• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الشرفة (قصة قصيرة)

عبدالباسط سعد عيسى


تاريخ الإضافة: 4/8/2016 ميلادي - 1/11/1437 هجري

الزيارات: 4580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشرفة

 

أقف في شُرفة صديقي الثريِّ التي هي بحجم أحد بيوت جيرانه الطينيَّة التي تقبع أسفل بنايتِه العالية على النِّيل، البنايات العالية تبدو كرجل مفتول العضلات يقف في صلَف والبيتُ الطينيُّ يستجديه عند قدمِه.

 

أرقبُ طفلًا لا يتجاوز الخامسة من عمره يَختفي نصفه في الماء يصطاد بسنارته البسيطة، وبنتًا على الشطِّ تكبره قليلًا، تضرب طرحتها في الماء ثم تَنفضها، وتلفُّها حول رأسها؛ تُخفِّف حدة شمس أغسطس، غمزت سنارة الولد فانتبهت البنت وترَّقَبا، حتى خرجت سمكة متوسِّطة أوقَعَها الجوع في الفخ، هللت البنت وألقى الولد لها السمكة فتلقَّفتْها بفرح، عاندت السمكة ومزقت كيسَها الضعيف، فكبلتها بطرحتها المبللة، رغمًا عني أرقبهما وهما يَدخلان بيتًا بلا سقف عدا غرفة وحيدة ضيِّقة بأحد أركانه، الفَسحة تَحوي فرنًا وسريرَي جريد و"طلمبة" أمامها حوض إسمنتيٌّ وبطَّتَين، أعطت البنت الأمَّ السمكة وساعدتها في شوائها، دقائق وكانت السمكة بين الطفل وأخته في طبق مع رغيف خبز، يبدو أن الأم تظاهَرت بالانشغال بأعمال البيت؛ حتى لا تُشاركهما الطعام القليل.

 

قاطَعَني دخول الخادم يدفع طاولةً عليها فنجانَي قهوة، طرفَت عيني نحو البيت الطينيِّ، وجدت الطفل وأخته يُمسك كل واحد منهما بقطعة لحم من السمكة، ويتَسابقان ليُطعما أمَّهما، بحركة لا إراديَّة أخرجت مبلغًا من المال وأحكمتُه، ثم ألقَيتُه بمهارة في فسحة الدار، واختبأت.

 

دلف صديقي الثريُّ معتذرًا لانشغاله بمُكالمة مهمَّة، جلسنا إلى الطاولة، وسألني لِخبرتي كمحامٍ عن الطريقة المثلى التي تُمكِّنه من امتلاك البيوت الطينية المجاورة، وأفصَح عن رغبته في تحويلها لحديقة تُحيط بنايته، وقبل أن أتحدَّث دخل الخادم يُخبر صديقي بوجود طفل بالخارج يسأل: هل سقط من شرفتنا شيء ما؟

 

وقفتُ مستغربًا: أستأذنك...

 

وأكملتُ بحروف صارمة: ذاهبٌ مع الطفل للشهر العقاري؛ فأنا بحاجة إلى أن يُوكِّلني لأقف في صفِّه إذا ما حاول أحد أن يسلب منهم بيتهم الطينيَّ المجاورَ لكم صديقي العزيز!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة