• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

تلك القصيدة (قصة)

فاطمة بلحاج


تاريخ الإضافة: 24/12/2014 ميلادي - 2/3/1436 هجري

الزيارات: 5472

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تلك القصيدة

 

قرأ الرسالة عدة مرات، وهو لا يصدق أنه قد فاز بالجائزة الوطنية للشعر! أحقًّا فاز بها؟!

قالتها أحلامُه المتعثرة بين جيوب الواقع المرِّ.

 

تمعَّن النظر في آخر سطر بالرسالة: "عليك الحضور إلى المسرح الدولي في الساعة السابعة مساء ومعك قصيدة تلقيها بمناسبة الفوز".

 

أسرع إلى غرفته يقلِّبُ الأوراق المتناثرة في كل مكان عن القصيدة المناسبة، لكن الفوضى العارمة التي اجتاحت غرفتَه - كما حياته - جعلته لا يجد لها أثرًا في أي مكان.

 

فالقصائد التي كتب من أجلها لا تحصى، بعضُها موضوع فوق طاولة المكتب بشكل غير منتظم، وآخر مكدس في صناديق قديمة من الكرتون في زاوية الغرفة، ومنها ما يحتفظ به في خزانة صغيرة مع ملابسه الشتوية.

 

تلك التي كتب من أجلها ألف قصيدة وقصيدة، كان عطرها يصيب أمثاله بدوخة، فيلاحقونها بالنظرات ولا يصحو أحدهم من النشوة التي يبحر في سفنها إلا بعد أن يتعثر داخل الكلية أو خارجها!

 

هو مثلهم كان يَرتَشِفُ رحيقَها من الهواء الذي يحيط بالمكان الذي تكون فيه.. إلى أن يكزه رفاقُه فيَحمرَّ خجلاً من كثرة ما تراوده نفسه للحاق بكوكبة من اللاهثين خلفها.

 

وذات يوم اشترى باقة ورد وهدية، وعبر المحيط الذي يفصل بينه وبينها، ثم وقف عند زاوية شارعٍ قريب من بيتها، وهو يكرر ما سيقوله في حضرة عائلتها، لكن المفاجأة جعلت الورد يَذْبُلُ بين يديه، والهدية تسقط عند قدميه، وكلماته تتعثَّرُ في حنجرته ويبتلعها دفعة واحدة كشراب سم قاتل، وهو يرى موكب عرسها على وشك الانطلاق!

 

من العريس؟!

قالها قلبه الذي كاد ينفجر بين ضلوعه.

 

بسرعة أجاب المشهد الذي تراءى أمام ناظريه: إنه ابن الجيران! بائع السجائر في عربة صغيرة من الخشب المتآكل على ناصية الشارع أيام طفولته.

 

لقد اختفى فجأة، وأصبح غنيًّا فجأة، واشترى بيتًا في حي راقٍ منذ سنوات، تاركًا الزقاق الضيق لرفاق الطفولة ممن يحلمون بالحب وجيوبهم فارغة!

صاح حين وجدها: ها هي القصيدة! إنها آخر ما كتبته لأجلها!


كرَّرها مرارًا، نام وشفتاه ترددان الأبيات، واستفاق وما زالت شفتاه تكررها، وعلى المسرح تَلعْثَمَ وضاعت القصيدة، حين رأى ابن الجيران يعتلي المسرح وهو يتقدم نحوه ليسلمه الجائزة؛ بصفته ممثِّلاً للثقافة بالمدينة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رائعة
سرى - السعودية 24-12-2014 02:29 PM

قصة رائعة ، سلمت يداك يا فاطمة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة