• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

ملحمة الهجرة

ملحمة الهجرة
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 19/12/2011 ميلادي - 23/1/1433 هجري

الزيارات: 18114

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملحمة الهجرة

 

يا خَيَالاً يَجُوبُ في الأَرجاءِ
وَفُؤادًا يَحِنُّ لِلأَوفياءِ
هِزَّةُ الوَجْدِ تَعْتَلي قَسَماتِي
كُلَّما ضَاءَ طَيفُهمْ في خَفَائي
وَرُخَاءُ الدُّموعِ يوقِظُ حُبِّي
عندما يَسْتكينُ في الإبطاءِ
حَرِّكيهِ عَواصِفَ الشَّوقِ وامْضِي
فَلعَلَّ الحراكَ دَفْقُ العَطاءِ
رُبما يَخْسَرُ السُّعَاةُ ولكنْ
هل رَقى المستكينُ للْجَوْزاءِ
نامَ والْعَينُ أسدَلتْ هُدُبًا بع
دَ الضُّحى كَي تعيشَ في الظَّلماءِ
إنَّما العينُ في أنيسِ الْمُنى نُو
رٌ عَلا دَمْعَهَا بَريقُ الذَّكاءِ
تَستقي مِنْ تُراثِنا قَطراتٍ
لِتُزيلَ الشِّعابَ بالإستواءِ
لَمْلِمِ الرَّملَ والحصى من ديارٍ
سَعِدَتْ بالرَّبيعِ والأضْواءِ
وَاقرأ الرَّسمَ في خُدودِ بِطاحٍ
وَطِئَتْها قوائمُ الْقَصْواءِ
ثمَّ سَلْها وضَوْءُها في ذُراها
عنْ زَوالِ الدُّجى وليلِ الشَّقاءِ
وَاسمعِ الشَّرحَ دونَ سَبقِ كلامٍ
مِنْ بَليغٍ يُنْبئكَ عنْ أشياءِ
أو تطاولْ لِتشهَدَ الغارَ يَزهو
بِمُقَامِ النَّبي عندَ حِرَاءِ
وَأعدْ يا خَيالُ جبريلُ آتٍ
يُقرئُ المُصطَفى كتابَ السَّماءِ
شِرعةٌ أُنزلتْ ووَحيٌ ونُورٌ
وفؤادُ البشيرِ في إصْغاءِ
فَتسامى الضِّياءُ فوقَ الرَّوابي
وَسناهُ بمكةَ الزَّهراءِ
ظَهَرَ المُصطفى بخيرِ كتابٍ
ينشرُ الحُبَّ في نُهى الأحياءِ
يُعلنُ الهَدْيَ قبلَ فَوتِ أَوانٍ
سابقًا شرعةَ الهوى باعْتِلاءِ
ويُنادي العِطاشَ حتى ينالوا
مَنْهلاً منْ سُلافةِ الأصفياءِ
حَمَلَ العبءَ في ثباتٍ وعَزمٍ
والقَويُّ الأمينُ للأعباءِ
هي ذي منحةُ الإلهِ تعالى
يَهَبُ المخلصينَ حَملَ اللواءِ
زَفَّ بُشرى السَّماءِ حَالاً ببشرٍ
ودَعا بالصَّفا نُهى الأقرباءِ
كُسيتْ أوجُهُ الطُّغاةِ سوادًا
حِينما أُخبروا بِوَحْيِ السَّماءِ
حَنَقٌ في حَشَا أَبي لهبٍ يَغْ
لي وزَوجُ اللئيمِ كالرَّقطاءِ
تنفثُ السُّمَّ ناقعًا في عِنادٍ
شفَّ عن حَاسدٍ بلا استحياءِ
هكذا يكشِفُ الزمانُ أناسًا
خَضَعُوا للزَّعامةِ العمياءِ
يُؤثرونَ الهَوى ولو كانَ نارًا
والشَّقيُّ الرَّهينُ للأدعياءِ
أينَ مَنْ يَسمَعُ الهُدى بِفؤادٍ
لِيميزَ الخَبيثَ دونَ غَباءِ
نصَّبوا اللاتَ في القلوبِ إلهًا
وكَسوْهُ بِهالةِ الكبرياءِ
وَانْحنوا رُكَّعًا على صَنمِ العُز
زى يَميلونَ سُجدًا بالثَّناءِ
تلكمُ شرعةُ الضَّلالِ وإبلي
سُ زَعيمُ الشَّرائعِ العَمياءِ
بَاطِلٌ أَوْصَدَ النَّوافذ بالقس
رِ ونورٌ يدورُ في الأحياءِ
كُلَّما أوقَدُوا اللَّظى في قلوبٍ
صَبَرَ المخلصونَ رَغْمَ البلاءِ
بَذَلُوا السَّيفَ في رِقَابِ شُيوخٍ
وَعَبيدٍ تَسَابَقُوا للوَلاءِ
أَتْبَعُوا مَنْ سَعَى لِربٍّ رَحيمٍ
كُلَّ خَسْفٍ عَلى لَظَى الرَّمضَاءِ
وَالرَّسُولُ الكَريمُ نَادَى بِصَبرٍ
لَكُمُ الفَوزُ يا رجَالَ الفِدَاءِ
مَا أُمِرنَا شبابَنا بِقتالٍ
ما لنا غَيرُ حكمةِ الحُكَماءِ
لَيسَ أقوى مِنَ العقيدةِ تَرسُو
في دِمَاءِ الهُداةِ والشُّهدَاءِ
قَصَدَ المسلمونَ أرضَ النَّجَاشي
رَيثَمَا اللَّيلُ يَنجَلي عَنْ سَناءِ
بَارَك اللهُ بالوُفودِ إلينا
شِرْعَةُ الحَقِّ وحدةٌ في البِنَاءِ
هذه الأرضُ رَحمةٌ لِضِعَافٍ
لَنْ تَعُودي قريشُ بِالضُّعفاءِ
نورُ عِيسى وَهَدْيُ أحمدَ وَحيٌ
أُنزِلا مِنْ مَرَاتبِ العَلياءِ
وَتَوالى الحَبيبُ يُبْلِغُ وَحْيًا
رَغْمَ عُنفِ النَّكالِ وَالإيذَاءِ
وَبَدَا للرَّسُولِ طَيفُ ثَقِيفٍ
عَلَّ فيهَا أصالةَ الكرماءِ
فَإذا الشَّرُّ قَدْ ثَوى في ذُرَاهَا
وَنَمَا البُخلُ في ثَرى البُخَلاءِ
هكذا يُكْرَمُ الرَّسولُ بِدَارٍ
عَادَ مِنهَا مُضرَّجًا بِالدِّماءِ
نَضَبَ الدَّمعُ مِنْ مَآقي قُسَاةٍ
وَارْتَدَى القَلبُ مِعْطَفَ الكُبراءِ
فَشَكَا ضَعْفَهُ إلى اللهِ يَرْجُو
قوةَ العَزْمِ في هُدى الخُلفَاءِ
وَتَنَادَتْ قُريشُ بالنَّدْوةِ الغَد
رَ وَحَاكُوا المَصيرَ في الظَّلماءِ
وَنَبيُّ الهُدى يُنَاجِي بِفَيضٍ
بِدُعَاءِ المتابِ للأشقياءِ
وَإِذَا جِبريلُ الأمينُ رَقِيبٌ
يَكشِفُ الغَدْرَ رغمَ عُمقِ الخَفَاءِ
يَا رَسولَ السَّلامِ إنَّ جُفاةً
نَذَرُوا خَنْقَ النُّورِ قَبلَ الضِّياءِ
فَاسْتَجَابَ النَّبيُّ للأمرِ لَمَّا
حَانَ وقتُ الرَّحيلِ والإسراءِ
فَتَلا في الدُّعَاءِ يَاسينَ حَتَّى
قَالَ شَاهَتْ وُجوهُهمْ بِالْعَمَاءِ
فَإذا النَّومُ مُحْكَمٌ في جُفُونٍ
وَإذا القَلبُ مُطْلَقٌ فِي العَنَاءِ
وَأَتَى مَسْكَنَ الرَّفِيقِ أبي بَك
رٍ يَزُفُّ الرَّحيلَ للأُمَنَاءِ
وَعَتيقٌ كلامُهُ الدَّمعُ فَيضٌ
وَالرِّضا في فُؤادهِ البكَّاءِ
صُحبةُ المُصطفى دَليلُ وَفَاءٍ
بَاركَ الله صَبيحةَ الأوفياءِ
فَإذا الغَارُ باسمًا يَفتحُ القل
بَ أَمانًا لِسَيِّدِ الأنبياءِ
وَغَدا العَنكبوتُ مِنْ أوهَنِ الخي
طِ يُقِيمُ الحصونَ للأصدقاءِ
وَالحَمامُ الوَدِيعُ لولا حَبيبٌ
يُفْتَدَى لابتغَى سَبيلَ الجفاءِ
وَانبرَى المشركونَ بعدَ مُقَامٍ
في جُنونٍ لِبَيتهِ للقضَاءِ
دَخَلوا البابَ بَعدَ أَنْ نَفِذَ الصَّب
رُ وَهَزُّوا السُّيوفَ فَوقَ الرِّداءِ
وَعَليٌّ مَكانَ أحمدَ يَغْفُو
قَدْ تَسَجَّى بالبُردةِ الخَضراءِ
يَفْتَدي أحمدَ الحَبيبَ بِرُوحٍ
رَضَعَتْ مَنْبعَ التُّقى وَالوَفَاءِ
قَدْ تُقِيمُ الدِّماءُ حُسنَ رِبَاطٍ
وَكَذَا الأرضُ مِنْ قَبيلِ الحَياءِ
إنَّما إثرَةُ العَقِيدَةِ أقْوى
فَنِدَاءُ القُلوبِ أحلى النِّداءِ
وَقَفَ المُصطفى على الغَارِ يَرْثِي
مَكَّةَ العُمرِ والصِّبا وَالعَطاءِ
أنتِ يَا مكَّةُ الَحبيبةُ قَلبي
أَهلكِ البادئونَ بالبغضَاءِ
أَرْحَلُ اليومَ بعدَ عَيشٍ مَديدٍ
فَعَزَائي رسالةُ الحُنفَاءِ
كيفَ يُضحي الحَبيبُ بعدَ رَحيلٍ
مِنْ دِيارٍ قسَتْ عَلى الأبنَاءِ
يَذكُرُ الغارَ والأنيسَ وصَحبًا
وَدِماءً جَرَتْ عَلى الرَّمضاءِ
فَإذا الصَّحبُ قَدْ غَدَوا في شَتَاتٍ
تَركُوا دَارَهمْ إلى السُّفهاءِ
غَادَروا مَكَّةَ الكَريمةَ سِرًّا
ثُمَّ هامُوا لَيْلاتِهِمْ في العَراءِ
حَمَلُوا مَنْهَج الرَّسولِ بِصَدْرٍ
مُفْعَمٍ بالعَقِدةِ الغَرَّاءِ
وَشَروا دينَهُمْ بِكلِّ نَفيسٍ
وَاستَعَدُّوا لأجلهِ لِلفدَاءِ
وَمَطايا الرَّحيلِ سَارتْ خِفافًا
تَنهبُ الأرضَ في الدُّجى كالظَّباءِ
وَصلَ المُصطفى مَشَارِفَ عِزٍّ
فَسَرى النُّورُ قَبلهُ في جلاءِ
يَحملُ الخَيرَ في أَصيلِ نَهَارٍ
فَإذا أنصارُ الهُدى بانتشاءِ
وَإذا القَلبُ في صُدورِ المحبي
نَ مُقِيمٌ عَلى أساسِ الوَلاءِ
هَلَّلوا والرُّبا تُرجَّعُ صَوتًا
طلعَ البَدرُ في بلادِ الإباءِ
وَجَبَ الشُّكرُ يا بلادُ تُغَنِّي
إِنَّ أحلى اللقاءِ عَذبُ الغناءِ
وَأَقامَ النَّبيُّ جمعَ صلاةٍ
ضمَّهُمْ مسجدُ التُّقى بِقُباءِ
حَبَّذا نَفحةٌ تَطُوفُ بِنَفسٍ
كَي تَرى مَوكبًا مِنَ الصُّلحَاءِ
قائِدٌ ثَبَّتَ السَّلامَ وأرسَى
نبتةَ الدِّينِ فَارتقَتْ بِالنَّماءِ
كانَ منْ غَرسهَا كِبارُ هُداةٍ
نَشَروا الدِّينَ في الرُّبا الشَّمَّاءِ
عَمَّروا البيتَ بالصَّلاةِ فَأضحوا
صُوَرًا للمَلائِكِ الأَتقِياءِ
إِنَّما يَعْمرُ المسَاجدَ مَنْ آ
منَ باللهِ رَاضيًا بالقَضَاءِ
يَا خَيالاً يَطُوفُ في الأرجَاءِ
أَعْطِني عِبْرَةً مِنَ الصَّحراءِ
كِدْتُ أغفو عَنِ البُطُولَةِ يَومًا
لا تَدعني أَمِيلُ لِلإغفَاءِ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- شكر
صالح الزيد 01-04-2012 04:58 PM

نشكر الشاعر على هذه الملحمة العظيمة..
وأسلوب رصين بالنظم..

2- تعليق
فيصل 31-12-2011 12:06 AM

ملحمة رائعة جداً، وشاعر متألق في سماء الشعر

1- ثناء للشاعر الكبير
غانم - مكة 23-12-2011 11:42 PM

جزاك الله خيراً أيها الشاعر الكبير على هذه القصيدة العصماء التي صورت فيها ملحمة هجرة نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم بأبلغ معنى وأحسن ونظام ، ونتمنى منك الكثير..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة