• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

من دفائن الكنوز (3)

الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 26/2/2013 ميلادي - 16/4/1434 هجري

الزيارات: 7309

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دفائن الكنوز (3)

 

وأنكر رحمه الله ما أحدثه العوام والطغام من اعتقاد البركة والصلاح في أناس من الفجار والطواغيت الذين يرشحون أنفسهم لتأله العباد بهم وصرف قلوبهم إليهم باسم الولاية والصلاح وأن لهم كرامات ومقامات ونحو هذا من الجهالات. فإن هؤلاء من أضر الناس على أديان العامة.

 

وأنكر رحمه الله ما يعتقده العامة في البُله والمجانين وأشباههم الذين أحسن أحوال أحدهم أن يرفع عنه القلم ويلحق بالمجانين.

 

وأرشد رحمه الله إلى ما دل عليه الكتاب وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. وساق الأدلة الشرعية التي يتميز بها كل فريق ويعتمدها أهل الإيمان والتحقيق. فإن الله جل ذكره وصف الأبرار ونعتهم بما يتميزون به ويعرفون بحيث لا تخفى حالهم ولا يلتبس أمرهم وكذلك وصف الله تعالى أولياء الشيطان من الكفار والفجار ونعتهم بما لا يخفى معه حالهم ولا يلتبس أمرهم على من له أدنى نظر في العلم وحظ من الإيمان.

 

وكذلك قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي فيما يتجاسرون عليه ويفعلونه من قطع السبيل وسفك الدماء ونهب الأموال المعصومة حتى ظهر العدل واستقر، وفشا الدين واستمر، والتزمه كل من كانت عليه الولاية من البلاد النجدية وغيرها والحمد لله على ذلك. والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على المؤمنين وذكرهم من بعث الانبياء والرسل.

 

ومدار العبادة والتوحيد على ركنين عظيمين هما:

الحب، والتعظيم، وبمشاهدة النعمة يحصل ذلك ويخبت القلب لطاعة من أنعم بها عليه وكلما ازداد العبد علماً بذلك ومعرفة لحقيقة النعمة ومقدارها ازداد طاعة ومحبة وإنابة وإخباتاً وتوكلا. ولذلك يذكر تعالى عباده بنعمه الخاصة والعامة والآية الظاهرة والباطنة. ويحث على التفكير في ذلك والتذكر وأن يعقل العبد عن ربه فيقوم بشكره ويؤدي حقه. ومبنى الشكر على ثلاثة أركان: معرفة النعمة وقدرها، والثناء بها على مسديها، واستعمالها في ما يحب موليها ومعطيها. فمن كلمت له هذه الثلاثة فقد استكمل الشكر وكلما نقص العبد منها شيئاً فهو نقص في إيمانه وشكره وقد لا يبقى معه من الشكر ما يعتد به ويثاب عليه.

 

والمقصود أن الذكرى فيها من المصالح الدينية والشعب الإيمانية ما هو أصل كل فلاح وخير، وبدأ في هذه الآية بأعظم النعم وأجلها على الإطلاق وهو جعله الأنبياء فيهم يخبرونهم عن الله فيما يحصل لهم به السعادة الكبرى والمنة الجليلة العظمى. وكل خير حصل في الأرض من ذلك فأصله مأخوذ عن الرسل والأنبياء، إذ هم الأئمة الدعاة الأمناء وأهل العلم عليهم البلاغ ونقل ذلك إلى الأمة فانهم واسطة في إبلاغ العلم ونقله.

 

وأما قوله ﴿ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا ﴾ [المائدة: 20] فهذه نعمة جليلة يجب شركها وتتعين رعياتها فانها من أفضل النعم وأجلها والشكر قيد النعمة، إن شكرت قرت وإن كفرت فرت، ولم تحصل هذه النعمة إلا باتباع الأنبياء وطاعة الرسل فان بني إسرائيل إنما صاروا ملوك الارض بعد فرعون وقومه باتباع موسى وطاعة الله ورسوله والصبر على ذلك. قال الله تعالى ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [الأعراف: 137].

 

وقد حصل باتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - لمن آمن به من العرب الاميين وغيرهم من أجناس الآدميين من الملك وميراث الأرض فوق ما حصل لبني إسرائيل فإنهم ملكوا الدنيا من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق وحملت إليهم كنوز كسرى ملك الفرس وقيصر ملك الروم، وصارت بلادهم وبلاد المغرب والمشرق ولاية لهم ورعية تنفذ فيهم أحكامهم ويجبى إليهم خراجهم وقد مكثوا على ذلك ظاهرين قاهرين لمن سواهم من الأمم حتى وقع فيهم ما وقع في بني إسرائيل من الخروج عن اتباع الانبياء وترك سياستهم والانهماك في أهواءهم وشهواتهم فجاء الخلل وسلط العدو وتشتت الناس وتفرقت الكلمة وصارت كثيرة. وصارت الدولة الإسلامية يسوسها في كثير من البلاد وفي أوقات من الملوك أهل النفاق والزندقة والكفر والإلحاد الذين لا يبالون بسياسات الأنبياء وما جاؤوا به من عند الله وربما قصدوا معاكستهم، فذهب الملك بذلك وضاعت الأمانة وخشي الظلم والخيانة. وصار بأسهم بينهم وسلط عليهم العدو، وأخذ كثير من البلاد. ولم يقنع منهم إبليس عدو الله بهذا حتى أوقع كثيرا منهم في البدع والشرك وسعى في محو الإسلام بالكلية، وكلما بعد عهد الناس بالعلم وآثار الرسالة ونقص تمسكهم بعهود أنبيائه تمكن الشيطان من مراده في أديانهم ونحلهم واعتقاداتهم.

 

ولكن من رحمة الله ومنته جعل في هذه الأمة بقية وطائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. وكلما حصل لهذه الطائفة قوة وسلطان في جهة أو بلد حصل من الملك والظهور لهم بقدر تمسكهم بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ولذلك صار لشيخنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ولطائفته وأانصاره من الملك والظهور والنصر بحسب نصيبهم وحظهم من متابعة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - والتمسك بدينه فقهروا جمهور العرب من الشام إلى عمان ومن الحيرة إلى اليمن. وكلما كان أتباعهم وأنصارهم أقوى تمسكا كانوا أعز واظهر.

 

وربما نال منهم العدو وحصل عليهم من المصايب ما تقتضيه الذنوب والمخالفة والخروج عن متابعة نبيهم وما يعفو الله عنه من ذلك أكثر وأعظم.

 

والمقصود أن كل خير ونصر حصل وغبر وسرور اتصل فهو بسبب متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتقديم أمره في الفروع والأصول.

 

وقد من الله عليكم في هذه الأوقات بما لم يعطه سواكم في غالب البلاد والجهات من النعم الدينية والدنيوية والأمن في الأوطان.

 

فاذكروا الله يذكركم، واشكروا نعمه يزدكم وقوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة بمعرفة الله ومحبته وطاعته وتعظيمه وتعليم أصول الدين وتعظيم ما جاء به الرسول الأمين من الأمر والنهي والتزامه والمحافظة عليه على توحيد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام والجهاد في سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الفواحش الباطنة والظاهرة. وسد الوسائل التي توقع في المحذور وتفضي إلى ارتكاب الآثام والشرور ويجمع ذلك قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل:90].

 

والله المسؤول أن يمن علينا وعليكم بسلوك سبيله وأن يجعلنا ممن عرف الهدى بدليله. وصلى الله على محمد عبده ورسوله وآله وصحبه أجمعين


مجلة الإصلاح، العدد الثاني عشر، شعبان سنة 1347هـ، ص10





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- atakareb ila alahe kanze mne knouze al akhira
hocun - الجزاءر 26-02-2013 09:11 PM

mane kana youride adounya yoe tihe alahe bha wamne kana youride al akhira yoe tihe alahe bha ey bima3na mne takarab ila alahe shibran takaraba alahe elayhe dra3e wafi alkhitame natamana al3ifa wale mo3afate fi adounya wafi al akhira li walakome

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة