• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حكمة من كبشين

آمنة بنت عبدالله بن محمد


تاريخ الإضافة: 1/12/2009 ميلادي - 14/12/1430 هجري

الزيارات: 6285

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
وقفتُ أمامَ كبشَينا الأملَحين أتأملهما وأتأمل الحياة والموت عبرَهما...

تعلق نظري بهما وبحركاتهما الرتيبة... بعد أن أشبعاني نظرًا واستبصارًا...


يجيئان ويذهبان في الحظيرة التي أُعدت لهما بهدوء رتيب...


نظرت إليهما وأنا أردد في داخِلي:

آه! مسكينان أيها الكبشان!
ألا تعلمان أن غدًا آتيكما بالذبح!
ألا تشعران أن ليلتكُما هذه آخر ليلة لكُما؟
ألا تظنان أن طلوع الصبح عليكما موتٌ وفناء؟!

تعلق نظر أحدهما بي فجأة، ثم صوّتَ بعد ثغاء طويل؛ كأنه يريني تنهد الحكيم:
 يا هذه!

ولم نحزنُ لما في الغيب؟


وهَبي أن الموت غدًا محقق لاشك فيه؛ فلِم أُذهبُ متعة هذه الليلة لأمر محتوم لابدّ منه؟!


وهَبي أني حزنت وجزعت وأعرضت عن علفي ومائي؛ أتُرى سيردُّ الحزن والجزع عني حتفي؟!


ثم إن المسكين كل المسْكنة أنتِ أيها الإنسان!


صرخت: لا! إنك جان!


قال: إني كبش يتصل نسبي بالكبش المفدى به نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام -، وما نطقي إلا تبصرةً وذكرى!


لو كانت هذه الحياة دائمةً لأحد لدامت لنا نحن البُهم! نحن اللاتي لا نحمل أي غم وهم ؟! نحن اللائي لم نحمل الذنب، ولم نكلف بما نعاقب على تركه بالعقوبات المهلكة!


أيتها الإنسان!


إنه لابد من الموت... ولكن أي موت!


إن من أقراني ما يموت نطيحة لشهوة زائلة! ومنها ما يموت ترديًا غرورًا بقوته، ومنهم من يُسقطه القدر بين أنياب سَبُع...


لكن الشّرف كلَّ الشّرف: أن أموت مِيتةً شريفة!


وأن أموت إحياءً لشعيرة عظيمة من شعائر الله أحب إليّ من الدنيا وما فيها!


إليك عني أيتها المهمومة بالمكتوب، ودعيني وتِعلافي!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- حديث خروفين
محمد الجزائري - الجزائر 29-12-2014 05:44 PM

النص مأخوذ من روائع الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم ..ويتعلق بعيد الفطر الأضحى المبارك.. وهو موضوع طرح للتعبير على ابن الكاتب ؛ وهو بعنوان حديث خروفين .. والنص غاية في البيان الأدبي والسمو الفكري..

2- الغفلة
عايدة - الجزائر 07-01-2010 05:03 PM
للأسف أصبحنا في زمن تمشي الشاة وراء جلادها أو تستبقه إلى مصيرها الذي لا تعرف ما هو .
1- نعوذ بالله من الغفلة
أبواحمد - الجزائر 09-12-2009 12:56 PM
السلام عليكم
نعم انه الموت الذي يعلمه كلنا ولكن عمينا عن حقيقته وهل أعددنا لما بعده.

على كل حال بارك الله فيك على هذه اللفتة الرائعة التي توقظ ضميرا فينا وتنزع غفلة غرقنا فيها.
نسأل الله السلامة والعافية وموتة في سبيله مشرفة.

وبارك الله فيك.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة