• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مراث أندلسية (٢)

د. ياسر رشيد حمد البياتي


تاريخ الإضافة: 9/3/2018 ميلادي - 22/6/1439 هجري

الزيارات: 4773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مراثٍ أندلسية (٢)

 

الأندلس....

وحدكِ تندبين حظكِ، وكلّ شيء فوضى يئنُّ حولكِ، أنتِ وذكريات الزهو وعبق الأيام الخوالي.

أنتِ وخصر الماضي المخضَّب بدماء الأزهار، والمتوضئ بغبار الديار القفار.

 

الأندلس....

هكذا بلا مغنِّياتٍ ولا أصواتُ المزاميرِ ولا الرقصات أو القهقهات.

هكذا بلا صراخِ الرجالِ كالأطفال.

هكذا بلا تمايل الاشجارِ وطرب أمواج المياه في أنهارك والبحار.

 

الأندلس....

أتعبكِ العويلُ والسهر،

مكسورةُ الخاطر تبكين ماضيكِ،

والقحطُ الغادر غطى أراضيكِ،

تلتفتين حولك، لا شيء سوى الأطلال.. كأنك يا جنة الله

قد صُيرت سقَر.

 

الأندلس....

في قاعِ بحركِ كنتِ أنتِ الجَوهَرة،

لا يستطيعونَ إليها مهما أرادوا السيطرة.

حتى أتاكِ مجدنا التليد.

والعالم المفروض من جديد.

ألقاها عن كاهلك غلل الحديد.

 

الأندلس....

مضت سنين فرحتك مثل السهام ، وتعلمين جيداً مهما أطالت في المسير لا بد أن تخلع عن اهدافها اللّثام.

قليلة العدد.

قصيرة الأمد.

لا تبقي في جعاباها شيخاً عزيزاً أو ولداً.

 

وهي تعلم أن بشراها وإن جاءت إليها مسرعة، سترحل يوماً وتحمل معها كل شيء كأنها لم تكن يوماً سوى زوبعة.

تردد أنغامها ما قاله الماضي:

 

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سراةَ لَهُم = وَلا سراة إِذا جُهّالُهُم سادوا

وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلاّ لَهُ عَمَدٌ = وَلا عِمادَ إِذا لَم ترس أَوتادُ

فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ = لِمَعشَرٍ بَلغوا الأَمرَ الَّذي كادوا..

 

هكذا ساد فيها من ليسَ منها، ووُلّيَ عليها من حادَ عنها، وفُضح أمرك حين بانَ ظلُّها، وصرخَ صمتُها، ونهضَ سرُّها.

 

من هنا كانت البداية:

معزولة كنخلةٍ في وسط غاباتٍ من الصنوبر، وكل ما حولها لا يعرفها مهجورةٌ غريبة، بعيدة عن عالم الدماء.

تعزفُها الأناملُ لحناً تراجيدياً تغنى به الشتاءُ في المساء.

 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة