• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

أبطأ من فند

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 27/1/2011 ميلادي - 22/2/1432 هجري

الزيارات: 37976

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ارتفعَتِ الحرارة، فنحن على أعتاب شهر آب، وفي تموز "يغلي الماء بالكوز"، شعَر الجميع بالحرِّ والعطَش، لكن شُعور العمال أقوى وأشد، دخَل الصغير خالد إلى المعمل "الورشة"، شدَّه الفضول، ومِن نِعَم الله علينا الثلاجات والماء البارد، فلنُرسِل خالدًا إلى البيت يجلبه لنا، فلا أحلى منه على الظمأ، البيت ملاصقٌ للورشة، ذهَب الفتى ولم يُكذِّب خبرًا ليجلب الماء البارد، مالت الشمس في قرص السماء ثم استوَتْ ثم غابَتْ، والجميع يسأَلُ عن خالد، المسافة بين بالبيت والورشة صفر؛ فالبيت والمعمل مُتلاصِقان، وللبيت بابٌ يطلُّ على المعمل، أمضى العمَّال يومهم وهم عَطشَى ينتَظِرون خالدًا، لكنَّ خالدًا لم يعدْ، عاد في اليوم التالي، تكرَّر الأمر؛ شعروا بالحرِّ والعطش، أرسِلُوا خالدًا يجلب لكم الماء البارد، أجابَ الجميع: ابعَثُوا مَن شئتم إلا خالدًا؛ فلا أبطأ من خالد.

 

دخلت عليهم وهم في سيرة خالد:

• هل سمعتَ بأحدٍ أبطأ من خالد؟

• نعم، خالد عاد في اليوم الثاني، ولكنَّني أحدِّثكم عن شخصٍ أسمِّيه لكم، ذكرَتْه كتب الأدب وصُنِّف في كتب الأمثال بأنَّه الأبطأ، وأضحى مضرب المثَل، هل تعلمون متى عاد؟

• لا، حتى تخبرنا.

• عاد بعد حولٍ كامل.

 

• ما اسمه؟

• إنَّه فند، وهو مولى لعائشة بنت طلحة، وقيل: بل هو مولى لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، وهو الأصحُّ، وهو مخنَّث من أهل المدينة.

• وهو أحد المغنِّين، عاشَ في بيت عائشة، وفي يومٍ من الأيَّام قالَتْ له مولاته: حسنًا يا فند، اقبس لنا من الجيران نارًا.

• أمرك مولاتي.

 

ذهَب فند ليقبس النار، وجد ركبًا يتهيَّأ للسفر بدأ بالغناء سُرَّ الركب بفند، فقال لهم:

• أين تريدون؟

• نريد السفر إلى مصر.

• أتقلُّوني معكم؟

• بكلِّ سرور.

 

سافَر فند معهم، وأمضى حولاً كاملاً في مصر، عاد عندما عاد الركب إلى المدينة، أخَذ بعد أنْ وصل المدينة من أحد البيوت قبسًا من نار، كما أمرت مولاته، وبدأ يشتدُّ في عَدْوه، أوقع النار على مقربةٍ من مولاته فتبدَّدت، وقال كلمته المشهورة: "بئست العجلة"، ذكَرَه الشعراء في قصائدهم، ذكرَتْه كتبُ الأمثال فقالوا: "أبطأ من فند".

 

• ما رأيكم يا سادة، أخالدٌ أبطأ أم فند؟

• أجاب الجميع: قبّلوا خالدًا بين عينيه.

 

وإليكم بعضًا ممَّا جاءَ من قصصٍ حول الموضوع في كتب الأدب:

"أبطأ من فند": وهو مولى لعائشة بنت طلحة، وقال أبو هلال العسكري: عائشة بنت سعد بن أبي وقَّاص، بعثَتْ به مولاتُه ليقتَبِس نارًا، فأتى مصر، فأقام بها سنة، ثم جاء يشتدُّ ومعه نارٌ، فتبدَّدت، فقال: تعست العجلة!

فقالت عائشة:

بَعَثْتُكَ قَابِسًا فَلَبِثْتَ حَوْلاً
مَتَى يَأْتِي غِيَاثُكَ مَنْ تُغِيثُ

 

ثم قال فيه الشاعر:

مَا رَأَيْنَا لِغُرَابٍ مَثَلاً
إِنْ بَعَثْنَاهُ لِحَمْلِ المِشْمَلَهْ
غَيْرَ فِنْدٍ أَرْسَلُوهُ قَابِسًا
فَثَوَى حَوْلاً، وَسَبَّ العَجَلَهْ

"نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة" (ج1/ ص323).

 

 

فَوَالَهَفِي لَوْ كَانَ يُغْنِي تَلَهُّفِي
وَوَاأَسَفِي إِذْ صِرْتُ أَبْطَأَ مِنْ فِنْدِ
فَمَا هَكَذَا عَهْدِي بِفَقْدِكَ أُلْفَتِي
أَأَحْدَثْتُ أَمْرًا لَمْ يَكُنْ مِنْكَ فِي عَقْدِ

"نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة" (ج1/ ص324).

 

وله يقول ابن قيس الرقيات:

قُلْ لِفِنْدٍ يُشَيِّعُ الأَظْعَانَا
طَالَ مَا سَرَّ عَيْشَنَا وَكَفَانَا

 

فإلى موضوعٍ آخَر وقصَّة أخرى، كفانا الله شرَّ السُّرعة والإبطاء، وخاصَّةً الإبطاء في مَيادين الخير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- خير البر عاجله
شرحه - أرمينيا 27-01-2011 08:10 PM

خير البر عاجله ففند هذا اعتبره عديم المسؤولية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة