• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

العتاب الراقي الجميل

العتاب الراقي الجميل
عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي


تاريخ الإضافة: 27/3/2017 ميلادي - 29/6/1438 هجري

الزيارات: 12759

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العتاب الراقي الجميل


الأم: كيف كان أداؤك في اختبار هذا اليوم يا بُني؟

أحمد: الحمد لله، كما وعدنا الأستاذ، كانت أسئلة مباشرة وسهلة.

 

الأم: مهما كانت الأسئلة سهلةً ومباشرة، فإنها لا تكون كذلك لمن لم يذاكِر ويراجع دروس المادة جيدًا.

أحمد: أشعر بارتياحٍ كبير كلما أُنهي اختبار كل مادة بالإجابات التي أقتنع بصحتها.

 

الأب: لدي فضول في معرفة سؤال التعبير عن ماذا كان، وكيف كان تعبيرك فيه، خاصة وأنك تحب التعبير وتبرع فيه؟

ابتسم أحمد وبرقت عيناه فرحًا بثناء والده: كان سؤال التعبير يطلب توجيه رسالة عتاب لوالدك أو والدتك، أو أخ أو أخت لك، تختتمها بدعاء له.

 

الأخت رويدا: إياك أن تكون وجهتها لي بسبب عدم منحك جوَّالي لتلعب لعبة حرامي السيارات، إن كنتَ فعلت ذلك، فلن يشفع لك الاعتذار ولو مزجته ببعض من الدموع والبكاء.

الأخ البراء مبتسمًا ينظر إلى أخته رويدا نظرةَ مَن يتظاهر بمعرفته: لا لا، أحمد لا ينجرُّ ليكتب تعبيرًا حول منعك إياه مثل هذه اللعبة، أظنه كتب لي عتابًا قويًّا، وليس لك يا رويد (يدلِّلها).

 

الأب: أظنك يا بنيَّ كتبت العتاب لي، فأسمعني بعضًا مما كتبت وتذكر، ولا تبالِ فلن يزعجني ما قلتَه لي.

الأم وهي تضع طعام الغداء: أقترح أن نؤجل هذا الحديث إلى بعد الفراغ من تناول الغداء، وبينما أخذوا جميعهم أمكنتهم وجلسوا يأكلون طعام الغداء، جاءهم اتصال من خال الأولاد يعاتبهم على عدم زيارتهم له هذا الأسبوع كما اعتاد منهم؛ فاعتذروا له بانشغالهم بامتحاناتهم الدراسية، وترجَّوه أن يدْعوَ لهم بالتوفيق والنجاح.

على مائدة الطعام أظهر البراء انزعاجه من عتاب خاله: لماذا يعتب علينا خالنا ونحن ما تأخرنا عن زيارته إلا لظرف ما نحن فيه من اختبارات واستذكار، ويكفينا ما نعايشه من التوتر النفسي والذهني؟!

 

الأم (أخت الخال): العتاب دليل المحبة يا بُني، ولولا أنه يحبكم ويحب زيارتكم له، ما عاتبكم واتصل بكم.

الأب: للعتاب آدابه، هل نتعاون في ذكرها؟

 

رويدا: - التلطف فيه وحسن انتقاء الكلمات.

أحمد: - قَبول الأعذار والمبررات.

الأم: - أن يكون العتاب على أمر كبير يستحق لأجله العتاب، وليس صغائر الأمور التي يعفى عنها.

البراء: - أن يكون العتاب على تقصير يقع من صاحبه لأكثر من مرة، وليس من مرة واحدة.

يضحك الجميع، ويسأل أصغرهم جميعًا محمد: ماذا تقصدون بكلمة عتاب؟ عن ماذا تتحدثون؟

وضعت الأم يدها على رأسه وقالت: العتاب يا بُني حين لا تعتني بمقتنياتك وواجباتك، فألومك بحب وأقول لك مثلًا: ألم أنبِّهك بالحفاظ على كراريسك ووضعها في خزانتك التي خصصناها لك، لا تضيعها وتتعبنا معك في البحث عنها.

 

يأخذ محمد يد أمه ويقبِّلها: لن أتعبَك يا أمي الغالية بعد اليوم إن شاء الله.

الوالد يخاطب أحمد بعد رفع المائدة، وذكر الوارد في رفع المائدة، وحمد الله بعد الفراغ من الطعام: أسمِعْنا يا بُني مَن عاتبت وماذا قلت له؟

أحمد: تقمصت شخصية أخي البراء، وكذلك أخي محمد، وعاتبت نفسي على لسانهما.

 

الأم بإعجاب ترفع صوتها على غير قصد منها: الله الله، ما شاء الله عليك يا حبيبي، ماذا قلت؟ هاه.. أسمعنا.

أحمد مبتسما مبتهجًا: أخي الغالي على نفسي، وأنت بعض نفسي، إليك أسطِّر هذه الكلمات، هي أقرب ما تكون إلى مزيج من تقديري الكبير لحضرتكم الكريمة الغالية، مع كلمات ما أقصد بها تجريحكم، أو المساس بمقامكم العزيز؛ وإنما استوضح عبركم طريق فلاحي ورشادي في هذه الحياة.

 

أخي الروح مني رعاك الله: أعهد فيكم حبكم الصادق لنا، وأنتم لنا منار الدرب، تنشطون لصلاة الفجر وتدعونا نائمين، ولا أدري ما يمنعكم لإيقاظنا واصطحابنا معكم للصلاة المشهودة؟ أهو حبكم الدنيوي لنا، وتظنون أن ذلك خير لنا؟ أم هو أسلوب ترونه في عالم السلوك التربوي تريدون منا أن نتعاهد أنفسنا بأنفسنا، ونبادر إلى الخير والطاعات بذواتنا؟

على كلٍّ اعلموا أننا نجاهد أنفسنا، ونحب أن تدعمنا وتكون لنا عونًا على أنفسنا والهوى والشيطان والدنيا الفاتنة.

 

أخي الحبيب: كم مرة تسمعنا نخوض في أعراض الآخرين، ونتنقل بين مستنقعات الغِيبة وفحش الكلام، وتنقذ نفسك بترك مجلسنا والتشاغل بالمفيد من كتب العلم وقراءة القرآن، وما فكرت يومًا أن تغضب لله وتجعل من غضبك لله منفعتنا وإنقاذنا من التردي يومًا بعد يوم، فتزجُرنا وتنهانا، وتعظنا وتخوفنا في الله، ولو أدى ذلك إلى أن نغضب منك ونهجرك، لماذا تتركنا حظًّا للشيطان، وعبادًا للهوى، ومساقة للنفس الأمَّارة بالسوء؟

 

أخي الفؤاد وفؤادي أنت: أشعر بحرارة لسعات كلماتي التي أكتبها إليك، ولعلها إن كتبها الله حية خالصة لوجهه الكريم أن تقرأها كما كتبتها لك، فتدمع عيناك كما دمعت عيناي، ويخفق قلبك كما خفق قلبي، وكأني بين يديك أقبِّل رأسك معتذرًا على ما أسأت وما كتبته لك من دون قصد ذلك مني، فتأخذني بحسن اللطف وتزيدني في قلبك المزيد من الحب والود والمزيد من الاهتمام.

أخوكم / أحمد.

أنهى أحمد سرد رسالة العتاب التي اختارها أن تكون لأخيه، ونظر إلى وجه والده وأمه وإخوانه، فإذا هم جميعًا تذرف أعينهم بالدموع، ويقوم البراء يفتح ذراعيه ويلتزمه إلى صدره، ويقول له: أحبك يا أحمد أيها الغالي إلى نفسي وقلبي، لن أترك للشيطان بيننا سبيلًا، ما رأيك: هل نتحالف ونتفق على ألا نجعل حظًّا للشيطان بيننا، فنتصالح ونتناصح، وإن اختلفنا نتذكر عدوَّنا الشيطان فنتنازل ونفوت عليه ما يريده من التحريش بيننا، وصنع الخلاف والشقاق بيننا؟

 

الأب يبدو السرور عليه: أحسنت في تعبيرك وعتابك الراقي الجميل الرائع يا أحمد، لقد ملكت علينا قلوبَنا وعقولنا، بقي أن تحسن العمل مثل إحسانك للكلام، ويلتفت إلى البراء: وأنت يا بُني أحسنت التعبير في استجابتك لدعوة أخيك وردة فعلك في التأثر مما كتبه أحمد، عتابه يدلل على نقاء وطهارة قلبك، وكما قلت لأخيك أنصحكما يا أحمد والبراء أن تكونا كما عبرتما، كلاكما يكون مرآة أخيه، ولا تنسيا أخاكما محمدًا، وأختكما رويدا، فإن أحسنتما تكونان لهما نعم القدوة، ولن تتعبا في إصلاحهما، واستعينا بالله وحده يُعِنْكما، واستهدياه يَهْدِكما.

 

احتضن البراء وأحمد أباهما، وقبَّلا رأسه، ودعيا له بخير، وقام محمد ورويدا يقبِّلان رأس والدهما، ويدعوان له، ثم اتجها إلى والدتهما يقبِّلان رأسها ويديها، كما فعل ذلك البراء وأحمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة