• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

موعظة (قصيدة)

موعظة (قصيدة)
مطران محمد العياشي


تاريخ الإضافة: 8/5/2023 ميلادي - 18/10/1444 هجري

الزيارات: 6380

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَوْعِظَةٌ

 

طُوْلُ الْبَقَاءِ عَلَى الْزَّمَانِ مُحَالُ
الْعُمْرُ يَمْضِي وَالْحَيَاةُ زَوَالُ
يَا لَهْفَ نَفْسِي كَيْفَ يَرْجُوْ عَاقِلٌ
عَيْشًا طَوِيْلًا وَالْمُقَامُ خَيَالُ
الْيَوْمُ وَلَّى وَالْشُّهُوْرُ تَتَابَعَتْ
وَالْعُمْرُ أَوْشَكَ دُوْنَهُ الْإِكْمَالُ
وَالدَّهْرُ سَاعَاتٌ تَمُرُّ عَلَى الْفَتَى
يَخْبُو وَيَنْقُصُ إِذْ يَهِلُّ هِلَالُ
آمَالُنَا فِي الْمُغْرِيَاتِ تَجَدَّدَتْ
وَتَعَدَّدَتْ وَالْأُمْنِيَاتُ طُوَالُ
إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ جَهُوْلٍ خَانَهُ
تَرَفُ الْحَيَاةِ تَغُرُّهُ الْآمَالُ
أَتُمَتِّعُ النَّفْسَ الضَّعِيْفَةَ بِالدُّنَا
والْعَيْشُ فِيْهَا مِحْنَةٌ وَنِضَالُ
وَالْمَوْتُ لَيْثٌ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ
كَلَّا فَمَا لَكَ عَنْ رُؤَاهُ نِزَالُ
فِي الْمُلْهِيَاتِ تَرُوْحُ بَرْقًا خَاطِفًا
وَإِلَى الصَّلَاحِ شِعَارُكَ الْإِهْمَالُ
أوَ لَمْ تَخَفْ يَا عَبْدُ مِنْ رَبٍّ لَهُ
عِزُّ وَحُكْمٌ قَاهِرٌ وَجَلَالُ
وَشُغِلْتَ عَنْ دَارِ الْخُلُوْدِ تَكَبُّرًا
أَلْهَاكَ عَنْهَا دِرْهَمٌ وَرِيَالُ
وَكَسِلْتَ عَنْ فَرْضِ الصَّلَاةِ تَعَمُّدًا
وَغَدَا يُضَيِّعُ وَقْتَكَ الْجَوَّالُ
اللّٰهُ يَسْتُرُكَ الْزَّمَانَ بِسِتْرِهِ
وَتَظَلُّ فِي عِرْضِ الْعِبَادِ تَنَالُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّ عَبْدٍ مُذْعِنٌ
فَرِحَ التُّقَاةُ وَفُزِّعَ الضُّلَّالُ
لَا تَشْغَلَنَّكَ فِي الْمَلَاهِي شَهْوَةٌ
إِنَّ اللَّذَائِذَ تَنْتَهِي وَتُزَالُ
والْإِثْمُ بَاقٍ فِي الصَّحَائفِ مُثْبَتٌ
وَاللّٰهُ لَا يَبْغِي وَلَا يَحْتَالُ
سَتَذُوقُ مِنْ كَأَسِ الْمَنِيَّةِ شَارِبًا
وَتَدُوْرُ بَعْدَ نَعِيْمِكَ الْأَحْوَالُ
لَا تَشْكُ مِنْ شَظَفِ الْحَيَاةِ وَبُؤْسِهَا
فَالْأُنْسُ فِيْهَا لَحْظَةٌ وَسِجَالُ
لَا تَحْسَبَنَّكَ فِي الْهَنَاءِ مُخَلَّدًا
إِنَّ الْحَيَاةَ مَطِيَّةٌ وَرِحَالُ
كَمْ مِنْ عَظِيْمٍ قَدْ طَوَتْهُ يَدُ الْرَّدَى
لَمْ يُغْنِ عَنْهُ الْجَاهُ وَالْإِجْلَالُ
لَمْ يَحْوِ مِنْ دُنْيَاهُ أَمْوَالًا سوَى
كَفَنٍ وَطِيْبٍ لَا أَخٌ لَا خَالُ
تَرَكَ الدَّرَاهِمَ لِلتُّرَاثِ بَقِيَّةً
وَثَوَى إِلَى جَدَثٍ بِهِ الْأَهْوَالُ
قَبْرٌ مُخِيْفٌ قَدْ تَوَسَّدُهُ الثَّرَى
وَانْهَلَّ فَوْقَ عِظَامِهِ الْأَثْقَالُ
أَمْسَى بِلَا سَكَنٍ يُطَاوِلُ غَيْرَهُ
وَالْتُرْبُ فَوْقَ عُيُوْنِهِ يَنْهَالُ
ذَابَتْ مَحَاسِنُ وَجْنَتَيْهِ مِنَ الْبِلَى
مَا عَادَ فِيْهِ مِنَ النَّضَارِ جَمَالُ
سَتُقِيْمُ فِي بَيْتِ التُّرَابِ مُجَنْدَلًا
مِن بَعْدِ مَا قَدْ غَرَّكَ التِّرْحَالُ
سَيَطُولُكَ النِّسْيَانُ بَعْدَ تَفَرُّقٍ
وَغَدَتْ تُقَسَّمُ بَعْدَكَ الْأَمْوَالُ
مَا أَضْعَفَ الْأَبْدَانَ كَيْفَ تَكَبَّرَتْ
وَالْيَوْمَ تُحْثَى فِي الْوُجُوْهِ رِمَالُ
يَا رَبِّ نَرْجُوْ مِنْ حَنَانِكَ رَحْمَةً
وَجَمِيْلَ صَفْحٍ كَي يَقَرَّ الْبَالُ
الْكُلُّ يَفْرَحُ بِالدَّقَائِقِ تَنْقَضِي
وَبِجَرْيِهَا تَدْنُو بِنَا الْآجَالُ
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيْهَا عَوْدُكُمْ
تُرْبًا وَيُبْعَثُ خَلْقُهُ الصِّلْصَالُ
وَإِذَا بِإِسْرَافِيْلَ يَنْفُخُ صُوْرَهُ
قُضِيَ الزَّمَانُ وَأُوْقِفَ الْإِمْهَالُ
خَضَعُوْا جَمِيْعًا وَالْعُيُوْنُ شَوَاخِصٌ
مَا فِيْهِمُ مَلِكٌ وَلَا أَبْطَالُ
فَزِعُوْا مِنَ الصَّعْقِ الْعَظِيْمِ وَرَاعَهُمْ
هُلِعَ الرَّضِيْعُ وَشُيِّبَ الْأَطْفَالُ
وَالشَّمْسُ تَدْنُو لِلْخَلَائِقِ نَارُهُا
وَعَلَى التُّقَاةِ مِنَ الرَّحِيْمِ ظِلَالُ
لَا مَالَ يَنْفَعُ أَوْ بَنُوْنَ لِهَوْلِهِ
طَاشَ السِّجِلُّ وَرُجِّحَتْ أَعْمَالُ
مَالَتْ بِأَوْزَارِ النُّفُوْسِ شَهَادَةٌ
كَلِمَاتُ رَبِّي فِي الْحِسَابِ ثِقَالُ
وَتَبَرَّأَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَعْوَانِهِ
لَمْ يُنْجِهِمْ صَنَمٌ وَلَا تِمْثَالُ
ظَلَمُوْا فَتِلْكَ دِيَارُهُمْ مُقْفَرَّة
دَرَسَ الْمَكَانُ وَأُبْلِيَتْ أَطْلَالُ
يَوْمٌ بِهِ كُلُّ الْخَلَائِقِ أَذْعَنَتْ
عَنَتِ الْوُجُوْهُ وَرَاعَهَا الزِّلْزَالُ
يَوْمٌ تُبَدَّلُ أَرْضُهُ وَسَمَاؤُهُ
دُكَّتْ بِعَرْصَاتِ الْمَعَادِ جِبَالُ
حُشِرَتْ وُحُوْشٌ وَالسَّمَاءُ تَفَطَّرَتْ
وَبِهِ الْعِشَارُ يَلُفُّهَا أَعْطَالُ
يَوْمٌ تَجَافَتْ كُلُّ مُرْضِعَةٍ بِهِ
عَنْ رَضْعِهَا وَتَهُوْلُهَا أشْغَالُ
طَارَتْ عَلَى أَرْضِ الْمَعَادِ صَحَائِفٌ
وَالنَّاسُ مِنْ طُوْلِ الْوُقُوْفِ ذِلَالُ
وَهُنَاكَ أُزْلِفَتِ الْجِنَانُ لِأَهْلِهَا
وَتَسعَّرَتْ لِلْمُجْرِمِ الْأَنْكَالُ
زُمُرًا يُسَاقُ الْمُتَّقُونَ لِجَنَّةٍ
وَدَنَا لِنَارِ جَهَنَّمَ الْمختالُ
فَيُقَال لِلْأَبْرَارِ بُشْرَى جَنَّةٌ
وَالْكَافِرونَ إِلَى الْجَحِيْمِ يُقَالُ
فَاتَّبِعْ كِتَابَ اللَّٰهِ نَهْجًا خَالِدًا
فَإِلَىْ الْإِلَهِ الرَّجْعُ وَالْإِقْبَالُ
وَجِلَتْ قُلُوْبُ الْمُؤْمِنِيْنَ لِآيِهِ
جَاءَتْ بِهَذَا تَصْدَعُ الْأَنْفَالُ
فَأقْبِلْ عَلَى آيَاتِهِ مُتَدَبِّرًا
وَدَعِ الْجِدَالَ فَمَا يُفِيْدُ جِدَالُ
وَالْزَمْ حُدُوْدَ اللّٰهِ لَا تَدْنُ لَهَا
فَالذَّنْبُ ذَنْبٌ وَالْحَلَالُ حَلَالُ
وَاسْلُكْ طَرِيْقَ الْمُتَّقِيْنَ فَنَهْجُهُمْ
فِيْهِ الْفَلَاحُ وَتُضْرَبُ الْأَمْثَالُ
ذَاكَ الْنَّبِيُّ بِهِ الْقُلُوْبُ تَعَلَّقَتْ
وَالصَّحْبُ مِنْهُمْ طَلْحَةٌ وَبِلَالُ
لَمْ تُلْهِهِمْ عَنْ ذِكْرِ ربِّكَ بَيْعَةٌ
وَتِجَارَةٌ هُمْ فِي الْعِبَادِ رِجَالُ
السَّابِقُوْنَ إِلَى الْفَضَائِلِ وَالْهُدَى
زَانَتْ بِهِمْ فِي الْعَالَمِيْنَ خِصَالُ
كَانُوْا قَلِيْلًا فِيْ اللَّيَالِيْ هُجَّعًا
يَسْتَغْفِرُوْنَ وَلِلْجَمِيْلِ فِعَالُ
رَبَّاهُ لَا نُحْصِي عَلَيْكَ مَحَامِدًا
يَا مَنْ لَهُ فِيْ عَيْشِنَا أَفْضَالُ
كُلُّ الْخَلَائِقِ عِنْدَ مَدْحِكَ خَالِقِي
عَدَمٌ وَأَنْتَ عَلَى الْوُجُوْدِ كَمَالُ
لَوْ شَاءَ أَذْهَبَنَا وَجَاءَ بِغَيْرِنَا
خَلْقًا جَدِيْدًا دُوْنَنَا أَبْدَالُ
حُنَفَاءَ قَدْ خَلَقَ الْعِبَادَ فَأَجْلَبَتْ
كُلُّ الشَّيَاطِنِ نَحْوَهُمْ تَجْتَالُ
لَا تَدْعُوَنَّ مَعَ الْإِلَهِ مُنَازِعًا
فَالشِّرْكُ ظُلْمٌ مُوْبِقٌ وَوَبَالُ
رَبٌّ يُثَبِّتُ فِي الْمَعَادِ عِبَادَهُ
وَبِلَحْدِ قَبْرِكَ إِذْ أَتَاكَ سُؤَالُ
هِيَ جَنَّةٌ أُوْرِثْتُمُوْهَا مِنَّةً
وَمِنَ الرَّحِيْمِ عَطِيَّة وَنَوَالُ
هِيَ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ دَارُ مُقَامَةٍ
لِلْوَارِثِيْنَ مِنَ التُّقَاةِ مَنَالُ
لَا أُذْنٌ قَدْ سَمِعَتْ وَلَا عَيْنٌ رَأَتْ
فَالْوَصْفُ فِي حُسْنِ الْجِنَانِ مُحَالُ
طُوْبَى لِمَنْ مَلَكَ الْكِتَابَ يَمِيْنُهُ
وَالْوَيْلُ مَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ شِمَالُ
فَالسَّابِقُوْنَ عَلَى الْأرَائِكِ خُشَّعًا
وَالْمُسْرِفُوْنَ عَلَيْهِمُ الْإِذْلَالُ
كُلُّ الْمَصَائِبِ دُوْنَ دِيْنِكَ رَحْمَةٌ
مَرَضُ الْقُلُوْبِ شَقَاوَةٌ وَعُضَالُ
فَالْجَأْ إِلَى الرَّحْمَنِ قَبْلَ تَرَحُّلٍ
مَا فِيْهِ لِلنَّدَمِ الْأَخِيْرِ مَجَالُ
قَدْ جَاءَ أَشْرَاطُ الْقِيَامَةِ وَيْحَنَا
لَمَّا الْدُّخَانُ يَجِيءُ وَالدَّجَّالُ
وَاعْددْ لِيَوْمٍ لَا مَحَالَةَ قَادِمٌ
مَا فِيْهِ بَيْعٌ نَافِعٌ وَخِلَالُ
يَوْمٌ تَمَنَّتْ كُلُّ نَفْسٍ بَيْنَهَا
أَمَدٌ وَبَيْنَ ذُنُوْبِهَا أَمْيَالُ
عُدْ يَا أُخَيَّ إِلَى الْغَفُوْرِ وَقُلْ لَهُ
أَنَا ذَا نَدِمْتُ وَهَذِهِ الْأَحْمَالُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة