• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

الحلم

عبدالرحمن البرقوقي


تاريخ الإضافة: 10/3/2014 ميلادي - 9/5/1435 هجري

الزيارات: 6869

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحِلم

 

• اختيار: شبكة الألوكة.

• الكتاب: الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع.

• المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ).

• الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر.

• عدد الأجزاء: 2.

 

والحِلم كذلك لونٌ من ألوان الصبر، أليس هو تجرُّعَ الغيظِ، أو إمساكَ النفسِ عن ثورة الغضب وهيجه وانبعاثِه، وهو فضيلة عُليا، ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]، ومن كلام النبوَّة: "كاد الحليمُ أن يكون نبيًّا".

 

وهو نتاجُ العَقْل والأَناة، أو قل: إنَّه هُما؛ قال عز وجلَّ يذمُّ الكفَّار متعجِّبًا منهم: ﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا ﴾ [الطور: 32].

 

وسأل عليٌّ رضي الله عنه كبيرَ فارسَ عن الغالب كان على كسرى أنو شروان، قال: الحِلْم والأناة، قال: هما تَوْءمانِ ينتجُهما علو الهمة.

 

وقال الشاعر:

لنْ يُدْرِكَ المَجْدَ أقوامٌ وإنْ كَرُموا
حتَّى يَذِلُّوا - وإنْ عَزُّوا - لأقْوامِ
ويُشْتَمُوا فَترى الألوانَ مُسفِرةً
لا صَفْحَ ذُلٍّ ولكنْ صَفْحَ أحْلامِ

 

قالوا: ولنْ يتمَّ حِلمُ الإنسان إلا بإمساكِ الجوارح كلِّها: اليدِ عن البطش، واللسانِ عن الفُحش، والعينِ عن النظرِ الشَّزْر، وأقربُ لفظ يقابل الحِلْمَ هو التذمُّر.

 

وقال أبو هلال العسكريُّ: ومِن أشرفِ نعوتِ الإنسان أن يُدعى حليمًا؛ لأنه لا يُدعاه حتى يكونَ عاقلاً وعالِمًا ومصطبِرًا وعفوًّا وصافحًا ومُحْتمِلاً وكاظِمًا، وهذه شرائِفُ الأخلاقِ، وكرائِمُ السَّجايا والخِصال.

 

والحِلمُ: منه ما هو غريزيٌّ، وهو هبةٌ مِن الله لعبده، يعفو عمَّن ظلَمه، ويصِلُ مَن قَطَعه، ويُحسِن إلى مَن أساءَ إليه، يَصدُرُ في ذلك عن نحيزةٍ كريمةٍ، وغَريزةٍ سليمة، وصدرٍ سالِمٍ من الغوائل والأذى، صافٍ من شوائبِ الكدَرِ والقَذى، وهذا هو الحِلم الذي لا يُستطاع تعلُّمًا، ولا يُكْتَسبُ تحلُّمًا:

وإذا الحِلْمُ لَمْ يكُنْ في طِباعٍ
لَمْ يُحَلِّمْ تقادُمُ الميلادِ

(المتنبي)


رُوي أنَّ سيدنا رسولَ الله قال لأشجِّ عبدالقيس: ((يا أبا المنذرِ، إنَّ فيك خَصلتينِ يرضاهما اللهُ ورسوله: الحِلْمُ والأناةُ))، فقال: يا رسول الله، أشيءٌ جَبلني اللهُ عليه، أم شيءٌ اخترعْتُه من قِبَلِ نفسي؟ قال: ((بل شيءٌ جبَلك الله عليه))، قال: الحمد للهِ الذي جبَلني على خُلُقٍ يرضاه اللهُ ورسوله، وهناك مَن يقول: إن الحِلم ليس غريزةً ولا طبيعةً، بل مكتسَبٌ مستفاد، وأيًّا كان الحالُ فليس مَن يُنكر أن مِن الحِلمِ ما هو غريزيٌّ كما قلنا، كما أنَّ هناك حِلْمًا يُكتسَب بالتَّحلُّم؛ كما أن العِلمَ بالتعلُّمِ.

 

قال حاتم:

تَحَلَّمْ عَنِ الأدْنَيْنَ واسْتَبْقِ وُدَّهم
فلَنْ تَستطيعَ الحِلمَ حَتَّى تَحَلَّما

 

يُروى أنَّه كان عند جعفرٍ الصادق رضي الله عنه عبدٌ سيِّئُ الخُلُق، فقيل له: أما تأنَفُ مثلَ هذا عندك وأنت قادرٌ على الاستبدالِ به؟ فقال: إنَّما أترُكُه لأتعلَّمَ عليه الحِلمَ.

 

وقال الشاعر:

ولَيْسَ يَتمُّ الحِلْمُ للمرْءِ راضِيًا
إذا هُوَ عندَ السُّخْطِ لَم يَتَحلَّمِ
كما لا يَتمُّ الجُودُ للمَرْءِ مُوسِرًا
إذا هو عِندَ القَتْرِ لَم يَتَحشَّمِ

(يتحشَّم: يتذمَّم ويستحي).

 

وهناك حِلْمٌ حادثٌ عن الكِبْرِ والعجرفة، لا يَرى المسيءَ أهْلاً أنْ يجاريَه، كما أنَّ هُناكَ حِلمَ مَهانةٍ وذِلَّةٍ وعَجْزٍ، وضعفِ نفسٍ، وصِغَرِ هِمَّةٍ.

 

الممدوحُ بالحِلم وتمدُّحهم به:

قال مِهيار الدَّيملي:

وإذا الإباءُ المُرُّ قالَ لَكَ: انْتَقِمْ
قالَتْ خَلائِقُكَ الكِرامُ: بَلِ احْلُمِ
شَرْعٌ مِن العفوِ انْفرَدْتَ بِدينِه
وفَضيلةٌ لِسواكَ لَمْ تَتقدَّمِ
حتَّى لَقَدْ وَدَّ البَريءُ لوَ انَّهُ
أَدْلى إليكَ بِفضْلِ جاهِ المُجْرِمِ

 

وقال بعضُهم:

فَدَهْرَه يَصفحُ عَنْ قُدْرةٍ
ويَغفِرُ الذَّنْبَ على عِلْمِهِ
كأنَّه يأنَفُ مِنْ أنْ يَرى
ذَنْبَ امْرِئٍ أعظَمَ مِنْ حِلْمِهِ

 

وقال المتنبِّي:

وأَحْلُمُ عَن خِلِّي وأعْلَمُ أنَّه
متى أجْزِهِ حِلْمًا عَلى الجَهْلِ يَنْدَمِ

 

وقال سالِم بن وابِصةَ:

ونَيْرَبٍ مِنْ مَوالي السُّوءِ ذي حَسَدٍ
يقتاتُ لَحْمي وما يَشفيهِ من قَرَمِ
داوَيْتُ صَدْرًا طويلاً غِمْرُه حَقِدًا
منهُ وقلَّمْتُ أظْفارًا بلا جَلَمِ
بالحَزْمِ والخيرِ أسْديهِ وألحمُهُ
تقوى الإلهِ وما لَمْ يَرْعَ مِنْ رَحِمِ
فأصْبَحَتْ قوسُه دوني مُوَتَّرةً
تَرْمي عَدُوِّي جِهارًا غيرَ مُكْتَتِمِ
وإنَّ في الحِلمِ ذُلاًّ أنْتَ عارِفُه
والحِلمُ عَنْ قُدْرةٍ فضلٌ مِنَ الكَرَمِ

 

وقال معنُ بن أوس المُزَنيُّ:

وذي رَحِمٍ قَلَّمْتُ أظْفارَ ضِغْنِه
بِحِلْمِيَ عَنْهُ وهْوَ ليسَ له حِلْمُ
يُحاولُ رَغْمي لا يُحاولُ غيرَه
وكالموْتِ عندي أنْ يَحُلُّ بهِ الرَّغْمُ
ويَشْتِمُ عِرْضي في المُغيَّبِ جاهِدًا
وليسَ لهُ عندي هَوانٌ ولا شَتْمُ
إذا سُمْتُه وَصْلَ القَرابةِ سامَني
قطيعَتَها؛ تلكَ السَّفاهةُ والإثْمُ
فما زِلْتُ في لِيني له وتَعَطُّفي
عليهِ، كما تَحْنو عَلى الوَلَدِ الأمُّ
وصَبْري على أشياءَ منهُ تُريبُني
وكَظْمي على غَيْظي وقدْ يَنْفَعُ الكظْمُ
لأَسْتلَّ منه الضِّغْنَ حتى اسْتَللْتُه
وقد كان ذا ضِغْنٍ يَضيقُ به الحَزْمُ
فداوَيْتُه حتَّى ارْفأَنَّ نِفارُه
فَعُدْنا كأنَّا لمْ يَكُنْ بَيْنَنا صُرْمُ
وأطْفأتُ نارَ الحَرْبِ بَيْني وبَيْنَه
فأصْبَحَ بعدَ الحَرْبِ وهْوَ لَنا سَلْمُ

 

وقال شاعر:

لَقَدْ أسْمَعُ القولَ الذي هُوَ كلَّما
تُذَكِّرُنيه النَّفسُ قلبي يُصَدَّعُ
فأُبْدي لِمَنْ أبْداهُ مِنِّي بَشاشةً
كأنِّيَ مَسْرورٌ بِما منهُ أسْمَعُ
وما ذاكَ مِنْ عَجْزٍ بهِ غيرَ أنَّني
أرى أنَّ تَرْكَ الشَّرِّ للشَّرِّ أدْفَعُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة