• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

كلام في المرأة (من رسائلي إلى الرافعي 1)

كلام في المرأة (من رسائلي إلى الرافعي 1)
فضل محمد الحميدان


تاريخ الإضافة: 24/10/2016 ميلادي - 23/1/1438 هجري

الزيارات: 12208

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلامٌ في المرأة

(من رسائلي إلى الرَّافعيِّ 1)

 

قرأتُ، من أيّامٍ، قولَ الرّافعيّ في المرأةِ:

[بعضُ النّساءِ تَنْقُصُ بها الحزْنَ، وبعضُهُنَّ تُغَيِّرُ بها الحزنَ، وبعضُهنَّ.. تُتِمّ بها حُزنَكَ][1].


فكتبْتُ رسالتي الأولى له...

كنْتَ، هذا الصّباحَ، يا أبا السّامي، في هجمةِ هذا التّفاؤلِ الذي تنزّلَ عليّ نديّاً، أكادُ أتهيّأ، معَهُ، لأفيءَ إلى نفسي، فأرى فيها ما كانَ من أسبابِ هذهِ السّعادةِ التي جعلتْنِي أنشرُ البهاءَ فيمنْ حولي، فأختارُ لهم منْ أخبارِ السّابقينَ ما يُبْهجُ، ويبعثُ على الأملِ!

 

وهيَ النّظرةُ الأولى في سحابكَ الأحمرِ هذا اليومَ، الأولى فحسبُ = قد أوقعتْنِي على معناكَ هذا في المرأةِ، وأيَّ معنًى؟

قدْ أعادتْنِي صورتُكَ الأولى ههنا إلى ذلكَ الجيلِ العربيّ الأصيل منْ نساءِ العربِ، نساءٍ صُنِعنَ ليكنَّ منْ مادّة السّعادةِ القلبيّةِ وحدَها!


مادّةٍ لا تتكَدّر، ولا تتبَدّلُ، ولا تختَلطُ، وإنْ داخلَتْها معاني منْ ضدّها في ثوبٍ من حزنٍ ممضٍّ مكينٍ!

ثمَّ إذا ألّحَّ عليها، وصبرَ ليغيّر فيها، وتمكَّنَ إلى حدٍّ قريبٍ = تَزَايَلَتْ عنه هذهِ السّعادةُ القلبيةُ مزايلةَ الزّيت للماءِ، فما شابَ ماؤُها زيتَ هذا الهمِّ القادمِ، ورائحتِه، وتركيبِهِ، وصبرِه، وسطوتِهِ!


هذهِ المرأةُ، بفلسفتِها هذي، إن كانتْ هيَ فيها منْ سكانِ الأرض، فهي من زوّار السّماءِ، وإنَ كانَ فيها منْ المرأةِ ما يجعلُ لها من صفاتِها التي يتهيّبها الرّجلُ = فإنّ فيها منَ السّحرِ ما يتمنّاهُ قلبُ أيّ رجلٍ!


امرأةٌ تزيدُ في حزنِ نفسِها لتُنْقِصَ في حزِنِ حبيبِها، وتُنقصُ في سعادِةِ قلبِها لتزيدَ في سعادةِ قلبِهِ!

هذهِ النّظرةُ الأولى قد زادَتني في نفسِي تفاؤلاً، وإشراقاً، وجمالاً، ولعلّ الثّانيةَ تكونُ في ظِلالها! لعلّها!


يا أبا السّامي:
قد كنْتُ، صباحيَ هذا، قبل أن أنظرَ في سحابِكَ، لكالميْتِ خرجَ إلى الدّنيا، بعدَ أنْ وُوريَ الترابَ أيّاماً، وسُدّتْ عليهِ منافذُ الحياةِ، وأيقنَ أنّهُ منْ أهلِ الدّارِ الثّانيةِ، فهيَ لهُ مقرٌّ، وليسَ لهُ مفرٌّ، حتّى تنزلّتْ عليهِ الرّحمةُ من أسبابِ السّماءِ، في منحةٍ إلهيةٍ، تقصرُ عنها كلماتُ أديبٍ، فجعلته في الدّارِ الأولى ثانيةً، يتنفسُ هواءَها، ويتلذّذ ماءَها، ويتحسّسُ جمالَها!


أو كالذي تسلّمَتْهُ ملائكةُ العذابِ فظنَّ أنّه واقعٌ في نارٍ لا تَنْقضي، ولا تَفْنى، فيها منَ العذابِ ألوانٌ لا تُصوّرُ، ولا تُخيّلُ، ولا تُجسّدُ، حتّى إذا أشرفَ عليها، واستسلمَ لما كانَ لهُ = جاءَتْهُ رحمةٌ إلهيّةٌ بدلّتْ جنّتَهُ بنارِهِ، وأقبلَ عليهِ جندٌ منَ النّور، ما زالوا يبثونَهُ جمالَ ما مسحتْ بهِ يدُ الرّحمنِ فيهم، فهو يرقى، ويعلو، حتّى يتلمّسَ طريقَ النّعيمِ، فيرتَعَ، ويهنأَ، ويستروحَ نسيمَ الجنّةِ، يداخلُ أنفاسَهُ، وأحاسيسَهُ، وأحلامَهُ!


وكنتُ رأيتُ الكونَ في روعتِهِ وجمالهِ، واتّساعِهِ = مثلاً منَ الضّيقِ، والقُبحِ، والكآبةِ، إلى أنْ.....

(وأشارَ أبو السّامي بحاجبيه، مع ابتسامةٍ وقورةٍ مشوقةٍ، منبسطَ الأساريرِ، قائلًا: إلى أنْ......، وكأنّهُ يطالبني بالإكمالِ، فأكملتُ:)


إلى أنْ زارنِي ذلكَ الطيفُ منها، يتدَثَّرُ بالحياءِ، ويتوهّجُ بالجلالِ، ويتزيّنُ بالسّترِ، ترى قليلَهُ، فيغريكَ كثيرُهُ، ملاكٌ حفّتْهُ الهيبةُ منْ أيِّ الزّوايا نظرْتَ إليهِ، وغشّاهُ النّورُ منْ أسفلِهِ وأعلاهُ، وعن شمالِهِ ويُمناهُ!


ولم يسطِعْ ذلكَ الخمارُ الذي تراخَى مَحْبوراً مَحْسوداً على صفحةِ وجهِها، على سُمكِهِ، ومناعَتِهِ، وقوتِهِ = أنْ يمنعَ ذلكَ السّحرَ المسكونَ فيهِ منَ أنْ يتجلّى في فتنةٍ ذبّاحةٌ آسرةٍ، تأخذُ ناظرَها، وواصِفَها، وقارِئَها، فتنةٍ قدْ استلهَمتْ أثرَها من فعلِ الخمرةِ، ونشوتِها!


ملهِمَةٌ هــيَ، يا أبا السّامي، ما حاورْتُها، وأثبتُ الفكرَ في كلماتِها القادمةِ في معنى الضّياء، إلا طمحْتُ، حواراً منْ بعدِ حوارٍ، إلى معَانيها فيَّ، معانٍ كلّها شعاعٌ، وكلّها أقمارٌ!


وما نظرَتُ إليها مرّةً إلا مشى يقينٌ ثابتٌ في دمائي يقولُ: إنّ ملهمتي منَ السّماءِ، جاءتْ إليّ في صورةِ امرأةٍ، وليسَ فرقٌ بينَها وبينَ النّساء إلا أنّها كانتْ منَ السّماء، وكُنّ هنّ منَ الأرضِ!



[1] ( كلامُ الرّافعيّ في السحاب الأحمر - ص 24).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- أدب هادف
نايا - سوريا 27-12-2016 12:34 AM

يحار المرء وهو يطوف بخميلة هذا البيان ، أيفتن بعذوبة اللفظ أم بسمو المعاني، ليردد لسان حاله:
ووقفت أسائل بعضها عن بعضها
فتجيبني عبر بغير لســـان

بل تجيبني قيم بأبلغ لسان ، ليخبرني أن للبيان في بعض القلوب جوهر لا يملك مثله إلا من اصطفاهم الله للنهوض بالأمة ، فيغرس في أبنائها القيم ويرتقي بذائقتهم ويروض النفوس على العفة.
بوركتم ..

2- رافعيان
الأديب - ماليزيا 24-10-2016 04:28 PM

ما أروع الرافعيان عندما يجتمعان واحد في الأرض وآخر في السماء.

1- ساحر
شام الحنان - سورية 24-10-2016 03:58 PM

أبدعت .. سلمت روح تخط للرافعي .. وهو هو بيد أنه في السماء وأنتم في الأرض

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة