• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

في الرحلة إلى الإيمان لخنافر بن التوأم الحميري

في الرحلة إلى الإيمان لخنافر بن التوأم الحميري
د. نبيل محمد رشاد


تاريخ الإضافة: 24/4/2014 ميلادي - 24/6/1435 هجري

الزيارات: 8960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الأمالي لأبي علي القالي

في الرحلة إلى الإيمان لخنافر بن التوأم الحميري

 

روى أبو علي القالي في أماليه قال: "وحدثنا أبو بكر قال: حدثني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال: كان خُنَافِرُ بن التوأم الْحِمْيَرِيُّ كاهنًا، وكان قد أُوتِي بسطةً في الجسم، وسَعَةً في المال، وكان عاتيًا[1]، فلما وَفَدَتْ وفود اليمن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر الإسلام أغار على إبلٍ لِمُرَادٍ[2] فاكتسحها[3]، وخرج بأهله وماله، ولَحِقَ بالشِّحْرِ[4]، فحالف جَوْدَان بنَ يَحْيَى الفِرْضِمِيَّ، وكان سيدًا منيعًا، ونزل بوادٍ من أودية الشِّحْرِ مُخْصِبٍ كثيرِ الشجَرِ من الأيكِ والعَرِينِ[5]، قال خُنَافر: وكان رَئِيِّي[6] في الجاهلية لا يكاد يتغيب عني، فلما شاع الإسلام فقدته مدة طويلة، وساءني ذلك، فبينا أنا ليلةً بذلك الوادي نائمًا إذ هَوَى[7] هَوِيَّ العُقَاب[8] فقال: خُنَافِر!، قلت: شِصَار؟ فقال: اسْمَعْ أَقُلْ، قلت: قُلْ أَسْمَعْ، فقال: عِهْ[9] تغنَمْ، لكل مدة نهاية، وكل ذي أمدٍ إلى غاية، قلت: أجَلْ، فقال: كل دولة إلى أَجَلٍ[10]، ثم يتاح لها حِوَل[11]، انْتُسِخَتِ النِّحَل[12]، ورجعت إلى حقائقها الملل[13]، إنك سَجِيرٌ[14] موصول، والنصح لك مبذول؛ وإني آنست[15] بأرض الشام نفرًا[16] من آل العُذَام[17] حكامًا على الحكام، يَذْبُرُونَ[18] ذا رونقٍ[19] من الكلام، ليس بالشعر المؤلَّفِ، ولا السجع المتكلَّفِ، فَأَصْغَيْتُ فَزُجِرْتُ[20]، فعاودْتُ فَظُلِفْتُ[21]؛ فقلت: بِمَ تُهَيْنِمُونَ[22]، وإلامَ تَعْتَزُون[23]؟ قالوا: خِطَاب كُبَّار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع يا شِصَار، عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار، تنْجُ من أُوَار النار[24]، فقلت: وما هذا الكلام؟ فقالوا: فرقان بين الكفر والإيمان، رسول من مُضَر، من أهل الْمَدَر، ابتُعث فظهر، فجاء بقول قد بهر[25]، وأوضح نهجًا قد دَثَر[26]، فيه مواعظ لمن اعتبر، ومعاد لمن ازدجر[27]، أُلِّفَ بالآيِ الكُبَر؛ قلت: ومن هذا الْمُبعوث من مضر؟ قال: أحمد خير البشر، فإن آمنتَ أُعْطِيتَ الشَّبَر[28]، وإن خالفت أُصْلِيتَ سَقَر؛ فآمنتُ يا خنافرُ، وأقبلت إليك أبادر، فجانِبْ كل كافر، وشايِعْ كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفِراق، لا عن تلاق؛ قلت: ومن أين أبغي هذا الدين؟ قال: من ذات الإِحَرِّين، والنفر اليَمَانِين، أهل الماء والطين، قلت: أوْضِحْ، قالَ: الْحَقْ بيثربَ ذات النخل، والْحَرَّة[29] ذات النَّعْل[30]، فهناك أهل الطَّوْل والفضل، والمواساة والبذل؛ ثُمَّ امَّلَسَ عَنِّي[31] فِبِتُّ مذعورًا أراعي الصباح[32]، فلما بَرِق لي النور امتطيت راحلتي[33]، وآذنْتُ أَعْبُدي[34]، واحتملت بأهلي[35] حتى وردت الجوف، فرددت الإبل على أربابها بِحُولِهَا وَسِقَابِها[36]، وأقبلت أريد صنعاء، فأصبْتُ[37] بها معاذ بن جبل أميرًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته على الإسلام، وعلمني سورًا من القرآن؛ فمنَّ الله عليَّ بالهدى بعد الضلالة، والعلم بعد الجهالة، وقلت في ذلك:

 

ألم تَرَ أن الله عاد بفضله
فأنقَذَ من لَفْحِ الزَّخِيخ[38] خُنَافِرا
وكشف لي عن جَحْمَتَيَّ[39] عَمَاهُمَا
وأوضح لي نهجي وقد كان دَاثِرا
دعاني شِصَارٌ لِلَّتي لو رفضْتُها
لِأُصْلِيتُ جَمْرًا من لظى الْهَوْب[40] واهرا[41]
فأصبحْتُ والإسلام حَشْوُ جَوَانِحِي
وجانبْتُ من أمسي عن الحق نائِرا [42]
وكان مُضِلِّي مَن هُدِيت برشده
فلِلَّهِ مُغْوٍ عاد بالرشد آمرا
نجوت بحمد الله من كل قُحْمَة[43]
تُؤَرِّث هُلْكًا[44] يوم شايعْتُ شَاصِرا[45]
وقد أَمِنَتْنِي بعد ذاك يُحَابِرٌ
بما كنت أُغشى الْمُنْدِيات يُحَابرا
فمَنْ مُبْلِغٌ فتيانَ قومي أَلُوكَةً[46]
بأني مِنْ أَقْتَالِ[47] من كان كافرا
عليكم سواءَ القصدِ لا فُلَّ حَدُّكُم
فقد أصبح الإسلامُ للكفر قاهرا


[1] عاتيًا: ظالمًا، من العتو، وهو تجاوز الحد في الظلم.

[2] مراد: شخص كان قد عتا وخرج عن مألوف عادات قومه، وتبعه أهله، وكوَّن قبيلة كان هو أبًا لها.

[3] اكتسحها: كنسها؛ إذ الكسح هو الكنس، والمقصود أنه لم يترك منها شيئًا دون أن يأخذه.

[4] الشحر: ساحل البحر بين عمان وعدن.

[5] الأيك: الشجر الكثير الملتف، واحده أيكة، والعرين: جماعة الشجر.

[6] الرئي: كغني، ويكسر: حتى يرى فيحب.

[7] هوى: نزل وسقط.

[8] العقاب: طائر معروف.

[9] عه: فعل أمر من وعى يعي بمعنى تنبه وحفظ.

[10] أجل الأولى بمعنى نعم، وأجل الأخرى بمعنى زمن ومدة.

[11] حول: التحول والزوال.

[12] النحل: جمع نِحلة، والنحلة هي الدعوى من الادعاء، وتطلق على كل ديانة وضعية، والنسخ: الإزالة، والتغيير، والإبطال، وإقامة شيء جديد بعد ذلك.

[13] الملل: جمع ملة، والملة: الشريعة أو الدين.

[14] السجير: الخليل الصفي، وتجمع على سجراء.

[15] آنست: أبصرت.

[16] نفرًا: النفر الجماعة من الرجال دون العشرة.

[17] آل العذام: قبيلة من قبائل الجن.

[18] يذبرون: يقرؤون، ويزبرون: يكتبون.

[19] رونق: حسن.

[20] أصغيت: استمعت، وزجرت: نهيت.

[21] ظلفت: منعت.

[22] تهينمون: الهيمنة الصوت الخفي، والهينوم الكلام الذي لا يفهم، وشصار يسأل النفر من آل العذام عن حديثهم الخافت الذي لم يستطع أن يفهم منه شيئًا.

[23] تعتزون: تنتسبون.

[24] أوار النار: سعيرها.

[25] بهر: أضاء، وأعجب.

[26] دثر: قدُم، ودرس.

[27] معاذ: ملجأ، وازدجر: انتهى وامتنع.

[28] الشبر: الخير.

[29] الحرة: أرض ذات حجارة نخرة سود، وهي موضع بين المدينة والعقيق، وقيل: ظاهر المدينة، وقيل: قبلي المدينة.

[30] النعل: القطعة الغليظة من الأرض، يبرق حصاها ولا تنبت.

[31] امَّلس عني: اختفى، ولم يرجع.

[32] أراعي الصباح: أراقبه.

[33] امتطيت راحلتي: ركبت ناقتي.

[34] آذنت أعبدي: أخبرت عبيدي، وأعلمتهم للتهيؤ للسفر.

[35] احتملت بأهلي: سِرت بهم.

[36] بحولها وسقابها: الحول جمع حائل، وهي الأنثى من أولاد الإبل ساعة تولد؛ القاموس المحيط: 3/353، والسقاب: جمع سقب، وهو الذكر من أولاد الإبل ساعة يولد؛ القاموس المحيط 1/82.

[37] فأصبت بها معاذ بن جبل: أي وجدتُ بها معاذَ بن جبل.

[38] الزخيخ: النار.

[39] جُحْمَتَيَّ: عيناي.

[40] الهَوْب: النار.

[41] واهرا: الواهر الهواء الساكن مع شدة الحر.

[42] نائرا: نافرا هائجًا.

[43] قُحْمَة: شدة.

[44] تؤرث هلكًا: أي تجعل الهلاك من إرثي، والإرث هو الميراث، والنصيب.

[45] شايعت: اتبعت، وناصرت.

[46] ألوكة: رسالة.

[47] أقتال: الأقتال: جمع قِتل بكسر القاف، وهو العدو والمقاتل؛ القاموس المحيط 4/35.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة