• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

من دفائن الكنوز (1)

من دفائن الكنوز (1)
الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 19/2/2013 ميلادي - 9/4/1434 هجري

الزيارات: 10628

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دفائن الكنوز [1]


بسم الله الرحمن الرحيم

من عبداللطيف بن عبدالرحمن: إلى من يصل إليه هذا الكتاب من الإخوان، سلمهم الله تعالى سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

وبعد:

فموجب هذا والباعث عليه هو النصح الذي يجب علينا من حقكم، وقد قال تعالى ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55] فاذكروا ما منّ الله عليكم وخصكم به في هذا الزمان من نعمة الدين التي هي أشرف النعم وأجلها. وما حصل في ضمنها من المصالح التي لا تعد ولا تحصى، وقد أخبر الله تعالى عن كليمه موسى عليه الصلاة والسلام أنه ذكر قومه هذه النعمة كما قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 20].

 

فذكرهم أولا بالنعمة العظمى، وهي أن جعل فيهم أنبياء يرشدونهم إلى ما فيه صلاحهم وخلاصهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة. وقد امتن الله سبحانه على عباده في كتابه بهذه النعمة وذكرهم بها في مواضع كما قال تعالى ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164] وقال ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]. وأخبر عن مراده فيما شرعه من تحويل القبلة الى بيته الحرام وأن ذلك قد قصد به وأراد اتمام نعمته، وليحصل لهم الاهتداء، وذكرهم عند ذلك هذه النعم وأنه فعل ذلك كما من عليهم بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151].

 

فبعث الأنبياء وإرسال الرسل هو الذي حصل به العلم النافع والعمل الصالح، كمعرفة الله بصفات كماله ونعوت جلاله، والاستدلال بآياته ومخلوقاته والقيام له، بما أوجب على خلقه من العبادة والتوحيد والعمل بما يرضى الرب ويريد، فإن بهذا تحصل زكاة العبد ونموه وصلاحه وفلاحه وسعادته في الدنيا والآخرة. وفي ضمن تعليم الكتاب والحكمة من تفاصيل العلوم والأعمال والمعارف والأمثال الدالة على وحدانيته وقدرته ورحمته وعدله وفضله، وإعادته لخلقه وبعثه إياهم ومجازاتهم على أعمالهم، وذكر أيامه في أنبيائه وأوليائه، وما فعل ويفعل بأعدائهم وأعدائه، وإخباره بإلحاق النظير بالنظير والشبيه بالشبيه والمثل بالمثل ما يوجب للعبد من العلم بالله ومعرفة قدرته وحكمته في أقداره ومراده من شرعه وخلقه، وغير ذلك من الأحكام الكلية والجزئية ما لا يمكن حصره ولا استقصاؤه.

 

فما أنعم الله على أهل الأرض من نعمة إلا وهي دون نعمة إرسال الرسل وبعث النبيين، خصوصاً رسالة محمد صلى الله عليه وسلم: سيد ولد آدم، صاحب اللواء المعقود والمقام المحمود والحوض المورود، فانه قد حصل برسالته من عموم الرحمة لكافة العالمين، ومن السعادة والفلاح والتزكية والهدى والرشاد لمن اتبعه ما لم يحصل مثله ولا قريب منه ببعث غيره من الأنبياء. فمن كان له من قبول ما جاء به والإيمان به حظ ونصيب فعليه من شكر الله على هذه النعمة وطاعته وإدامة ذكره والثناء بنعمه ما ليس على من قل حظه ونصيبه من ذلك.

 

وقد منّ الله عليكم رحمكم الله في هذا الزمان الذي غلبت فيه الجهالات وفشت بين أهله الضلالات والتحق بزمن الفترات، من يجدد لكم أمر هذا الدين ويدعو إلى ما جاء به الرسول الأمين من الهدى الواضح المستبين، وهو شيخ الإسلام والمسلمين ومجدد ما اندرس من معالم الملة والدين، الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) رحمه الله تعالى، فبصر الله به من العماية وهدى بما دعا إليه من الضلالة، وأغنى بما فتح الله عليه وعليكم من العالة، وحصل من العلم ما يستبعد على أمثالكم في العادة حتى ظهرت الحجة البيضاء التي كان عليها صدر هذه الأمة وأئمتها في باب توحيد الله بإثبات صفات كماله ونعوت جلاله والإيمان بقدره وحكمه في أفعاله.

 

فإنه قرر ذلك وتصدى رحمه الله للرد على من نكب عن هذا السبيل واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالاتهم وطرقهم، متبعاً رحمه الله ما مضى عليه السلف الصالح من أهل العلم والإيمان وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث، ولم يلتفت رحمه الله الى ما عدا ذلك من قياس فلسفي أو تعطيل جهمي أو إلحاد حلولي أو اتحادي أو تأويل معتزلي أو أشعري، فأوضح معتقد السلف الصالح بعدما سفت عليه السوافي وذرت عليه الذواري، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة فانه قد يبقى في زمن الغربة والفترة.

 

وتصدى أيضاً للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه وهو وجوب عبادة الله وحده لا شريك له وخلع ما سواه من الانداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله. وقد عمت في زمنه البلوى بعبادة الأولياء والصالحين وغيرهم، وأطبق على ترك الإسلام جمهور أهل البسيطة. وفي كل مصر من الأمصار وبلد من البلدان وجهة من الجهات من الآلهة والأنداد لرب العالمين ما لا يحصيه إلا الله على اختلاف معبوداتهم وتباين اعتقاداتهم. فمنهم من يعبدالكواكب ويخاطبها بالحوائج ويبخر لها بالتبخيرات ويرى أنها تفيض عليه أو على العالم وتقضي لهم الحاجات وتدفع عنهم البليات. ومنهم من لا يرى ذلك ويكفر أهله ويتبرأ منهم ولكنه قد وقع في عبادة الأنبياء والصالحين، فاعتقد أنه يستغاث بهم في الشدائد والملمات، وأنهم الواسطة في إجابة الدعوات وتفريج الكربات، فتراه يصرف وجهه إليهم ويسوي بينهم وبين الله في الحب والتعظيم والتوكل والاعتماد والدعاء والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادات. وهذا هو دين جاهلية العرب الأولين كما أن الأول هو دين الصابئة الكنعانيين.

 

وقد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وكانت العرب في وقته وزمن مبعثه معترفين لله بتوحيد الربوبية والأفعال، وكانوا على بقية من دين إبراهيم الخليل عليه السلام. قال تعالى ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31] وقال تعالى ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [المؤمنون: 84، 85]. الآيات- إلى قوله: ﴿ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 89] والآيات في المعنى كثيرة، ولكنهم أشركوا في توحيد العبادة والإلهية فاتخذوا الشفعاء والوسائط من الملائكة والصالحين وغيرهم وجعلوهم أنداداً لله رب العالمين فيما يستحق عليهم من العبادات والإرادات.

 

(يتبع).

المصدر: مجلة الإصلاح، شعبان سنة 1347هـ، ص 18



[1] رسالة لم تطبع بعد من رسائل الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن، تفضل على الإصلاح بها علامة وقته الشيخ محمد بن عبداللطيف، نجل المؤلف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة