• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حنان أمي

حنان أمي
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 3/6/2017 ميلادي - 9/9/1438 هجري

الزيارات: 6059

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حنان أمي

 

"من يرسب فسيتمُّ فصلُه من العمل".

كان هذا يرن في كِياني فيوردني مشاغل البطالة، وموائدَ الجوع، فصمَّمت على: "النجاح"!

رفيقي في هذه الدراسةِ الوظيفية هادئ مطمئنٌّ، عجبتُ لجمودِه!

 

وبيَّنت له:

♦ أنا قلق من الرسوب المرهوبِ.

 

قال:

• اطمئنَّ؛ فقد التقطت دفترَ محاضراتِ الدَّورةِ الماضية، نذاكرُه معًا ويستقرُّ تعييننا، فأثلج صدري، وهدأ روعي، وقلت في نفسي:

• نعم الأخُ المتعاونُ أنت.

 

نتهيأُ للسَّفر معًا، وكان مما تحدَّث به ببراءة الكبار أن أمَّه قرَّرت إعداد فطائرَ منوعةٍ، وخبز بيتي ناشف، والعجوة والجبن الرومي تموينًا لنا في شهور غربتنا.

 

أمي متحمِّسة:

♦ لن أجعلك أقلَّ منه، وسهرت الليلَ تُعدُّ الفطائرَ المحشية، والخبزَ المقدد، والأرزَ، وحلة صغيرة؛ ووابور جاز.

..وحمَّلتني حنانها المشبِع لكلينا.

سكنا اللوكانده، نأكل معًا، ونشرب معًا، من حنان أمي فقط!

 

قلت متلهفًا:

هيا لنرتشفَ سجل المحاضرات أولًا بأول.

 

تمتم بصوت مشروخٍ:

• تصور نسيت إحضارَه!

• فهبَّت نيرانُ قلقي من رمادها تنغرسُ في صدري، وكتمت رعبي من الضَّياع.

• حرصت على حضور المحاضرات واعيًا مستوعبًا كاتبًا مايمليه المدرِّبون، وكنت أذاكرُ بشغف، لا حبًّا للمذاكرة؛ ولكن خوفًا من السُّقوط في براثن البطالة، وعواء المعدة.

 

في يوم خميس من رمضان بعد عودتنا من التدريب، قلت:

• ماذا نفطر اليوم؟

• أشتري رطل لحمٍ مدعَّم من الجمعية التعاونية ريثما أطبخ الأرز.

عدت بعد ساعات ظافرًا مرهقًا.

صاحبي نائمٌ على ظَهره يعزف نشازَ الغطسان في النوم، وكشكول المحاضرات فارد جناحيه على وجهه!

تجرعت صدمتي اللاسعة.

 

وأيقظته:

• أليستْ هذه المحاضرات التي نسيتَها؟!

 

فإذا به يهيج غاضبًا يزأر:

♦ أفزعتني من حلمي، ونغَّصت نومي، لا شأن لك بي، ولا بمحاضراتي، وألقى نفسه في بئر النُّوام.

• هون عليك. أنا آسف.

وكشفت الحلة فوجدتها ترن فراغها، فأسرعت بطبخ اللحمة بالشوربة، وعملت فتة لكلينا، وأيقظته فراح يستسيغ الشوربة، ويلوك اللقمة، ويمضغ اللحمة في وجوم!

يوم إعلان نتيجة الدَّورة كان هو فعلًا أول الدُّفعة، وحمدت ربي أني لم أُفصل من عملي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة