنا وأزواجنا أمام اللِّجان من الفجر.

 

أتى القاضي في موعده باكرًا، فأصابَتْه سِهام العجَب؛ طابور طويل جدًّا من النِّساء، وطابور الرِّجال قصير، متَى أتى هؤلاء؟!

 

يفتح اللَّجنة، يسأل المنتخِبة الأولى: متَى أتيتُنَّ؟

 

• بعد الفجر.

 

• هل هذا الطَّابور يُستخدَم في أمرٍ آخر غير الانتخابات؟

 

• ماذا تقصد؟

 

• أقصد للخُبز مثلاً، أو البوتاجاز.

 

• لا، هو للانتخاب فقط.

 

• إذًا؛ تَخْافين من الغرامة.

 

• لا؛ أنا أتيتُ لأنتخب فقط.

 

• ما شاء الله! ادخلي انتخبي - دخَل وراءها أطفالٌ - ولكن مَن هؤلاء الذين معك؟

 

• هؤلاء أولادي، جاؤوا لينتخبوا.

 

• ولكنهم دون الثَّامنة عشرة؛ فليس مِن حقِّهم الانتخاب.

 

• يعني عائلتي كلها ليس إلاَّ أنا وزوجي فقط لنا حقُّ الانتخاب؟! عمومًا سأخرج من هنا آتِي بكلِّ مَن أعرف.

 

• ولِم لَم يأت زوجك؟

 

• هذا هو، في أوَّل الصف.

 

• تفضَّل، لَم أكن أتصوَّر أنَّ هناك مَن يهوى الانتخابات بِهذا الشكل!

 

• حكم القوي على الضعيف!

 

• تقصد الغرامة.

 

• لا، أقصد الحكومة.

 

• والحكومة ما لها؟

 

• كل حكومات المنطقة اجتمَعْن أمس، وأصدَرْن قراراتٍ بِمَن نَنتخب، ولو أحسَسْنَ بالخيانة، وانتخبَ أحدُنا غير المقرَّر، فلا بَواكِيَ لنا، والله المستعان!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة