• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

سأبكي على ليبيا (قصيدة)

محمد الغرباوي


تاريخ الإضافة: 12/4/2011 ميلادي - 9/5/1432 هجري

الزيارات: 9060

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

 

أَلا ليتَ مِن ليبْيَا الحَبيبةِ حاضِرا
يُنَبِّيكَ عن حالٍ ويُسْلِي نَواظِرا
وَيُسْكنُ قلباً ظلَّ مِن يومِ ثَورةٍ
بأَنحاءِ لِيبيا في فُؤاديَ ثائرا
كأَنَّ فُلولَ الهارِبينَ مِنَ الأذَى
قَطيعُ شِياهٍ ساقَها الذِّئبُ ذاعِرا
فَلا الذِّئبُ يَرضى للفُلولِ نَجاتَها
وَلا هيَ تَقوَى أنْ تُصوِّبَ حافِرا
فإمَّا مُقامٌ دونَهُ المَوتُ خِلسةً
وإمَّا هُروبٌ دونَهُ العارُ غامِرا
وَقتْلَى على صَحراءِ ليبْيَا كأَنَّهمْ
قُروحٌ على الخَدَّينِ تُفْزعُ ناظِرا
إذا هَابَها نادتْ عَليهِ، وَردَّدتْ:
أَلستَ بأشْباحِ الخِيانَةِ باصِرا؟
إذا لَم يُثِرْ قلْباً مَذابِحُ إخوَةٍ
أَلسْتَ على أُمٍّ تُهتَّكُ غائِرا؟
تَخالُهمُ مِثلَ النُّجومِ بِلَيلةٍ
تمرَّدَ فيهَا البَدرُ وَانفَكَّ هاجِرا
كأنَّ رَصاصَ الخائنِينَ عَليهِمُ
سُيولٌ سَتمحُو للحَياةِ مَظاهِرا
وتجْرِي دِماءٌ بالرِّمالِ تَخالُها
خَليجًا عنِ العُدوانِ أَقبلَ صادِرا
يَجِفُّ فيُبقِي مِثلَ وَشمٍ وأَحرُفاً
تُفطِّرُ عندَ العالمِينَ ضَمائِرا
فتُضرِمُ همًّا عِندَ شِيبٍ وفِتيةٍ
وتَحبِسُ أَنفاساً، وتُبلِي خَواطِرا
وَتَبدُو دِماهُمْ للأَنامِ ثَمينَةً
وَتبدُو لِراعِيها كَما كانَ زَافِرا
تُذكِّرُني هامُ الرِّجالِ على الثَّرَى
بِحبَّاتِ بقْلٍ أحْمرِ اللَّونِ ناضِرا
فيُوطَأُ بالأَقدامِ عندَ نَهارِهِ
وَيُترَكُ لِلفِئرانِ باللَّيلِ حاسِرا
عَجِبتُ لبَعضِ الحاكِمينَ فإنَّهمْ
نعَامٌ على الأَعدَاءِ غنَّى مُسَامِرا
أُسُودٌ علَينا كلَّ يومٍ وَلَيلَةٍ
تُحَتِّمُ أنْ نحنِي الجَبينَ تَصاغُرا
وإمَّا انتَفضْنا وَابتهَلنا وَشُمِّرت
سَواعِدُنا أَلفَيتَ للجِدِّ جازِرا
كَأنَّا خُلِقنا للمُلوكِ أذِلَّةً
حَرامٌ علَينا أنْ نَطُولَ مَفاخِرا
أُسارَى لَهمْ، والمَوتُ يَرحمُ أَسْرَنا
فَيقْبِضُ أَرواحاً لِيُعجِزَ آسِرا
وَتحسَبُ أَقدَامَ البُغاةِ قَويَّةً
إذا هيَ عَرْجاءٌ وَأَضعَفُ ناصِرا

• • • •
يُمزِّقُ عَهدَ البِرِّ حَاكمُ لِيبيَا
وَيُوفِي بعَهدِ القَصفِ وَالقَتلِ فَاخِرا
يُحاربُ ثُوارًا بِبَطنِ بِلادهِ
ليُشعِلَ نارَ الحرْبِ بَطنًا وَظاهِرا
وَيخْرِقُ أَسوارَ البِلادِ عِصَابةٌ
تَوافَدُ مِن غَربِ البِلادِ تَظاهُرا
إذا هِيَ حَلَّتْ بِالبلادِ تَلمَّسَتْ
مُقاماً وَأعلَتْ في البِلادِ مَقاصِرا
تَمكَّنَ في وَسْطِ البِلادِ رِوَاقُها
كَما اسْتَوطَنتْ حَبَّاتُ عَينٍ مَحاجِرا
فَتَشرَبُ دُونَ النَّاسِ صَفوَ رَحِيقهِمْ
وَتملأُ في جُوعِ الأَنامِ خَواصِرا
فَنَفزعُ مِن ذلٍّ لنَكبُوْ بِذِلَّةٍ
كما أمسَكَ الشَّرْكُ المُغرِّرُ طائِرا
عَزائيَ إنصَافُ المَنايا، فإنَّها
سَتُنشِبُ في لَحمِ البُغاةِ أَظافِرا
وَتعبثُ في أحْشائهمْ فكأَنَّها
أَصابِعُ تُثنِي مِن شُعورٍ ضفائِرا

• • • •
وأَحسَبُ أَبناءَ العُروبةِ بَعدَها
مُهشِّمَ رأسِي بِالحجارَةِ كاسِرا
فَليبْيا كَظهرِ العُربِ إنْ دَقَّ إنَّنا
نَخِرُّ إلى الأَذقانِ بُهتاً أَصاغِرا
وَيَسهُلُ لِلأعدَاءِ أَسرُ رِقابِنا
وَتخْطِمُنا ذلاًّ فساءَتْ مَصائِرا
ويُحْدقُ أعداءُ البِلادِ بدَارِنا
كمَا كانَ قَيدٌ للمَعاصِمِ حَاصِرا
وقدْ مرَّ مِن مَسراكِ أَجدادُ مِلَّتي
لتُعلِيَ في أَقصَى البِلادِ مَنائِرا
فتَغدُو كَسِربِ الطَّيرِ أسدَلَ رِيشَهُ
وأَخفَقَ مِثلَ السهمِ في الجَوِّ كاسِرا
كأَنَّكِ غُدرانٌ عِذابٌ تفَجَّرتْ
فأخصَبتِ قُفراناً وَأثمَرتِ ناضِرا
وَأروَيتِ ظَمآناً على وَشْكِ فِتنَةٍ
وكُنتِ لهُ عَيناً وقدْ كانَ حائِرا
سَأبكِي علَى ليبيا إذا الشَّمسُ حُجِّبتْ
وَأُوقظُ مَدفُونَ اللَّواعجِ شاعِرا
وإنْ نامَ كُلُّ الناسِ عنْ همِّ إخوَتي
سَأبقَى طَوَالَ اللَّيلِ بِالهمِّ ساهِرا
أُعيِّرُ في أَرضِ العُروبَةِ قادَةً
تُنَمِّي بأَحقادٍ تُمِيتُ ضمائِرا
فحَتَّامَ عَينُ العُربِ تبقَى نَواكساً؟
وحتَّامَ يبقَى ساعِدُ العُربِ ضامِرا؟
وحتَّامَ يَخشى البَأسُ فِينا تَطَلُّعاً
كمَا خَشيَ الأَفراخَ ثَعلبُ ماكِرا؟
أرى أنَّ عَهدَ العُربِ إن لَم نُراعِهِ
تَلاشَى كَماءٍ صارَ في الرَّملِ غائِرا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- المتنبي الصغير
إسلام الخطيب - مصر 12-04-2011 01:15 PM

قصيدة جميلة

2- لا فض الله فاك أخي غرباوي
عبد الحميد - مصر 12-04-2011 01:12 PM

لا فض الله فاك أخي غرباوي

1- بورك في الخاطر واليراع
أبو مسلم - عفا الله عنه - مصر 12-04-2011 12:18 PM

بورك فيك أيها الشاعر الغرباوي، ونعم ما جال في خاطرك ونفع الله بما خط يراعك الكريم.
ونسأل الله أن يهيئ لإخواننا وأمتنا في ليبيا وفي غيرها أمر رشد، وأن نفرح بنصر الله ، ولا نبكي على شيء!!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة