• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء


علامة باركود

الدنيا والموت

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 28/3/2016 ميلادي - 19/6/1437 هجري

الزيارات: 12855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدنيا والموت

 

جعل اللهُ الدنيا دارَ ممر لا مقر، وطريقَ عبور لا منزلَ إقامة، فهي مؤقتة، وكلُّ ما فيها مؤقت، وشبحُ النهاية والزوال يُلاحِق العقلاءَ فيها دائمًا فلا يطمئنون إليها، ولا إلى مُتعها ونعيمها، قال الحسنُ البصري: "فضح الموتُ الدنيا فلم يتركْ فيها لذي لبٍّ فرحًا"[1].

 

ومن هنا كان فرحُهم بقول الله تعالى عن الجنة: ﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25] فرحًا لا يُوصف.

 

قال الرازي: "اعلمْ أنَّ مجامعَ اللذات:

إما المسكن

أو المطعم

أو المنكح.

 

فوصف اللهُ تعالى المسكنَ بقوله: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25].

 

والمطعمَ بقوله: ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ﴾ [البقرة: 25].

 

والمنكحَ بقوله: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [البقرة: 25].

 

ثم إنَّ هذه الأشياء إذا حصلتْ وقارنها خوفُ الزوال كان التنعُّم مُنغّصًا، فبيَّن تعالى أنَّ هذا الخوفَ زائلٌ عنهم فقال: ﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25] فصارت الآيةُ دالةً على كمال التنعُّم والسرور"[2].

 

قال الشيخ مرعي الكرمي بعد أنْ أورد قولَ الرازي هذا معللًا: "لأَّنَّ الخلود هنا هو البقاء الدائم الذي لا انقطاع له، ولا غاية لمنتهاه"[3].

 

وقال الخفاجي: "إنَّ قوله: ﴿ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25] تكميلٌ في غاية الحسن، ونهاية الكمال، لأنَّ النعم وإنْ جلَّتْ، والترفه وإنْ عظم، لا يتمُّ ولا يكملُ إذا تُصُوِّرَ زوالُه وانقطاعُه"[4].

 

قلت: وقد عبَّر الشعراء عن هذا المعنى - وهو تنغُّص لذات الدنيا بشبح النهاية والزوال - كثيرًا، فقال الشاعر امرؤ القيس (ت سنة 80 ق هـ):

وهل يَعِمَنْ إلا سعيدٌ مُخلدٌ * قليلُ الهمومِ ما يبيتُ بأوجالِ[5]

 

وقال عدي بن زيد (ت نحو 35 ق هـ):

لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيءٌ     نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا[6]

 

وقال بشار بن برد (ت: 167هـ):

وما خيرُ عيشٍ لا يزالُ مُفجَّعًا   * بموتِ نعيمٍ أو فراقِ حبيبِ[7]

 

وقال أبو العتاهية (ت: 211هـ)‏:

ما عيشُ مَنْ آفتُهُ بقاؤُهْ   *   نغَّصَ عيشًا طيباً فناؤُهْ[8]

 

وقال:

إنَّ عيشًا يكونُ آخرَه المو       تُ لعيشٌ مُعجّلُ التنغيصِ[9]

 

وقال محمود الورّاق (ت نحو 225هـ):

إنَّ عيشًا إلى المماتِ مصيرُهْ   * لحقيقٌ ألا يدومَ سرورُهْ

وسرورٌ يكونُ آخرَه المو   *     تُ سواءٌ قليلُهُ وكثيرُهْ[10]

 

وقال ابنُ المعتز (ت: 296هـ):

يا طِيبَ ذلك عيشًا     * لو صالحتني المَنيّه[11]

 

وقال المتنبي (ت: 354هـ):

أشدُّ الغمِّ عندي في سرورٍ   *   تيقَّنَ عنهُ صاحبُهُ انتقالا[12]

 

وقال آخر[13]:

لا طِيبَ للعيش ما دامتْ مُنغَّصةً     لذاتُهُ بادّكار الموتِ والهرَمِ[14]



[1] حلية الأولياء (2/ 149).

[2] تفسير الرازي (2/ 117).

[3] الكلمات السنيات في قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات ص 80 (ضمن مجلة الأحمدية العدد: 6)

[4] عناية القاضي 1/ 79.

[5] الديوان: ص١٢٢

[6] شرح الحماسة للمرزوقي ص ١١٨، وتفسير القرطبي (4/ 62).

[7] الديوان ص١١٥.

[8] الديوان ص ٤٩٥.

[9] تاريخ دمشق (7/ 59) وانظر: "شرح حديث: لبيك اللهم لبيك" لابن رجب ص74.

[10] الديوان ص١٣٠.

[11]الديوان ص ٤٦٦.

[12]الديوان بشرح البرقوقي (3/ 341)، وروح المعاني (1/ 205).

[13] لم يُعرف مَنْ يكون.

[14] هو مِنْ شواهد كتب النحو، انظر منها: "شرح ابن عقيل على الألفية" (1/ 153).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
9- الدنيا والموت
القثامي - السعودية 30-03-2016 12:05 PM

عند استشعار واعتقاد المسلم ما يحصل له من لذة النظر لوجه الله عز وجل في جنات النعيم حينها تهون عليه مفارقة شهوات ولذائذ طرق الشيطان وسبله في مسيره في الدنيا لدار القرار وحط الرحال هناك ..

8- دعاء
د.علي شوقي - اليمن 29-03-2016 05:25 AM

حفظك الله ورعاك أستاذنا القدير

7- شكر
الحارث الطاهر حافظ - المدينة المنورة 29-03-2016 05:19 AM

سلمت أناملكم سيدي

6- كلام محكم
د.محمد عيد المنصور - سورية 29-03-2016 05:13 AM

كلام محكم متين..

سلمت يمناك دكتور

الموت ليس فناء..
إنما هو انتقال من حياة إلى حياة..
وإذا عمل المؤمن لحياته الخالدة كما تفضلتم -دكتور- سيسعد برحيله إليها..

قال أحدهم:

أتمنى الممات حتى أراك
والتمني من بعضه مستحيل

5- السعادة الحقيقية
يوسف بن محمد بن يوسف بن علي الريس - الإمارات 28-03-2016 11:47 PM

أن نعتقد بأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فهي جسر إلى دار الحيوان لنيل السعادة الحقيقية

4- جميل
عبدالهادي الزيدي - بغداد-العراق 28-03-2016 09:36 PM

سلمت يداك دكتور...

موضوع جميل
ومختارات شعرية لطيفة

3- الوطر والوطن
صفاء عبدالوهاب - ألمانيا 28-03-2016 09:34 PM

جزاك الله خير

الدنيا مجاز والآخرة وطن

والأوطار إنما تطلب في الأوطان

2- الدنيا والموت
د.ثائر الحنفي - العراق 28-03-2016 09:22 PM

كان شيخنا عبد الملك السعدي يردد دائماً :

لا فاصل مكاني بين الدنيا والآخرة ؛ (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ).

1- شكر
د.عصام محمد - بغداد العراق 28-03-2016 06:42 PM

جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة