• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

المتوكل الليثي

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 30/11/2010 ميلادي - 24/12/1431 هجري

الزيارات: 31625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حَبَاه الله بزوجةٍ ملَكتْ قلبَه وكِيانه، فأحبَّها حبًّا جمًّا، لكنَّها إمَّا أنَّها لم تبادلْه ذلك الحبَّ، أو أنَّ الوُشاةَ فعَلوا فِعلهم كما كان يقول، طلبَتْ منه الطلاق فأبَى وأنكر، أصَرَّتْ وألحَّتْ، فأجابها وطلَّقها ولحقتْها نفسُه بعدَ أن برِئت، فقال قصيدةً مِن أجمل القصائدِ في زوجته المطلَّقة رهيمة، والتي تُكنَى أُمَّ بكر:

طَرِبْتُ وَشَاقَنِي يَا أُمَّ بَكْرٍ
دُعَاءُ حَمَامَةٍ تَدْعُو حَمَامَا
فَبِتُّ وَبَاتَ هَمِّي لِي نَجِيًّا
أُعَزِّي عَنْكِ قَلْبًا مُسْتَهَامَا
إِذَا ذُكِرَتْ لِقَلْبِكَ أُمُّ بَكْرٍ
يَبِيتُ كَأَنَّمَا اغْتَبَقَ المُدَامَا
خَدَلَّجَةٌ تَرِفُّ غُرُوبُ فِيهَا
وَتَكْسُو المَتْنَ ذَا خُصَلٍ سُخَامَا
أَبَى قَلْبِي فَمَا يَهْوَى سِوَاهَا
وَإِنْ كَانَتْ مَوَدَّتُهَا غَرَامَا
يَنَامُ اللَّيْلَ كُلُّ خَلِيِّ هَمٍّ
وَتَأْبَى الْعَيْنُ مِنِّي أَنْ تَنَامَا
أُرَاعِي التَّالِياَتِ مِنَ الثُّرَيَّا
وَدَمْعُ العَيْنِ مُنْحَدِرٌ سِجَامَا
عَلَى حِينَ ارْعَوَيْتُ وَكَانَ رَأْسِي
كَأَنَّ عَلَى مَفَارِقِهِ ثَغَامَا
سَعَى الوَاشُونَ حَتَّى أَزْعَجُوهَا
وَرَثَّ الحَبْلُ فَانْجَذَمَ انْجِذَامَا
فَلَسْتُ بِزَائلٍ مَا دُمْتُ حَيًّا
مُسِرًّا مِنْ تَذَكُّرِهَا هُيَامَا
تُرَجِّيهَا وَقَدْ شَحَطَتْ نَوَاهَا
وَمَنَّتْكَ الْمُنَى عَامًا فَعَامَا
خَدَلَّجَةٌ لَهَا كَفَلٌ وَثِيرٌ
يَنُوءُ بِهَا إِذَا قَامَتْ قِيَامَا
مُخَصَّرَةٌ تَرَى فِي الكَشْحِ مِنْهَا
عَلَى تَثْقِيلِ أَسْفَلِهَا انْهِضَامَا
إِذَا ابْتَسَمَتْ تَلَأْلَأَ ضَوْءُ بَرْقٍ
تَهَلَّلَ فِي الدُّجُنَّةِ ثُمَّ دَامَا
وَإِنْ قَامَتْ تَأَمَّلَ رَائِيَاهَا
غَمَامَةَ صَيِّفٍ وَلَجَتْ غَمَامَا
إَذَا تَمْشِي تَقُولُ دَبِيبُ أَيْمٍ
تَعَرَّجَ سَاعَةً ثُمَّ اسْتَقَامَا
وَإِنْ جَلَسَتْ فَدُمْيةُ بَيْتِ عِيدٍ
تُصَانُ وَلاَ تُرَى إِلاَّ لِمَامَا
فَلَوْ أَشْكُو الَّذِي أَشْكُو إِلَيْهَا
إِلَى حَجَرٍ لَرَاجَعَنِي الكَلاَمَا
أُحِبُّ دُنُوَّهَا وَتُحِبُّ نَأْيِي
وَتَعْتَامُ التَّنَائِيَ لِي اعْتِيَامَا
كَأَنِّي مِنْ تَذَكُّرِ أُمِّ بَكْرٍ
جَرِيحُ أَسِنَّةٍ يَشْكُو كِلاَمَا
تَسَاقَطُ أَنْفُسًا نَفْسِي عَلَيْهَا
إِذَا شَحَطَتْ وَتَغْتَمُّ اغْتِمَامَا
غَشِيتُ لَهَا مَنَازِلَ مُقْفِرَاتٍ
عَفَتْ إِلاَّ الأَيَاصِرَ وَالثُّمَامَا
وَنُؤْيًا قَدْ تَهَدَّمَ جَانِبَاهُ
وَمَبْنَاهَا بِذِي سَلَمٍ خِيَامَا
صِلِينِي وَاعْلَمِي أَنِّي كَرِيمٌ
وَأَنَّ حَلاَوَتِي خُلِطَتْ عُرَامَا
وَأَنِّي ذُو مُجَامَحَةٍ صَلِيبٌ
خُلِقْتُ لِمَنْ يُمَاكِسُنِي لِجَامَا
فَلاَ وَأَبِيكِ لاَ أَنْسَاكِ حَتَّى
تُجاوِبَ هَامَتِي فِي القَبْرِ هَامَا

 

أمَّا مَن الشاعر؟ وما نسبُه؟


إنَّه المتوكِّل الليثي، وهذا نسبُه:

هو المتوكِّلُ بنُ عبدالله بنِ نهشل بنِ مسافِع بنِ وهب بنِ عمرو بنِ لقيط بنِ يَعْمر بنِ عوف بنِ عامر بنِ ليث بنِ بَكْر بنِ عبدمناة بنِ كنانة بنِ خزيمة بنِ مُدْرِكة بنِ إلياس بنِ مُضَر بنِ نِزار، مِن شُعراء الإسلام، وهو مِن أهل الكوفة، كان في عصر معاوية وابنه يزيد، ومدَحهما، ويُكنَى أبا جَهْمة، وقدِ اجتمع مع الأخطل وناشدَه عندَ قبيصة بن والق، ويقال: عندَ عكرمة بن رِبعي الذي يُقال له: الفيَّاض، فقدَّمه الأخطل، فأنشَد للأخطل:

لِلْغَانِيَاتِ بِذِي المَجَازِ رُسُومُ
فَبِبَطْنِ مَكَّةَ عَهْدُهُنَّ قَدِيمُ
فَبِمَنْحَرِ البُدْنِ المُقَلَّدِ مِنْ مِنًى
حِلَلٌ تَلُوحُ كَأَنَّهُنَّ نُجُومُ
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
وَالْهَمُّ إِنْ لَمْ تُمْضِهِ لِسَبِيلِهِ
دَاءٌ تَضَمَّنَهُ الضُّلُوعُ مُقِيمُ

 

ثُمَّ أنشد:

الشِّعْرُ لُبُّ المَرْءِ يَعْرِضُهُ
وَالقَوْلُ مِثْلُ مَوَاقِعِ النَّبْلِ
مِنْهَا المُقَصِّرُ عَنْ رَمِيَّتِهِ
وَنَوَافِذٌ يَذْهَبْنَ بِالخَصْلِ

 

وأنشده أيضًا:

إِنَّنَا مَعْشَرٌ خُلِقْنَا صُدُورًا
مَنْ يُسَوِّي الصُّدُورَ بِالْأَذْنَابِ

 

فقال له الأخطلُ: ويحَكَ يا متوكِّل، لو نبحتَ الخمر في جوفِك كنتَ أشعر الناس!

 

قال المتوكِّل الليثي:

وَلاَ تَنْكِحَنَّ الدَّهرَ إِنْ كُنْتَ نَاكِحًا
عَشَوْزَنةً لَمْ يَبْقَ إِلاَّ هَرِيرُهَا
تَجُودُ بِرِجْلَيْهَا وَتَمْنَعُ مَالَهَا
وَإِنْ غَضِبَتْ رَاعَ الأُسُودَ زَئِيرُهَا
إِذَا فَرَغَتْ مِنْ أَهْلِ دَارٍ تُبِيرُهُمْ
سَحَتْ سَحْوَةً أُخْرَى لِدَارٍ تُبِيرُهَا

 

وقال أيضًا:

لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
وَأَقِمْ لِمَنْ صَافَيْتَ وَجْهًا وَاحِدًا
وَخَلِيقَةً إِنَّ الْكَرِيمَ قَؤُومُ
وَإِذَا أَهَنْتَ أَخَاكَ أَوْ أَفْرَدْتَهُ
عَمْدًا فَأَنْتَ الْوَاهِنُ الْمَذْمُومُ
وَإِذَا رَأَيْتَ الْمَرْءَ يَقْفُو نَفْسَهُ
وَالْمُحْصَنَاتِ فَمَا لِذَاكَ حَرِيمُ
وَمُعَيِّرِي بِالْفَقْرِ قُلْتُ لَهُ اتَّئِدْ
إِنِّي أَمَامَكَ فِي الْأَنَامِ قَدِيمُ
قَدْ يُكْثِرُ النِّكْسَ الْمُقَصِّرُ هَمُّهُ
وَيَقِلُّ مَالُ الْمَرْءِ وهْوَ كَرِيمُ

 

وقال:

إِنِّي إِذَا مَا الخَلِيلُ أَحْدَثَ لِي
صُرْمًا وَمَلَّ الصَّفَاءَ أَوْ قَطَعَا
لاَ أَحْتَسِي مَاءَهُ عَلَى رَنَقٍ
وَلاَ يَرَانِي لِبَيْنِهِ جَزِعَا
أَهْجُرُهُ ثُمَّ يَنْقَضِي غُبَّرُ الْ
هِجْرَانِ عَنَّا وَلَمْ أَقُلْ قَذَعَا
احْذَرْ وِصَالَ اللَّئِيمِ إِنَّ لَهُ
عَضْهًا إِذَا حَبْلُ وَصْلِهِ انْقَطَعَا

 

وقال المتوكِّل الليثي مادحًا:

مَدَحْتُ سَعِيدًا وَاصْطَفيْتُ ابْنَ خَالِدٍ
وَلِلْخَيْرِ أَسْبابٌ بِهَا يُتَوَسَّمُ
فَكُنْتُ كَمُجْتَسٍّ بِمِحْفَارِهِ الثَّرَى
فَصَادَفَ عَيْنَ الْمَاءِ إِذْ يَتَرَسَّمُ
فَإِنْ يَسْأَلِ اللَّهُ الشُّهُورَ شَهَادَةً
تُنَبِّي جُمَادَى عَنْكُمُ وَالْمُحَرَّمُ
بِأَنَّكُمَا خَيْرُ الْحِجَازِ وَأَهْلِهِ
إِذَا جَعَلَ الْمُعْطِي يَمَلُّ وَيَسْأَمُ

 

أمَّا غرة شعره الذي يُتمثَّل به، قوله:

ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى
بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ

 

ومِن أجود شِعره قوله:

لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ
يَوْمًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا
تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَمَا فَعَلُوا

 

وبعدُ، فهذه كانتْ نماذجَ لشِعر شاعِر إسلامي أُموي، عاش في زمنِ معاوية وابنِه يزيد، ومدحَهما في قصائد، ولمَن يُريد التعرُّفَ أكثر إلى شِعر الرجل، فهي في كُتب الأدب تدعو كلَّ قارئ محبٍّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اختيار موفق
بدر الزيد الطريجي - الكويت 01/12/2010 11:54 AM

شكراً على هذا الاختيار الموفق للشاعر والقصيدة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة