• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جامع الآسي (قصص قصيرة جدًّا)

خيري عبدالعزيز عبدالباري أحمد


تاريخ الإضافة: 13/9/2011 ميلادي - 15/10/1432 هجري

الزيارات: 11298

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جـامع الآسـي

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

وجَد ضالته في قلب صحراء إفريقيا المُقحلة، بعدما طاف العالم بكاميرته شرقًا وغربًا، طفلاً أسودَ، ضامرَ الجسد، يحبو رغم سنوات عُمره السَّبع، ومِن حوله تترقَّب الطيور الجارحة، أزاح منفعلاً خَصلة من شعره الأصفر الناعم، تدلَّت على عينيه الزرقاوَيْن، فأظْهَرت توهُّجَهما بالإثارة، بينما اتَّخذ بعناية زاوية عبقريَّة للعدسة، أظهَرت أدقَّ التفاصيل.

 

وما لَبِث زهوًا عاتيًا أن تفجَّر داخِله وهو يغادر مسرعًا، ليضم أروَعَ لقطاته لمجموعة الآسي خاصته.

عـودة تـابوت

بعد غربة رُبع قرن، اتَّصل أحدهم وأنْبَأنا بوصوله غدًا باكرًا.

 

استحضرنا في تلك الليلة خطابه الوحيد من غياهب الماضي في أعماق الذاكرة، فُوجِئنا أن فئران النِّسيان قد الْتَهَمت كلَّ المحتوى، ولَم تترك إلاَّ آلَمًا يَقطر من بقايا الكلمات المتآكلة، وراهَنَّا على معرفته برغم رتوش السنين.

 

وحينما قذَفت الباخرة بآخر الوجوه من جَوْفها، وجَدنا تابوتًا خشبيًّا يَرقد مُنزوِيًا في سكون، يَنطق بجملة وحيدة: "الغربة تَستنزفني في مَهلٍ".

 

فـراق

كانت تبدو مُضطربة، وقد أرْهَقها البحث في وجوههم عنه، وكانوا يعلمون ما يَجول بخلدها،

 

تقدَّم أحدُهم ووضَع رأسها المشتعل بالشَّيب على صَدْره، وقال: أنا هنا يا أمي.

 

لَمَعت عيناها بالفرح: محمد، ابني.

 

قبَّل رأسها: نعم يا أمي.

 

دفست رأسها في صدْره، وتسَمَّعت دقَّات قلبه، وفارَقت الحياة.

 

ربَّتوا على كَتفه، تَمْتَمَ: رَحِمك الله يا صديقي، يا محمد.

 

ذهـبت

نَهَل من حبِّها الجارف، وغرَّه قلبها الوَلْهان.

 

أعجَبَتْه فكرة أن يَستميل قلوبًا أخرى، ويَستزيد من ينابيعَ جديدة.

 

بعدما عاد - بعد طول سفرٍ - يائسًا خالي اليدين.

 

وجَدها قد ذهبَت.

 

امـرأة

اختَرَقها شعاعه، فانفرَطت إلى ثلاثٍ:

 

لَعُوب أشعَلته.

 

وزاهدة أطْفَأته.

 

ونَمِرة شرسة أشْعَرته بخطورة الموقف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- راقني ما كتبت
فجر - السعودية 14-09-2011 06:31 PM

أقصوصات رائعة..
تماما كالطائرات الورقية..
قريبة سلسة تجتذبها نفسك..
وبعيدة في مداها و مغزها تسبح في الأفق
أتمنى لك التوفيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة