• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

ذو الإصبع العدواني (2/2)

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 24/9/2009 ميلادي - 5/10/1430 هجري

الزيارات: 33042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
شاع وانتشر على الألسُن قصيدةُ ذي الإصبع العدواني، التي يذكُر فيها زوجتَه "ريَّا"، وحسن معاشرته لها، وحسن تعامُلِها معه، "أُطِيعُ رَيَّا وَرَيَّا لا تُعَاصِينِي" وكأنَّه وزوجته سمن وعسل، في ذات القصيدة يحلِّق الشَّاعر ويذكر معاداة ابنِ عمِّه له، وقد ذكرت القصيدة بشيءٍ من التَّفصيل.

وهناك قصيدة أخرى لذي الإصبع لا تقلُّ عن تلك القصيدة، قصيدةٌ لا تحتاج إلى تقديمٍ ولا إلى تعليق، تتفجَّر الحكمة في كلِّ شطرٍ منها، قصيدة يوصي فيها ابنَه أسيدًا عند موته.

قال أبو عمرو: ولما احتُضِر ذو الإصبع دعا ابنه أسيدًا فقال له: يا بني، إنَّ أباك قد فني وهو حيّ وعاش حتى سئم العيْش، وإنِّي موصيك بما إن حفِظْتَه بلغت في قومك ما بلغته، فاحفظ عني: أَلِن جانبك لقومِك يُحِبُّوك، وتواضَعْ لهم يرفعوك، وابسُطْ لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأْثِر عليهم بشيء يسوِّدوك، وأكرِمْ صغارهم كما تُكْرِم كبارهم يُكْرِمك كبارُهم ويكبر على مودَّتك صغارهم، واسمح بِمالك، واحمِ حريمك، وأعززْ جارك، وأعن مَن استعان بك، وأكرم ضيفَك، وأسرع النَّهضة في الصَّريخ، فإنَّ لك أجلاً لا يعْدوك، وصُنْ وجْهَك عن مسألة أحد شيئًا، فبذلك يتمّ سؤددُك؛ ثم أنشأ يقول:
أَأُسَيْدُ    إِنْ    مَالاً    مَلَكْ        تَ  فَسِرْ  بِهِ  سَيْرًا   جَمِيلا
آخِ   الكِرَامَ   إِنِ    اسْتَطَعْ        تَ   إِلَى   إِخَائِهِمُ    سَبِيلا
وَاشْرَبْ    بِكَأْسِهِمُ    وَإِنْ        شَرِبُوا   بِهِ   السُّمَّ    الثَّمِيلا
أَهِنِ    اللِّئَامَ    وَلا    تَكُنْ        لإِخَائِهِمْ     جَمَلاً     ذَلُولا
إِنَّ     الكِرَامَ     إِذَا     تُوَا        خِيهِمْ وَجَدْتَ  لَهُمْ  فُضُولا
وَدَعِ   الَّذِي   يَعِدُ   العَشِي        رَةَ  أَنْ  يُسِيلَ  وَلَنْ   يُسِيلا
أَبُنَيَّ     إِنَّ      المَالَ      لا        يَبْكِي   إِذَا   فَقَدَ    البَخِيلا
أَأُسَيْدُ   إِنْ    أَزْمَعْتَ    مِنْ        بَلَدٍ    إِلَى    بَلَدٍ     رَحِيلا
فَاحْفَظْ  وَإِنْ  شَحَطَ   المَزَا        رُ  أَخَا  أَخِيكَ  أَوِ   الزَّمِيلا
وَارْكَبْ  بِنَفْسِكَ  إِنْ  هَمَمْ        تَ  بِهَا  الحُزُونَةَ  وَالسُّهُولا
وَصِلِ  الكِرَامَ   وَكُنْ   لِمَنْ        تَرْجُو     مَوَدَّتَهُ      وَصُولا
وَدَعِ   التَّوَانِيَ   فِي   الأُمُو        رِ  وَكُنْ  لَهَا  سَلِسًا  ذَلُولا
وَابْسُطْ    يَمِينَكَ     بِالنَّدَى        وَامْدُدْ   بِهَا   بَاعًا    طَوِيلا
وَابْسُطْ  يَدَيْكَ   بِمَا   مَلَكْ        تَ  وَشَيِّدِ  الحَسَبَ   الأَثِيلا
وَاعْزِمْ   إِذَا   حَاوَلْتَ    أَمْ        رًا   يَفْرِجُ   الهَمَّ    الدَّخِيلا
وَابْذُلْ  لِضَيْفِكَ  ذَاتَ  رَحْ        لِكَ   مُكْرَمًا   حَتَّى   يَزُولا
وَاحْلُلْ  عَلَى   الأَيْفَاعِ   لِل        عَافِينَ    وَاجْتَنِبِ    المَسِيلا
وَإِذَا    القُرُومُ     تَخَاطَرَتْ        يَوْمًا   وَأَرْعَدَتِ    الخَصِيلا
فَاهْصِرْ كَهَصْرِ اللَّيْثِ خَضْ        ضَبَ  مِنْ   فَرِيسَتِهِ   التَّلِيلا
وَانْزِلْ   إِلَى    الهَيْجَا    إِذَا        أَبْطَالُهَا    كَرِهُوا    النُّزُولا
ما أظن أنّ هذه القصيدة تحتاج لتعليق، ففيها من السموّ والرّفعة والجود والحكمة ما يدعونا لأنْ نَحفظها ونجعل أبناءنا يحفظونَها، فمثل هذه القصيدة وغيرها من القصائِد الَّتي جادت بها قرائحُ الشُّعراء تبني في نفوس الأبناء والنَّشءِ قيمًا نفتقِدُها يومًا بعد يوم، وقد غزانا الغرْبُ بفكْرِه وأدبه، وفرَضَ عليْنا ما فرض، فكُنَّا أسرى لديه ولا نزال، في بطون وحواشي كتُب الأدب الكثير ممَّا نَحتاجه هذه الأيَّام، تَحتاج منَّا إلى إعادة قراءته وتقديمِه، فلديْنا تراث ضخم قلَّما يوجد عند أمَّةٍ من الأمم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة