• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

ثقِّف لسانَكَ بالمَثَل

رامي بن أحمد ذوالغنى


تاريخ الإضافة: 2/4/2011 ميلادي - 28/4/1432 هجري

الزيارات: 19960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(1)

أمرَ مُبكياتِك لا أمرَ مُضحكاتِك

 

النفسُ البشرية مجبولةٌ على الميل إلى الموافق والنُّفرَة من المخالف، فإن كانت الموافقةُ على اللهو واللعب والسرور ازدادَ الإقبال وحصل الاستئناس.

 

وإن كانت المخالفةُ بالنقد والنصيحة والتأديب ازدادَ النفور وحصل الاستيحاش.

 

وقد كان لإحدى بنات العرب في الزمن القديم خالاتٌ وعمَّات، فإن زارت خالاتها أضحَكنَها ولاعَبنَها ولَهَونَ معها، وإن زارت عمَّاتها أدَّبنَها ونصَحنَها وقوَّمنَها.

 

فلما أكثَرنَ عليها شكت ذلك إلى أبيها، وكان رجلاً عاقلاً حكيمًا، وحدثته بخبر خالاتها وعمَّاتها، فما كان منه إلا أن قال: يابنيَّتي، أمرَ مُبكياتِك لا أمرَ مُضحكاتِك، وأطلقَها مثلاً.

 

فقُل لكلِّ من استاء من مؤدِّبٍ، أو ضاق ذَرعًا بناقدٍ أو ناصح:

أمرَ مُبكياتِك لا أمرَ مُضحكاتِك

أي: الزَم أمرَ مُبكياتِك لا أمرَ مُضحكاتِك

 

(2)

إياكِ أعني واسمَعي يا جارَه

 

روى أهلُ الأخبار: أن سهلَ بن مالك الفَزاريَّ خرج يريد النعمانَ بن المنذر، فمرَّ في طريقه ببعض أحياء طيء، فقصد سيِّدَها الحارثةَ بن لأم، فلم يجده في رَحْله، واستقبلتهُ أخته بالبِشْر والتَّرحاب، وأكرمته ولاطفته، وكانت أجملَ نساء زمانها، وسيدةً في قومها. فوقعت في قلبه، ولم يَدرِ كيف يُخبرُها بما في صدره!

 

فجلس بفِناء خِبائها يومًا وهي تسمع كلامه، وتوجَّه إلى فتاة أخرى فقال:

 

يا أختَ خير البَدْوِ والحَضارَه
كيف ترَينَ في فَتى فَزارَه؟
أصبحَ يهوى حُرَّةً مِعطارَه
إياكِ أعني واسمَعي يا جارَه

 

فلما سمعته عرفت أنه إيَّاها يعني فقالت:

 

إني أقولُ يا فَتى فَزارَه:
لا أبتغي الزوجَ ولا الدَّعارَه
ولا فِراقَ أهل هذي الحارَه
فارحَل إلى أهلكَ باستِحارَه

 

فاستحيا الفزاريُّ وقال: ما أردتُ منكرًا واسوأتاه!

 

فقالت: صدقتَ، واستحيت من تسرُّعها إلى تهمته.

 

وكان هو شهمًا نبيلاً يريد الزواج والعفاف، وقد تمَّ له ذلك في طريق عودته، إذ خطبها من أخيها فقبلت، ورحلت معه إلى دياره.

 

وصار قول الفزاريِّ في شعره:

إياكِ أعني واسمَعي يا جارَه

مثلاً تضربه العرب لمن يتكلَّم بكلام ويريد به شيئًا غيره.

 

(3)

أسمعُ جَعجَعةً ولا أرى طِحْناً

 

ثُلثُ النفاق في الإسلام أن تَعِدَ ولا تفي، وأن تقولَ ولا تفعل!

 

والعربُ في جاهليَّتهم قبل الإسلام قد ذمُّوا خُلفَ المواعيد، وعابوا كلَّ من بسط الأقوال وقبض الأفعال، وقدَّم الوعود وأخَّر الوفاء. بل تندَّروا به مُستهزئين، وشبَّهوه بالرَّحى تدور وتدور، ولا تُنتج الطَّحينَ الذي هو غايةُ حركتها، فهي تُصدر صوتًا مزعجًا هو صوتُ احتكاك حَجَرَيها؛ جَعجَعةً تصمُّ الآذان، وتؤذي الجَنان.

 

فحريٌّ بكل مَن وعد ولم يفِ، وقال ولم يفعل، أن يُستهزأَ به كما استُهزئ من قبلُ، فيقال له:

أسمعُ جَعجَعةً ولا أرى طِحْناً!

 

(4)

جَدبُ السَّوء يُلجِئُ إلى نُجعَة سَوء

 

الحسنة تُهدي الحسنة، والسيِّئة ترمي بالسيئة، وكلُّ الأمور تتشاكل؛ جودةً ورداءة!

 

والعربُ كانت تعيش حياةَ الحلِّ والترحال، تطلب الماء والكلأ، فإن أجدَبَ موضعٌ طلبوا الخِصبَ في آخَر، ولن يعدموه ما داموا في ارتحال وانتجاع وطلب، لكن الداهيةَ أن يعمَّ الجدبُ ويبلغَ النهاية في الشرِّ، فإن وقع ذلك ألجأهم إلى شرِّ نُجعَة ضرورة!

 

عندها تقول العرب:

جَدبُ السَّوء يُلجئ إلى نُجعَة سَوء

 

فإن تقلَّب بك الدهرُ، لا قدَّر الله، وتردَّدتَ من سوء إلى أسوأ، ومن ضيق إلى أضيق، فكن فصيحًا في ضرَّائك، وتمثَّل بما قال أجدادك:

جَدبُ السَّوء يُلجئ إلى نُجعَة سَوء

 

(5)

جزاءَ سِنِمَّار

أتعرفون سِنِمَّار؟

ذاك الرجل الذي ذاع صيتُه في بلاد العرب مرتين؛ مرة في حياته، وأخرى بعد مماته!

 

كان بنَّاءً روميًّا اشتُهر بين العرب بإتقان الصنعة وإحكام البناء، وجمال الزخرفة وسُرعة الإنجاز، فاستقدمه أحدُ ملوك العرب ليبنيَ له قصرًا أو أُطُمًا (والأُطُم: الحِصْن) فلما استتمَّ البناء وارتفع، وكان آيةً في الجمال والإتقان، استدعى سِنِمَّارُ الملكَ ليمتِّعَ ناظرَيه بما أبدعه بيديه، ويجزيَه المال الوفير، والثناء الغَفير.

 

لكنَّ الجزاء لم يكن من جنس العمل، فقد قابل الملكُ إحسانَ سِنِمَّار بأن رماه من أعلى البناء, فخرَّ ميِّتًا! وصار بعد موته مثلاً تضربه العرب لمن يُجزى بالإساءة عن الإحسان، فقالت:

جزاءَ سِنِمَّار

أي: جزاني جزاءَ سِنِمَّار

 

قال الشاعر:

 

جَزَتنا بنو سعدٍ بحُسْنِ فَعالنا
جَزاءَ سِنِمَّارٍ وما كانَ ذا ذَنبِ

نعوذُ بالله من جزاءٍ كجزاء سِنِمَّار!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- YDRABE AL ENSANE BILMATLE
hocun - الجزائر 25-02-2013 08:07 PM

LAYSA KEL AL AMTILA WALKINE ALBA3DE MNA ALAMTILA SAHIHE

4- روعة
أبو ربيع - ليبيا 10-10-2012 07:48 PM

استمتعت بهذه السطور المضيئة
شكرا لك

3- شكر
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 03-04-2011 10:14 PM

بوركتم على التعقيب والإجابة وفعلا ماذكرتوه في غايه الأهمية ..شــ ـكـ ـرا لكم

2- رد علي سؤال : هل جميع الأمثال صحيحه
احمد معبد - مصر 03-04-2011 02:39 PM

السلام عليكم /
كما قلتي أختي " لامعة في الافق " فالمثل خلاصة تجربة انسان أو موقف حدث له , فأصبح هذا الموقف مثلا يضرب عند حدوث مثيله .
والإنسان ليس معصوما , وكلامه ليس وحيا , لذلك قد يخطئ في أقواله وتعبيراته ,
كالمثل الذي يقال " اللي يعوزه _ أي يحتاجه _ البيت يحرم علي الجامع " وهذا بلا شك خاطئ منافي للأمر بالنفاق والتصدق حتي لو كان الانسان معوزا
{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}

{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}

وغير ذلك كثير

وغير ذلك من الأمثال التي قد نجد فيها مخالفة للشريعة .

1- شكرا
لامعة في الأفق - المملكة العربية السعودية 02-04-2011 11:13 PM

ممتع لكن يبقى هناك سؤال يدور بخلدي
فالمثل خلاصة لتجربة لكن هل جميع الأمثال صحيحه أقصد هل خرجت من حكيم ؟ وهل هذه الخلاصة صحيحة ؟ ونأخذ بها؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة