• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

من أشعار الحافظ السيوطي في مجالس الإملاء

من أشعار الحافظ السيوطي في مجالس الإملاء
أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 13/4/2021 ميلادي - 1/9/1442 هجري

الزيارات: 12312

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أشعار الحافظ السيوطي في مجالس الإملاء

 

مِنْ عادة المحدِّثين ختمُ مجالس الإملاء بلطائف من الشعر والنثر، وممَّن جرى على هذه العادة الحسنة الحافظُ جلال الدين السيوطي (849-911)، وقد أملى (155) مجلسًا، وقفنا على بعضها.

 

وكان تلميذُه الحافظ محمد بن علي الداودي المالكي (ت: 945) قد استخرجَ من هذه "الأمالي" كثيرًا مِن شعر شيخه فيها، وأوردَه في كتابه (المخطوط) "ترجمة العلامة السيوطي"، في (الباب الثامن) منه، وهو معقودٌ لـ "نظمهِ -غير النظم العلمي-، وشيءٍ من إنشائه وحكمه"، ورأيتُ نشرَ مقطوعاتٍ من هذا الشعر لفائدته العلمية والتربوية، ولإلقاء الضوء على مجالس السيوطي الحديثية، مُبيِّنًا بحر كل مقطوعة منه.

 

قال الداودي رحمه الله:

"فصل: ومِنْ نظم صاحب الترجمة -قدَّس الله روحه- في مجالس الإملاء:

قال في المجلس الخامس: [من السريع]

إنْ خفتَ يومَ الحشر أو هولَهُ
ورمتَ أنْ تحظى بكلِّ المرامْ
فعشْ على سُنَّة خير الورى
مُقْتفيًا أهلَ الحديثِ الكرامْ
هُمُ الأُلى يَنجون مِنْ هوله
حين يُقادُون لدار السّلامْ

♦♦♦♦

 

وقال في المجلس السابع: [من الخفيف]

أكثروا ذكرَ هاذمِ اللذاتِ
وشديدِ الأهوالِ عند المَماتِ
وافتتانِ القبورِ والضغطِ والحش
ر وما فيه مِنْ عظيم الصِّفاتِ
عجبًا لامرئٍ تذكّرَ هذا
كيف يُلهيهِ فاخرُ الشَّهواتِ؟!

♦♦♦♦


وقال في المجلس الثامن: [من الكامل]

إنَّ الثوابَ على الخُلوص مُعَوّلٌ
أو فضلُ مَنْ إفضالُه ممدودُ
فلئنْ فقدْنا نيّةً مَرْضيةً
فالجودُ مِنْ ربِّ العلا موجودُ

♦♦♦♦


وقال في المجلس التاسع: [من السريع]

لقد أتى في خبرٍ مسندٍ
عن أحمدَ المبعوثِ بالمرحمَهْ[1]
مَنْ حسَّنَ [الرحمنُ] مِنْ خَلقهِ
أو خُلقهِ فالنارُ لن تَطعمَهْ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الرابع والثلاثين بعد المئة: [من السريع]

ارحمْ جميعَ الخلق إنْ رُمتَ أنْ
تُرْحم في الحشر وتُعطى النَّعيمْ
فقد روينا خبرًا مسندًا
لا يدخلُ الجنةَ إلا رحيمْ
ومَنْ يكن فظًا غليظًا يحدْ
عن رحمة الله ويَصلى الجحيمْ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الخامس والثلاثين بعد المئة: [من الرجز]

إنْ رُمتَ أن تُرحمَ كن ذا رحمةٍ
فإنما الرحمةُ مِنْ شأن التَّقي
وقد روينا خبرًا معتبرًا
لا تُنزع الرحمةُ إلا مِنْ شقي

♦♦♦♦


وقال في المجلس السابع والثلاثين بعد المئة: [من السريع]

يا أيها العاجزُ ما أظلمَكْ
لم تلف مَنْ للخير قد علَّمَكْ
عجزتَ عن سهلٍ رفيعِ الذُّرى
أعلاهُ ربُّ العرشِ لمّا سَمَكْ
ظلمتَ نفسًا منك إذ لم تكن
ترقى ولم تنصبْ له سُلَّمَكْ
نزلتَ بالقسوة تحتَ الثرى
تَظنُّ أنْ ترقى فما أوهمَكْ!
ما ملتَ نحو الرِّفق في طرفةٍ
ألم تخفْ ذا البطشِ أنْ يقصمَكْ
ارحمْ عبادَ الله إنْ رُمتَ أنْ
ينصرَك الرحمنُ أو يعصمَكْ
فإنْ تدِنْ بالعفو تحظى بهِ
والشاة إنْ رحمتَها يرحمَكْ

♦♦♦♦


وقال في المجلس التاسع والثلاثين بعد المئة: [من الكامل]

مَنْ كان مِنْ أهلِ الحديثِ فإنهُ
ذو نضرةٍ في وجهه نورٌ سطعْ
إنَّ النبيَّ دعا بنضرة وجهِ مَنْ
أدّى الحديثَ كما تحمَّل واتَّبعْ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الأربعين بعد المئة: [من الكامل]

أهلُ الحديث لهمْ مفاخرُ ظاهرهْ
وهمُ نجومٌ في البرية زاهرهْ
في أيّ مصرٍ قد ثووا تلقاهمُ
حقًا لأعداءِ الشريعةِ قاهرهْ
بالنور قد مُلئتْ حشاشةُ صدرهم
فلذا وجوههمُ تراها ناضرهْ
وبضدهم تلك الفلاسفةُ التي
غويتْ [وأغوتْ][2] فهْيَ هلكى بائرهْ
مُلئتْ بواطنُهم بآثارٍ أتتْ
عن فرقةٍ بالرُّسلِ أضحتْ كافرهْ
فقلوبُهمْ في ريبةٍ ووجوهُهمْ
في ظلمةٍ ومردُّهمْ في الحافرهْ
ناموا عن الدرج العُلا وتيقَّظتْ
عينٌ لنا فإذا همُ بالسّاهرهْ
باعوا أحاديثَ النبيِّ بمنطقٍ
خسروا جميعًا في الدُّنا والآخرهْ

♦♦♦♦

 

وقال في المجلس الخامس والأربعين بعد المئة: [من الرمل]

مَنْ أحبَّ اللهَ لا يسألْ سوى
وجهه العالي ويتركْ كلَّ غَيرْ
وليكنْ للهِ فردًا ذلة
وليسرْ معْ [مَنْ][3]إليه سارَ سَيرْ
عند ربي كلُّ خيرٍ يُرتجى
وسواهُ قد خلا مِنْ كلِّ خَيرْ
مَنْ يقفْ بالباب يسألْه يجبْ
ويُوقى ما اختشى مِنْ كلِّ ضَيرْ
وهْوَ يهدي مَنْ إليه قصدُه
وسواهُ مَنْ نواهم حارَ حَيرْ
بانَ للألبابِ ما فيه الهُدى
ونسيجُ الحقِّ قد ناروهُ نَيرْ

♦♦♦♦


وقال في المجلس السابع من التخريج على "الدرة الفاخرة" المنسوبة للغزالي، وهو السابع والثمانون من "الأمالي" عليها: [من الطويل]

إذا احتُضِرَ الإنسانُ حفًّ به أولو
مجالسه مِنْ أهلِ ذكرٍ أو اللغوِ
فيا ربّ قرِّبنا من الخير والتُّقى
وبعِّدْ بنا عن مجلس اللعبِ واللهوِ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الثامن من التخريج وهو الثامن والثمانون من "الأمالي": [من الكامل]

لقِّنْ أخاك لدى الممات شهادةً
لا تستهبْهُ ولا تلحَّ وتُبْرمِ
مَنْ كان آخرَ ما يقولُ شهادةُ ال
إخلاصِ يَخلدْ في الجنانِ ويُرْحمِ

♦♦♦♦


وقال في المجلس العاشر من التخريج وهو التسعون من "الأمالي": [من البسيط]

يا مَنْ يرومُ حياةً لا ارتياح بها
وقد تدفَّق بالأكدار صافيها
في دار سجنٍ تُرى الأفراحُ ناقصةً
وفي الهموم توافينا بوافيها
الموتُ عندي ولُقيا صالحي سلفي
أشهى إليَّ من الدُّنيا وما فيها

♦♦♦♦


وقال في المجلس الحادي عشر من التخريج وهو الثاني والتسعون من "الأمالي": [من الطويل]

تصرمت الأعمارُ حِينًا تلا حِينًا
وأكملتُ هذا اليومَ خمسا وعشرينا
تمرُّ ليالي العُمْر كالبرق سرعةً
ولم نستفدْ يا صاح دُنيا ولا دينا
فلله عبدٌ لازمَ الخيرَ والتُّقى
وحادَ عن الدنيا ولم يرتكبْ شينا
وأيقظَ منه الطرفَ بعد رُقادهِ
وفكَّر فيما في الشدائد يُنجينا
ويأتي من الطاعات مبلغَ جهدهِ
ويبدأ بالأولى وما هو يخطينا[4]
ويتلو بالاستغفارِ ذنبًا، وسيئًا
بحُسنى ولا يألو من الخُلْق تحسينا
وإنْ نابهُ ضيقٌ وهمٌّ يدنْ له
ويعلمُ أنَّ الأمر كُوِّنَ تكوينا
يفوضُ للرحمن كلَّ أمورهِ
ويتركُ تدبيرًا فيُوليه تهوينا
فذاك الذي دنياه يقضي براحةٍ
ويعطيه عند الموت بُشرى وتلقينا
ويلقى من الرحمن كلَّ مرامهِ
ويزدادُ في يوم القيامة تمكينا
فيا ربِّ توفيقًا وعونًا وقوةً
ورُشدًا إلى سُبْل النجاة وتبيينا
وللهِ حمدي والصلاةُ على الذي
بذكراه زادَ النَّظمُ والنثرُ تزيينا

♦♦♦♦


وقال في المجلس الثالث عشرَ من التخريج وهو الرابع والتسعون من "الأمالي": [من الطويل]

تذكَّرْ أحاديثَ الممات فإنها
تسَلِّي عن القلبِ الهمومَ وتُحييهِ
وأقللْ من الضِّحك الذي ذُمَّ فعلُه
إلى أنْ ترى نُزْلَ الكريمِ وتَحويهِ
وعزةِ مَنْ أنشا الوجودَ ولم يكنْ
ومُفني الذي أنشا جميعًا ومُحييهِ
إذا ما حديثٌ في الممات رويتُه
وددتُّ حلولَ الموتِ ساعةَ أرويهِ
وأرتاحُ شوقًا للقاءِ وعفوهِ
وخوفِ افتتانٍ بالذي ليس يُرضيهِ
فيا ربِّ بلغْ كلَّ عبدٍ مرامَهُ
وكلُ امرئٍ يُجزى بما هُوَ يَنويهِ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الرابع عشر من التخريج وهو الخامس والتسعون من "الأمالي": [من الطويل]

تذكَّرْ إذا ما الموتُ وافاكَ وانثنتْ
بك الأهلُ والأصحابُ تُسرعُ للقبرِ
فإنْ كان خيرٌ قلتَ يا قومُ أسرعوا
وإنْ كان شرٌّ قلتَ ويلٌ من الشرِّ
فمَنْ كان يرجو ساعةَ الموتِ واللقا
يقدّم جميلًا كي يُقدَّمَ للأجرِ

♦♦♦♦


وقال في المجلس السادس عشر من التخريج وهو السابع والتسعون من "الأمالي": [من الكامل]

سعدَ الذين إذا المقابرُ زاروا
زاد الهناءُ لهم وزال العارُ
ورأوا هناك رياضَ حُسْنٍ ناضرًا
ومن الحرير مفارشٌ ودثارُ
إنَّ المماتَ محطُّ أرحالِ الورى
فيه تساوى العبدُ والأحرارُ
والقبرُ منزلُ كلِّ مَيْتٍ واردٍ
ومقيلُ مَنْ لم تُزرهِ الأوزارُ
والقبرُ إمّا روضةٌ أو حفرةٌ
جاء الحديثُ بذاكَ والآثارُ

♦♦♦♦


وقال في المجلس الحادي والعشرين من التخريج وهو الثاني بعد المئة من "الأمالي" ما نصُّهُ:

لطيفة: رأيتُ في النوم في العام الماضي -يعني تمام أربعٍ وسبعين وثمانمئة - أنني أملي حديثَ السؤالِ، وأني أقول في آخره: وأمّا الفاسقُ فيُمتحن بما كان يعملُ في الدنيا، أو كلمة تشبه هذه، ولعمري وهذا -وإنْ لم يُذكر في الحديث حتى تعرَّض له بعض الأئمةِ وسأل عن حكمهِ لأنَّ المسؤول إمّا مؤمنٌ فيجابُ بالنعيم وإلا فيجاب بالجحيم، فهل المؤمنُ الفاسق كالأول أو لا؟ فلا يبعد أنْ يُقال: إنه يسألُ عما كان يفسق به، بأنْ يقال مثلًا لتارك الصلاة: ما تقولُ في الصلاة؟ ونحو ذلك، ثم يَرى مقعده في الجنة ويُخبرُ أنه مقعده بعد المجازاة على فسقهِ، ثم وجدتُّ حديثًا يُشعر بذلك ففي "الفردوس"[5] من حديث ابن عباس: "إذا أمرَ اللهُ ملكَ الموت بقبض أرواح من استوجبَ النارَ من مذنبي أمتي قال: بشِّرهم بالجنة بعد انتقامِ كذا وكذا على قدرِ ما يحبسون في النار"، وبيَّض له في "مسنده" فلم يذكر له إسنادًا.

 

وأنشد لنفسه: [من الكامل]

آمنتُ باللهِ الذي خلقَ الوجو
دَ وأرسلَ الرُّسْلَ الكرامَ إلى الورى
ومحمدٍ خيرِ الخليقة مَنْ أتى
للعالمين مبشِّرًا ومحذرا
وبفتنةِ الملكين والتعذيب والتْ
تسآل للإنسان إذ هو أُقبرا
والبعثِ والحشرِ العظيمِ وهولهِ
والوزنِ للأعمال وزنًا حرّرا
والحوضِ والمَرِّ الفظيعِ على لظى
فوق الصراط فيا سعادةَ مَنْ جرى
وبجنةٍ للمؤمنين هنيئةٍ
والكافرون لهم جحيمٌ سُعِّرا
وتزاورِ الأعلين في درجاتهم
وحلولِ رضوانٍ عليهم أكبرا
وبرؤيةِ الرحمنِ كلَّ عَرُوبةٍ
أو كلَّ يومٍ مرتين لمَنْ سرا

♦♦♦♦


وقال في المجلس الحادي والثلاثين من التخريج وهو الثاني عشر بعد المئة من "الأمالي": [من الكامل]

زوروا القبورَ لِلاعتبار بحالها
ولتأنسَ الأمواتُ حين تُسلِّموا
فالروحُ يدرك ما يكونُ وفي الثرى
منها شقيٌّ بائسٌ ومنعمُ
والعبدُ ينظرُ مرتين محلَّه
في كل يومٍ كي يُسَرَّ المُسلمُ
واللهُ أرحمُ ما يكون بعبدهِ
إذ أهلُه في حفرةٍ قد سلَّموا
واللهُ أكبرُ أنْ يعذِّبَ مؤمنًا
ما كان يَطغى في العباد ويَظلمُ

 



[1] في الأصل: بالرحمه.

[2] مِنْ كتاب "ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر" لابن طولون ص 252 (نسخة دار الكتب المصرية الحديثة).

[3] زيادة مني.

[4] كذا، ولعل الصواب: يحظينا.

[5] لم أجده في غيره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وعرفان
دلسوز أحمد محمد قادر الجاف - العراق 13-04-2021 09:57 PM

الشكر والتقدير والاحترام موصولة لكم شيخي الحبيب وأستاذي الكبير وسيدي الكريم وفي ميزان حسناتكم وتحياتي ودعائكم...
خادمكم وتلميذكم..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة