• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جلست بجواري

عبدالله عيسى


تاريخ الإضافة: 7/7/2010 ميلادي - 25/7/1431 هجري

الزيارات: 5357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كانَ الجو حارًّا وخانقًا، وكنتُ واقفًا بالشارع أنتظر أن أركب الأتوبيس العام الذي يقلُّني إلى بيتي بعد عناء يومٍ شاقٍّ من العمل المضْنِي، وقفتُ طويلاً؛ حتى تَعِبَتْ قدماي، وكأنَّ الله أعانني وصبَّرني حتى جاء أخيرًا رغمًا عن أنفه كما يبدو، ركبتُ بصعوبة شديدة؛ فالأجساد متراصَّة، والمكان بالداخل مُزْدَحِم، وارتفاع الحرارة والجو العام يُشْعِرُك بالضِّيق والاختناق، نظرتُ عن يساري فوجدتُ أختًا تستمع إلى الأغاني العاطفيَّة الرومانسيَّة، وكانتْ لأحد المطربين الذي سَحَر النساء بكلمات الشوق والحبِّ والهُيَام.

 

وشاهدتُ أمامي اثنين يتكلَّمان بصوتٍ يسمعه جميعُ مَن في العَرَبة، كأنَّه برنامج حِواري تلفزيوني شهير، والرُّكَّاب يستمعون في صَمْتٍ وخشوع.

 

وآخرُ يتحدثُ في التليفون لفترة طويلة، والطَرَف الثاني صوتُه واضحٌ تمامًا، وكانا يتحدَّثان في كلامٍ خاصٍّ جِدًّا، ولكن الجميع كان يستمع في سِرِّيَّة!

 

أما السائق - يهديه الله - فكانَ يجري مُسْرِعًا ثُمَّ يتوقَّف فجأة، فنجدُنا قد ارتطمنا جميعًا، أو يهدِّئ فجأة من سَيْره؛ حتى يتفادى أحدَ المطَبَّات.

 

بعد فترة قدَّرها الله بدأَ مُعْظم الرُّكَّاب في النزول، لكنني كنتُ سأنزل آخرَ الطريق، وجلستُ وكان بجواري مقعدٌ خالٍ، ووجدتُ سيِّدة تَلْبَسُ السواد، وكانتْ رِيفيَّة وألْقَتْ عليَّ السلام، وجلستْ بجواري، عندما نظرتُ إليها ذَكَّرتْنِي بأمي - يرحمها الله.

 

كان وجهها تفيضُ منه السماحة والحبُّ، والنقاء والطُّهر، عندما جلستْ بجواري تعجَّبتُ لحديثها؛ فقد كانت تحرُّكُ شَفَتَيْها، وتَذْكُر اللهَ بصوت خفيض، لم تفتُرْ أو تسكتْ طِيلة الطريق، وسمعتُها وهي تسبِّح وتحمدُ، وتُكَبِّر وتَهَلِّلُ في سكونٍ، وسمعتُها وهى تقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، عدد خَلْقه، ورِضا نفسه، وزِنَة عَرْشِه، ومِدَاد كلماته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- غفر الله لأمهاتنا جميعا رحمة واسعة
عبد الله عيسى - مصــــر 13-07-2010 04:29 PM

الأم لايعرف الإنسان مقدارها
إلا إذا كان له عقل
يفكر ويعرف أنها رحمـــة من الله
وهى كنز لايفنى من الحب والعطــــاء

سعدت بك
ودعواتى لك أن يغفر الله لك
ولأمهاتنا والمسلمين وجزاك الله خيرا
عبد الله عيسى
وأرجو دائما
المتابعة والرد
ولك
تحياتى

1- دنيا لاهية
ام مالك - مصر 13-07-2010 03:37 PM

للأسف الدنيا لاهية الناس ويمشون حسب ما تأخذهم الا من رحم ربى

اللهم ارحم أمك واغفر لها وضاعف حسناتها حسنات , وأبدل سيئاتها حسنات هى وموتى المسلمين , واحشرنا وإياها مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة