• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

وصايا من عصر الجاهلية

وصايا من عصر الجاهلية
عامر الخميسي


تاريخ الإضافة: 18/9/2024 ميلادي - 15/3/1446 هجري

الزيارات: 3057

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وصايا من عصر الجاهلية

 

هذه قصيدة للشاعر عَبْد قَيْس بن خُفاف، أبو جُبيل البُرجُمي، من بني عمرو بن حنظلة، شاعر تميميٌّ جاهليٌّ فَحْلٌ، من شعراء المفضليات، من البراجم؛ وهم بطون من أولاد حنظلة بن مالك من تميم.

 

لما قرب موته، أوصى ولده جُبيلًا بوصية جامعة نافعة ماتعة هي من عيون الوصايا، وفيها أتى دُرَرُ الحِكَمِ، وجوامع الأخلاق.

 

وهي من الأدب الرفيع، والخُلُق السامي الجميل، فهي من أولها إلى غايتها سياسةٌ مُحكمة، رسمها الشاعر لابنه "جُبيل"، اقتبسها من خُلُق العربي، ومن تجارِبه هو وحنكته؛ فهي بذلك سجل للمثل الأخلاقي العالي النموذجي عند العرب، ودليل واضح كالشمس في رابعة النهار على عنايتهم بتربية أبنائهم، وحرصهم على السموِّ بهم.

 

فهو يعلِّمه تقوى الله التي هي أعظم وصية، وعدم الحلف كاذبًا، والإحسان إلى الضيف، ووصل المواصل من الأصدقاء، والابتعاد عن الخائن، والرحيل عن محلة السوء، وأن يكون قويًّا على أعدائه، ونصح الأب ابنَه بالتروِّي في الشر، والتعجيل بالخير، ونصحه بعزة النفس وإن أصابته الفاقة، واشتد به الفقر، وأن يتجمل أي: يتجلد ويصبر، وإذا قصد من يسعفه في الضرورة، فليقصِد كريمًا معروفًا بنبله وكرمه، ولا يتخشع ويطلب من عند غير الفاضل، وطلب منه أن يكون حليمًا غير متعجِّل، أما إذا عزم على أمر رآه صالحًا له - هوى نفسه المراد - فليعزم، وليُمْضِ ذلك العزم، وأن يتأنى في أموره، وإذا تعارض لديه أمران، عليه اختيار الأجمل، والإحسان إلى الغرباء وعابري السبيل.

 

يقول في وصيته:

أَجُبَيلُ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ[1]
فَإِذا دُعيتَ إِلى العَظائِمِ فَاعجَلِ
أوصيكَ إيصاءَ امرِئٍ لَكَ ناصِحٍ
طَبِنٍ[2] بِرَيبِ الدَّهرِ غَيرِ مُغَفَّلِ
اللَهَ فَاتَّقِهِ وَأَوفِ بِنَذرِهِ
وَإِذا حَلَفتَ مُمارِيًا فَتَحَلَّلِ
وَالضَيفَ أَكرِمهُ فَإِنَّ مَبيتَهُ
حَقٌّ وَلا تَكُ لُعنَةً لِلنُزَّلِ
وَاعلَم بَأَنَّ الضَّيفَ مُخبِرُ أَهلِهِ
بِمَبيتِ لَيلَتِهِ وَإِن لَم يُسأَلِ
وَصِلِ المُواصِلَ ما صَفا لَكَ وُدُّهُ
وَاحذَر حِبالَ الخائِنِ المُتَبَدِّلِ
وَاترُك مَحَلَّ السُّوءِ لا تَحلُل بِهِ
وَإِذا نَبا بِكَ مَنزِلٌ[3] فَتَحَوَّلِ
دارُ الهَوانِ لِمَن رَآها دارَهُ
أَفَراحِلٌ عَنها كَمَن لَم يَرحَلِ[4]
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ شَرٍّ فَاتَّئِد
وَإِذا هَمَمتَ بِأَمرِ خَيرٍ فَافعَلِ
وَإِذا افتَقَرتَ فَلا تَكُنْ مُتَخَشِّعًا
تَرجو الفَواضِلَ عِندَ غَيرِ المُفضِلِ
وَإِذا لَقيتَ القَومَ فَاضرِب فيهِمُ
حَتَّى يَرَوكَ طِلاء أَجرَبَ مُهمَلِ[5]
وَاستَغنِ ما أَغناكَ رَبُّكَ بِالغِنى
وَإِذا تُصِبكَ خَصاصَةٌ فَتَجَمَّلِ
وَاستَأنِ حِلمَكَ في أَمورِكَ كُلِّها
وَإِذا عَزَمتَ عَلى الهَوى فَتَوَكَّلِ
وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ
وَإِذا لَقيتَ الباهِشينَ[6] إِلى النَّدى
غُبرًا أَكُفُّهُم بِقاعٍ مُمحِلِ
فَأَعِنهُمُ وَأَيسِر بِما يَسَروا بِهِ[7]
وَإِذا هُمُ نَزَلوا بِضَنكٍ فَانزِلِ


[1] كارِب يومِه: كارب: قرب ودنا.

[2] الطَّبِن: الحاذق.

[3] نبا به منزله: لم يوافقه.

[4] يقصد: من أقام في دار الهوان فهي داره، وليس من لم يقم فيها وأنف، كمن احتمل الضيم وأقام.

[5] يريد: حتى يتقوك ويتحامَوك، كما يتحامَون الأجرب وطلاءه.

[6] الباهش: الفرح، يريد: الذين يأتونه يلتمسون جَدَاه ونائله، ويقصد عابري السبيل والغرباء.

[7] وأيسِر بما يسروا به: أسرع إلى إجابتهم، الضنك: الضيق، أي: آسِهم في ضيقهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة