• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

قصص الأمثال

قصص الأمثال
محمود حسن عمر


تاريخ الإضافة: 15/11/2012 ميلادي - 2/1/1434 هجري

الزيارات: 27856

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصص الأمثال


الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأصلِّي وأسلِّم على البشير النذير، مَن أرسله الله رحمةً للعالمين.


وبعد:

أتحدَّث في المقال عن بعض الأمثال العربية التي قالَها العرب قديمًا، مُبيِّنًا السببَ أو القصة التي كانتْ وراء ذيوع هذا الْمَثَل وانتشاره، وماذا حدَثَ حتى صار هذا الْمَثَل يُحكى لأزمان بعيدة.


ومن هذه الأمثال ما يلي:

1- إنَّ أخاكَ مَن آسَاك:

أولاً: معنى الْمَثَل: يُقال: آسيتُ فلانًا بمالي أو غيره، إذا جعلتَه أُسْوَةً لكَ، وواسيتَ لغةً ضعيفة بُنِيَتْ على "يُواسِي"، ومعنى الْمَثَل: إنَّ أخاك حقيقة مَن قدَّمَك وآثَرَك على نفسه، ويُضْرَب هذا المثَل في الحثِّ على مُراعاة الإخوان.


قصة المثل:

أوَّل مَن قال هذا المثل خُزَيم بن نوفل الهمداني، وذلك أنَّ النعمان بن ثواب العبدي كان له بنون ثلاثة: سعد، وسعيد، وساعدة، وكان أبوهم ذا شرفٍ وحِكْمة، وكان يُوصي بنيه ويحملُهم على أَدَبه.


أما ابنه سعد، فكان شجاعًا بطلاً من شياطين العرب - العُتاة المردَة - لا يقام لسبيله، ولم تَفُتْه طَلِبَتُه - بكسر اللام: ما يطلبه الإنسان ولو كان بعيدَ المنال - ولم يفرَّ عن قِرْنٍ؛ أي: مَثيله في الشجاعة.


وأما سعيد، فكان يُشْبِه أباه في شَرَفه وسُؤْددِه.


وأما ساعدة، فكان صاحب شراب ونَدَامى - رُفقاء الشراب - وإخوان.


فلمَّا رأى الشيخ حالَ بنيه، دعا سعدًا، وكان صاحب حَرْبٍ، فقال له: يا بُني، إن الصارم ينبو، والجواد يَكْبو، والأثر يَعفو، فإذا شَهِدتَ حربًا فرأيتَ نارها تشتعل، وبطلها يحظر، وبحرَها يزخر، وضعيفَها يُنصر، وجبانَها يَجْسر - فأقْلِل المكث والانتظار، فإنَّ الفرار غير عارٍ، إذا لم تكنْ طالبَ ثأْرٍ، فإنَّما ينصرون هم، وإيَّاك أن تكون صَيدَ رماحها، ونطيحَ نطاحها.


وقال لابنه سعيد - وكان جَوادًا -: يا بُني، لا يبخل الجواد؛ فابذل الطارف والتِّلاد - المستحدَث والقديم - وأقللِ التَّلاح - التلاوم - تُذْكَر عند السماح، وابْلُ إخوانك؛ أي: اخْتَبرْهم، فإنَّ وَفِيَّهم قليلٌ، واصنعِ المعروف عند مُحتمله.


وقال لابنه ساعدة - وكان صاحب شراب -: يا بُني، إنَّ كثرة الشراب تُفسِد القلب، وتقلِّل الكَسْب، وتجدُّ اللعب، فأبصرْ نديمَك، واحمِ حريمَك، وأعنْ غريمَك، واعلمْ أنَّ الظمأ القامح - الشديد - خيرٌ من الرِّي الفاضح، وعليك بالقَصْد؛ فإنَّ فيه بلاغًا.


وبعد ذلك توفِّي أبوهم، فقال ابنه سعيد الجَوَاد السيِّد: لآخذنَّ بوصية أبي، ولأبلونَّ إخواني وثقاتي في نفسي، فعمَدَ إلى كَبْشٍ فذَبَحه، ثم وضَعه في ناحية خِبائه، وغشَّاه ثوبًا، ثم دعا بعض ثِقاته، فقال: يا فلان، إنَّ أخاك من وفَى لكَ بعهْده، وحاطَك برِفْده - عنايته ومساعدته - ونَصَرك بودِّه.


قال: صدقتَ، فهل حدَثَ أمرٌ؟

قال: نعم، إني قتلتُ فلانًا، وهو الذي تراه في ناحية الخِباء، ولا بدَّ من التعاون عليه؛ حتى يُوارَى، فما عندك؟!


قال: يا لها من سَوْءة وقعتَ فيها!

قال: فإني أريدُ أن تُعينَني عليه؛ حتى أغيِّبَه.


قال: لستُ لكَ في هذا بصاحبٍ، فتركَه وخرَج.

فبعث إلى آخرَ من ثِقاته، فأخبره بالأمرِ، وسأله مَعونته، فردَّ عليه مثل ذلك، حتى بعثَ إلى عددٍ منهم، كلُّهم يردُّ عليه مثل جواب الأوَّل، ثم بعَثَ إلى رجلٍ من إخوانه يُقال له: خُزَيم بن نَوْفَل، فلمَّا أتاه، قال له: يا خُزَيم، ما لي عندك؟

قال: ما يسرُّك، وما ذاك؟

قال: إني قتلتُ فلانًا، وهو الذي مُسجًّى؛ أي: مُغَطّى.


قال: أيسرُ خَطْبٍ، فماذا تريد؟!

قال: أريدُ أن تُعينَني؛ حتى أغيِّبَه، قال: هانَ ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك - وغُلام لسعيدٍ جالس معهما - فقال خُزَيم: هل اطلعَ على هذه الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟


قال: لا، قال: انظر ما تقول، قالَ: ما قلتُ إلاَّ حقًّا.

فأهوى خُزَيم إلى الغلام فضَرَبه بالسيف فقتَلَه، وقال: ليس عبدٌ بأخٍ لك؛ فأرْسَلَها مثلاً.

وارتاع سعيد وفَزِع لقتْل غلامه!

فقال: وَيْحَك! ما صنعتَ؟! وجعَلَ يلومه.

فقال خُزَيم: "إنَّ أخاك مَن آسَاك"، فأرسلها مثلاً.


فقال سعيد: إني أردتُ تجربتك، ثم كشَف له عن الكَبْش، وخبَّره بما لَقِي من إخوانه وثِقاته، وما ردُّوا عليه به.

فقال خُزَيم: "سَبَق السيفُ العَزَل"، فصارتْ مثلاً.

 

2- كيف أعاودُك وهذا أثَرُ فأْسِك؟!

أصلُ هذا المثل على ما حكتْه العربُ: أنَّ أخوَين كانا في إبلٍ لهما، فأجدبتْ بلادُهما، وكان بالقُرب منهما وادٍ خصيب، وفيه حَيَّة تحميه من كلِّ أحدٍ.


فقال أحدُهما للآخر: يا فلان، لو أنِّي أتيتُ هذا الوادي الْمُكْلِئ، فرعيتُ فيه إبلي وأصلحتُها.

فقال له أخوه: إني أخاف عليك الْحَيَّة، ألا ترى أن أحدًا لا يهبط هذا الوادي إلاَّ أهلكتْه؟


قال: والله لأفعلنَّ، فهبط الوادي ورَعَى به إبلَه زمانًا، ثم نهشتْه الحيَّة فقتلتْه.

فقال أخوه: والله ما في الحياة بعد أخي خير، فلأطلبَنَّ الحيَّة ولأقتلنَّها، أو لأتْبعنَّ أخي.


فهبط الوادي وطلب الحيَّة ليقتلَها، فقالتِ الحيَّة: ألستَ ترى أنِّي قد قتلتُ أخاك؟! فهل لك في الصُّلح، فأَدَعك بهذا الوادي تكون فيه، وأعطيك كلَّ يومٍ دينارًا ما بقيتَ؟


قال: أو فاعلة أنتِ؟!

قالتْ: نعم.


قال: إني أفعلُ.

فحلف لها وأعطاها المواثيق ألا يضرَّها، وجعلتْ تعطيه كلَّ يومٍ دينارًا، فكَثُر ماله؛ حتى صارَ من أحسنِ الناس حالاً، ثم إنه تذكَّر أخاه.


فقال: كيف ينفعني العيشُ وأنا أنظرُ إلى قاتل أخي؟!

فعمَدَ إلى فأْسٍ فأخذَها، ثم قعَدَ لها فمرَّتْ به، فتبعَها فضَرَبها، فأخطأها ودخلتْ الجُحر، ووقعتِ الفأس بالجبل فوق جُحرها، فأثَّرتْ فيه، فلمَّا رأتْ ما فعَلَ، قطعتْ عنه الدينار، فخاف الرجل شرَّها وندِمَ، فقال: هل لكِ في أن نتواثقَ ونعودَ إلى ما كنَّا عليه؟


فقالتْ: كيف أعاودك وهذا أَثَرُ فأْسِك؟!


وهذا المثل يُضْرَب لِمَن لا يَفِي بالعهْد.

 

3- أبْصرُ من زرقاء اليمامة:

اليمامة اسمها، وبها سُمِّي البلد، وذَكَر الجاحظ أنَّها كانتْ من بنات لقمان بن عاد، وأنَّ اسمها "عنز"، وكانتْ هي زرقاء، وكانت الزبَّاء زرقاء، وكانت البسوس زرقاء.


قال محمد بن حبيب: هي امرأة من جَدِيس - من العرب العاربة - كانتْ تُبصر الشيءَ من مَسيرة ثلاثة أيام، فلمَّا قَتَلتْ جديس طَسْمًا - من قبائل العرب العاربة - خرَج رجلٌ من طَسْم إلى حسان بن تُبَّع، فاستجاشه، ورغَّبه في القتال، والغنائم، فجهَّزَ جيشًا، فلمَّا صاروا من "جوٍّ"[1] على مسيرة ثلاث ليالٍ، صعدت الزرقاء فنظرتْ إلى الجيش وقد أُمِروا أن يحملَ كلُّ واحدٍ منهم شجرة يَسْتتر بها؛ ليُلَبِّسُوا عليهم.


فقالتْ: يا قوم، قد أتاكم الشجر، أو أتتكم حمير، فلم يصدِّقوها.


فقالتْ على مثال الرجز:

أُقْسِمُ بِاللهِ لَقَدْ دَبَّ الشَّجَرْ
أَوْ حِمْيَرُ قدْ أخذتْ شَيْئًا يُجَرّْ

 

فلم يصدِّقوها، فقالتْ: أحلف بالله، لقد أرى الرجل يَنهش كَتفًا، أو يَخْصِف نعلاً، فلم يصدقوها، ولم يستعدُّوا؛ حتى صبَّحهم حسَّان فاجتاحَهم، فأخَذَ زرقاء، فشَقَّ عينيها، فإذا فيهما عروق سود من الإثمد، وكانتْ أوَّلَ مَن اكْتَحَل بالإثمد من العرب، وهي التي ذَكَرها النابغة الذبياني في قوله:

وَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الْحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ
إِلَى حَمَامٍ شِرَاعٍ وَارِدِ الثَّمَدِ

 

والثَّمَد: هو الماء القليل.

 

وللمزيد من معرفة أمثال العرب يُرجَع إلى "سوائر الأمثال"؛ حمزة الأصفهاني، و"مجمع الأمثال"؛ الميْدَاني، و"جمهرة أمثال العرب"؛ أبو هلال العسكري، و"ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"؛ الثعالبي.



[1] اسم لليمامة كأنَّها سُمِّيتْ به، قال الأزهري: الجوُّ: ما اتَّسع من الأرض وارتفع وبرَز، وقال: في بلاد العرب أجوية كثيرة، كل جوٍّ منها يُعرَف بما نُسِب إليه، فمنها جو غطريف، وهو فيما بين السِّتارَيْن وبين الجماجم، ومنها جو الخُزامَى، وجو الأحْساء، وجو اليمامة، وانظر اللسان، مادة (جوا).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة