• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ضبائر الريحان

رجاء محمد الجاهوش


تاريخ الإضافة: 11/11/2009 ميلادي - 24/11/1430 هجري

الزيارات: 35032

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنْشَدَت "صبَا" بنَغَمٍ عَذب:

قُرْآنُنَا عِطْرُ الحَيَاةِ  فَهَل  تَرَى        عِطْرًا كَمِثْلِ الفُلِّ وَالرَّيْحَانِ؟

غَشيَني العِطْر الذي انْتَثَرَ، انْتَعَشت رُوحي، ماسَت الذِّكريات بين دَمعة وبَسمة، فضجَّ الحَنين؛ حَنين إلى عمَّتي والوَطن.

فكم كانَت عمَّتي لنا وَطنًا!

 

شَقيقة والِدي الوَحيدة، تلكَ المرأة القَرويَّة الأميَّة الأبِيَّة، لطالما سمعْتُها تَرجو الإله وتَدْعوه: "اللَّهُمَّ عافِ أخي، وارزقه البُن والبَنين، وعِزًّا لا يَميل".

 

فاحَ شَذى العِطر فتأجَّجَ الشَّوق، شَوق إلى ضَبائر الرَّيحان التي تزيِّن بَيتها الرِّيفي الجميل.

 

إلى شُهور الصَّيف التي كنَّا نقضيها فرحًا مَرحًا بين مَنازلِ الأهْلِ والأحْباب.
إلى أكاليلِ الرَّيحانِ التي كانت تحملها هدَّيةً ثَمينةً كلمَّا جاءَتْنا زائرَة.

 

"أهناكَ أجمل مِن (عِرْقِ) الرَّيحان في البَيتِ يا بُنيَّتي؟!" تَلمَحُ عدم مُبالاتي، فتُتابِع: انظري إلى أوراقِه وقد غطّاها زَغَبٌ ناعمٌ كغِلالةٍ واقِيَة، وتأمَّلي أزهارَه كيف تآلفَت فتَعانَقَت ببياضِ النَّقاء، وحُمرة الحُبِّ، أمَّا رائحته فيكفي أنها عِطر لا يُرَدّ، سُبحانَ مَن أبدَعَه!

 

اليَّوم - يا عمَّتي - فَهمتُ، عرفتُ، وأدركتُ.
فَهمتُ بوحَكِ القَديم، وعرفتُ ما للرَّيحانِ مِن أسْرارٍ في عَقيدتنا، وأدركتُ أن الفِطرة السَّويَّة نِعْمَة عَظيمة يَمنُّ الله بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِه.

 

((مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحانٌ، فلا يَرُدّهُ؛ فإنَّهُ خَفِيفُ المَحْمِلِ طَيِّب الرِّيح))؛ صحيح مسلم.

بهذا وصَّانا نبيُّ الأمَّة - صلَّى الله عليه وسلَّم - فوَعَيْتِ وصِيَّته دون أن تَسْمَعيها، وأصبحَ الرَّيحان هدَّيتك الأثيرَة، فمَنْ علَّمكِ يا حَبيبة؟!

 

وها هو يُذْكرُ في القرآن الكريم مرَّتين، وما ذِكْر الشَّيء الطّّيِّب في القرآن إلا دليلٌ على حُظْوَتِه.

قال تعالى: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن: 10 - 12].
وقال تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].

 

"إنَّ الرُّوح - بضَمِّ الراء - هي: رُوح الإنسان، وهذا على قراءة ضم الراء فى "فَروحٌ" وهي قراءة يعقوب من رواية رويس، أمَّا على قراءة الجمهور بفَتح الرَّاء، فمعناها: الراحة أو الاستِراحة أو الجنَّة.
والرَّيحان: هو الرَّيحان المعروف.

 

وقيل في معنى ذلك: أنَّ أرواح المقرَّبين تخرج مِن أبدانهم عند الموتِ برَيحان تشمُّه.
وقيل: تخرج رُوحه في ريحانة.

 

وعن أبي العالية أنَّه قال: لم يكن أحدٌ من المقرَّبين يُفارق الدُّنيا، والمقرَّبون السَّابقون، حتَّى يؤتى بغُصن من ريحان الجنَّة فيشمّه، ثم يُقبض"؛ "تفسير الطبري".
عَرفوا الله - جلَّ جلاله - قَدَروه حَقَّ قَدْره، أخْلَصوا لهُ الدِّين، سارَعوا في الخيراتِ، أحبُّوه حبًّا لذاتِه، لا يَتَفاوت بتَفاوتِ إحْسانه، فأشْرَقَت مِنهم القلوب، وكُرِّمَت الأرْواح.

 

"وقال عبدالله بن عمرو بن العاص: إذا تُوُفِّيَ المؤمن أرسلَ الله إليه مَلَكين، وأرسلَ معهما تُحْفة من الجنَّة، فيقولان لها: اخرُجي أيتَّها النَّفسُ المطمئنَّةُ راضيةً مَرْضِيةً، ومَرْضِيًّا عنك، اخرجي إلى رَوْحٍ وريَحْان، ورَبٍّ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرج كأطيبِ ريح المسكِ وَجَد أحَد من أنفِه عَلى ظهر الأرض"؛ "تفسير القرطبي".

 

أيا عمَّتي، هل كنتِ تَعلمينَ كلَّ هذا يومَ كنتِ تَبْذرينَه في أرضِكِ؟! وتَبْتهِج لِتَفَتُّحِه نفسُكِ وعينكِ؟! أم أنَّها الفِطرة السَّويَّة التي فَطرَ الله النَّاس عليها؟!

 

تَنَشَّقْتُ عبيرَه - كما علَّمْتِني - حتى أحبَبْتُهُ.

ولمَّا أحبَبْتُهُ زَرعتُه في أرضي، أسكنْتُه زوايا مَنزلي، دَسَسْتُ أزهارَه وأوراقَه العَطِرَة تحت لحافي، بين ثِيابي، وفي حَقائبي المسافِرة، وانْتَظرت..

 

هَلْ تُرانا نَلتقي؟
هُناكَ..
ساعَة الرَّحيل..
فتأتيني ذاتَ مَساء، أو ربَّما ذاتَ نَهار؛ لتُحرِّرَ رُوحي - برِفْقٍ - مِن أسْرِها، فتَصعدُ إلى خالِقها بأمانٍ واطمِئنان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
8- روح الريحان
ولاء الجاهوش - سوريا 15-12-2009 03:15 PM
عطر كلماتك زاد الريحان عطر وجمال وجعل وجوده في منزل عمتك وابيك اكثر من معنى وسينشر ورقه اجمل العطور إذا عدتم ولمستوها بأيديكم
7- طيب الخاطر لشخص بالكتابة ماهر,هو زيزفون زاهر
فهد الهزاع - السعودية 02-12-2009 07:28 PM
الشكر موصول لأهل العقول,المتنورة قلوبهم بإيمان موزون,و الذين كلمتهم في الحق كسيف مسلول,فسلمك الله يا أخت(رجاء) وإلى (مجاهد)صاحب القلم البناء,أدعو له بالتوفيق وفي الله لا يقطع الرجاء.ودمتم سالمين.
6- وعلى الفطرة يستمرون
مجاهد محمد خير الجاهوش - سوريا 30-11-2009 02:24 AM
سلام الله المعطر بالريحان يامن تفصلنا حدود ويجمعنا الايمان
جئتكم أحمل لكم بعض أخبار الريحان:
عمتك بخير ولله الحمد ، تشتاقكم كما يشتاقكم الوطن وأهله ، تركت بيتها الريفي القديم وتسكن بفيلة ابنها الجميلة جانب بيتها مباشرة،لكنك ستميزين حول درج الفيلة حوض الزريعة الجميل على الجانبين ، تتوزع فيه عيدان الريحان في كل مكان تقطفين منها وريقات صغيرة ، تفريكيها قليلا لتفوح روائح الريحان لا أزكى ولا أطيب ، فيخيل لك أن العفاسي ينتشي بهذه الرائحة وهو يترنم مبدعاً : تفوح روائح الريحان لا أزكى ولا أطيب .... ويشدو الطير في البستان لا أندى ولا أطرب ، وكل الكون إحكام من الأسمى الى الأصغر ووحي الله إلهام تجلى الخالق الأكبر ...
فسبحان الذي ألهمك ماكتبتِ هنا وهناك وما أوحى لك من معان سامية ، وعسى ربنا يجمع الشمل بعد الشتات في دنياه وحول الحوض مع نبينا بعد الممات .
5- شُـكْـر..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 16-11-2009 10:23 AM
-

الأستاذ "فهد الهزاع"
جزاكم الله خيـرًا لدعمكم الكريم.

-
4- علامات الدليل لمحبة الله الجليل,هو الكلام العليل
فهد الهزاع - السعودية 15-11-2009 02:52 AM
كلام له وقع في القلوب الوجله من الله و مكان متئصل ومتربع ,ومن فكر عقل عن زيف الدنيا مترفع,وفي طلب الخير وأستماع والنصيحه غير متمنع,فالله در قلم بأخلاق التقوى متورع,(اللهم اجعلنا ممن يستمعون إلى الحق فيتبعون أحسنه)-واجعلنا من المتبعين سنته,ومن الفائزين يوم الحشر بجنته,واغفر لنا ذنوبنا وادخلنا في رحمته,يا قوي ياعزيز يا نا صراً أمته,ارفع رايه الأسلام وبشبابه عليِ هامته,
3- شكر الله لكَ..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 14-11-2009 08:49 PM
-

أخي وابن خالتي الكريم "د. أسامة"
وفيكم بارك الله، وجزاكم خير الجزاء لقراءتكم الطيِّـبة.

[جعلنا الله من المقربين]

.. اللهم آمين ..

دمتم في سداد

-
2- روح وريحان.. ورب راض غير غضبان
Ousama - Canada 13-11-2009 08:16 PM
جميل ما كتبت..
وجميل غصن الريحان..
رائحته الزكية تنعش الأبدان..
جعلنا الله من المقربين

بورك قلمك
1- توضيح..
رجاء محمد الجاهوش - الكويت 11-11-2009 01:27 PM
-

بيتُ الشِّـعر الذي ذُكِـر في النَّص هو: بيتٌ مِن قصيدة "والحُسْنُ فيهِ مُعَانِقُ الأغصَانِ"
للشاعرة الكريمة: صَـبَـا / وتُعرف أيضًا باسم: بُـرادة الألمـاس.

-
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة