• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جدتي وأنا (قصة)

عبدالله عيسى


تاريخ الإضافة: 22/7/2010 ميلادي - 10/8/1431 هجري

الزيارات: 42013

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كنتُ في ذلك الحِين صَبيًّا في العاشرة من عُمري تقريبًا، وكانتْ لي جَدَّة غاية في الحنان والحبِّ، حتى إنها عندما كانت تزورنا وتريدُ أنْ تنصرفَ لتسافرَ إلى جَدِّي بالبلد، كُنَّا نحزنُ حُزْنًا شديدًا ونبكي؛ وذلك بسبب طيبتها وحبِّها، والصفاء والنقاء الذي بداخلها.

 

كانت تحكي لي ولإخوتي القصص والحكايات الجميلة، وأيضًا لَهْجَتها الريفيَّة التي كُنَّا نفرحُ بها ونضحك كلَّما تحدثنا بها؛ حيث إننا نعيش في القاهرة وتَرَبَّيْنَا بها؛ نظرًا لطبيعة عمل والدي في الحكومة.

 

وفي إحدى المرَّات خلال العُطْلة الصيفيَّة، طلبْنَا من والدي أنْ نسافرَ إلى البلد لزيارة قَرْيَتنا؛ فقَدْ كُنَّا نحبُّ منظرَ الشجرِ الأخضر، ومياه الترعة الزَّرْقاء، أيضًا كُنَّا نستمتعُ بدوران الساقية، وركوب الحمار، وأيضًا كُنَّا نحبُّ الناس الطيِّبين من أقاربنا الذين يرحِّبون بنا، ويعاملوننا كأنَّنا سيَّاحٌ من عالَمٍ آخرَ، كانوا يهشون في وجوهنا ويبشون، ويُعَرِّفوننا على أنفسهم، فتقول لي: أنا خالتك فلانة، وأنا عمتك الفلانيَّة، أما الرجال فكانوا كُلهم أعمامي وأجدادي؛ فكُنَّا نشعرُ أنَّ القرية كلها عائلتنا الكبيرة.

 

وعندما ألححْتُ على والدي للسفر إلى البلد، اعتذرَ لانشغاله بالعمل، وقال لي: أنت الآن كبير، لماذا لا تسافر وحدك، فالطريق سهل وآمن؟ وبالفعل سعدتُ بالفكرة ورحَّبتُ بها دون تردُّدٍ؛ لأنه أشْعَرَنِي أنني أستطيع تحمُّل المسؤوليَّة، وشَرَحَ لي ماذا أركبُ، وأين أنزلُ، وماذا أقول للسائق.

 

وتوكَّلت على الله، فأرادتْ والدتي أنْ تعطيني كيسًا به هَدِيَّة لجَدَّتي، ولكن عندما حَمَلْتُه من الأرض، قالتْ لي: لا، إنه ثقيلٌ عليك؛ حيث إنني كنتُ ضَعيفَ البِنْيَة، ولكنني رفعته من الأرض للحظة، وظننتُ أنني أستطيع حَمْلَه؛ لأنني كنتُ أحبُّ جَدَّتي كثيرًا، وأردتُ أنْ أسعدَها، وأُدْخِلَ على قلبِها الكبير الفرحةَ والسرور، فأخبرتُ والدتي أنني أستطيع حَمْلَه.

 

وفى الصباح توكَّلت على ربِّي، ومَن يتوكَّل على الله فهو حَسْبُه، وأوصلني والدي إلى الموقف وانصرفَ، فانتظرتُ حتى حضرتِ السيارة التي تسافر إلى بلدتنا، وركبتُ وكنتُ في غاية الانشراح والحبور، وطلبتُ من السائق أنْ ينزلني بالقُرْب من جَدِّي صالح كما قال لي والدي، وتعجَّبتُ أنَّ السائق أجاب بنعم! وأنه يعرف جَدِّي، ووصلتُ بسلامة الله، ونزلتُ مِنَ العَرَبة ورفعتُ الكِيس ومشيتُ، لكنني لم أستطع حَمْلَه لثِقَلِه، ولكنني جاهدتُ نفسي، أمشي فترة وأقفُ فترة، أتحسَّسُ يَديَّ التي تورَّمتْ من الكيس.

 

وعندما وصلتُ إلى دار جَدِّي ورأَتْنِي جَدَّتي، أقبلتْ في فرحة كبيرة، ودهشة شديد، فاحتضنتني بقوَّة وحنان لن أنساهما أبدًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
12- شكــــرا لشـــبكة الالـــوكة الغـــــراء
عبد الله عيسى - مصــــر 28-07-2010 03:05 PM

لقـــد ســـعدت كـثــيرا لــثناؤكم
ومدحكــم فى شخـــصي
وكتاباتـــي المتـــواضعة
والتى أرجـــو بها
وجه الله ســـبحانه وتعالى

ولقـــد تشــرفت بالكتابة فى
موقعكـــم المحـــترم
جعلـــه الله فى ميزان حســناتكم

وسوف يكــون هذا الثنـــاء
دافعــا لى
لبذل مزيــد من الجهـــد
ولكم تحيــــاتي العطــــرة

عبد الله عيــــسى

11- شكرا
alukah 27-07-2010 11:01 PM

جزاك الله خيرا القصة جدا روعة

10- الأخت انتصـــــارشكــــرا لك
عبد الله عيسى - مصــــر 24-07-2010 03:25 PM

لقـــد سعـــدت بردك الجميـــل
وأنا ممتـــن لمتابعتكــــم
التى ولا شــــك تثــري الموضــوعات

وأشكـــرك وأشكر الجميـــع
على التفاعـــل
لأنه يشـــعرنى أنه

من الجيــد أن يكــــتب المرء
ينصــح نفســـه وغخوانه
ولكن غذا كتب الانســان
وكانت المشــاهدات قليلة؟؟؟

فإن المرء يشعر
أن مجهـــوده الذى بــذله
قد ذهــب هبـــاء

تحياتــى لكــــن
وجزاك الله خيــرا
عبد الله عيســـى

9- ......
انتصار - السعودية 24-07-2010 05:57 AM

السلام عليكم و رحمة الله

تود أن تعرف مدى تفاعل القراء؟

تقريبا نقرأ جميع كتاباتك منذ أن بدأنا نتصفح الألوكة، ليس من فترة طويلة. و أحيانا تتدخل كتاباتك في تفاصيلنا اليومية، يعني أنها مؤثرة بحق. جعلها الله خالصة لوجهه و جزى صاحبها خيرا.

8- ابن سعدهم أخي فى الله
عبد الله عيسى - مصــــر 23-07-2010 03:00 PM

لقد سعدت بالتواصــل معك
فاننى أحـــب أن اعرف
مدى التفاعـــل بينى وبين
القـــرآء الأعـــزاء

شكــرا لك
وسعدت بك

عبد الله عيســـى

7- أم مالك
عبد الله عيسى - مصــــر 23-07-2010 12:06 PM

حقيقة أن الجدة والجـــد
يقدمان المشاعر
والاحســاس الصادق
بالدفء والحنــان
بدون حدود
وبلا مقــــابل

سعـــدت بك
ولك تحياتى

6- سنكون على تواصل إن شاء الله
ابن سعدهم الحنبلى - مصر 23-07-2010 12:02 PM

بإذن الله أخى سأكون متابع لمواضيعك والإجازة ما زال فيها متسع والحمد لله قبل العودة إلى الجامعة

5- رحمة الله عليك جدتى الحبيبة
أم مالك - مصر 23-07-2010 12:51 AM

ما أجمل التواصل بين الجدة والأحفاد
ليس حنان فقط , ولكن خبرة وتجربة ومشاعر جميلة
للأسف نفتقدها هذه الايام
اللهم ارحم جدتى الحبيبة , واغفر لها , وثقل موازينها , وارزقها الفردوس الاعلى أنتِ وأمى الحبيبة وجميع المسلمين,,, آمين

جزاك الله خيرا أ.عبدالله

4- بارك الله فى ابن سعــــدهم الحنبــلى
عبد الله عيسى - مصــــر 22-07-2010 11:09 PM

ســعدت أيما سعادة بردك
وشعرت أننا
يجب أن نتواصـــل دائما
فى الخير

جزاك الله خيرا وأنا فى انتظــار رأيك فى بقية الموضوعات
وشكــرا لك

أخوك
عبد الله عيســى

3- جزاك الله خيرا
ابن سعدهم الحنبلى - مصر 22-07-2010 09:01 PM

لقد فهمت المراد وما دفعنى الى اعتقاد نقصانها جزئية أسأت فهمها وصدق فى قول المتنبى:

وكم من عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السـقيم

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة