• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مرارة الفقد ( قصة قصيرة )

مرارة الفقد ( قصة قصيرة )
حريصة شريم


تاريخ الإضافة: 11/5/2014 ميلادي - 11/7/1435 هجري

الزيارات: 7814

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرارة الفقد


أحسَّت سلمى وهي تُكلِّمها بالهمِّ يعتري صوتَها فيَرمُسه، وبالبكاء يتحوَّل في صدرها اختناقًا يمنعها كبرياؤها أن تُظهِره، حاولت جاهدةً أن تُخفِّف عنها شجنَها هذا، أن تُلملِم زهورَ ربيعِها من على رصيف الفَقْد، فتُقدِّمها إليها باقةً من كلمات حانية، مُشفِقة مُحِبَّة، لكنَّ صوتها ما زال مُختفِيًا، آذاه التعبُ، وليل الحرمان كان كفيلاً بألا يتبدَّى الفجرُ على وجهها أبدًا، أخذت سلمى تُلقي عليها كلماتٍ تُحاوِل أن تُواسيها، تُخاطِبها تَهُزُّ فيها كلَّ شعورٍ كان يَنبِض بالأمل، تسألها عن حالها - وهي تعلم - لكنها تريد لها أن تتكلَّم، أن تبوح بحُزْنها، أن تبكي كثيرًا؛ لعلها تهدأ بعدها، وتَسكُن!

 

• أأنتِ بخير؟

• بخير، يا ابنتي!

 

• لمَ يُخبِرني صوتُك أن شيئًا ما يُضايقك؟! أخبريني، ألستُ في مقام ابنتك؟!

• بل أنت ابنتي، تعلَمين أن ليس لديَّ أبناء! لا أدري، يوم الجمعة أخذتُ أبكي دون أي سبب!

 

• ممَّ؟ لم تركتِ الدارَ إذًا وأتيتِ بيتك تجلسين وحدك! هناك يُشعِرك صوتُ الناس من حولك بالأنس، يُسليك حتى النظر إليهم ومشاركتهم الطعام، ستَنْسين حُزْنك إذا ما تَحدَّثت إليهم!

 

• لعَلِّي أعود قريبًا!

 

• ليتني أُحسِن زيارتَك دائمًا، أَعِدك بأن أراكِ قريبًا، كوني بخير؛ لأجل أني أحبك، وأسعد إن كنتِ سعيدة!

• إن شاء الله، دعيني أراك حقًّا!

 

أحسَّت سلمى بالذنب يُمِضُّ فؤادَها، كان يجب أن تسأل عن أخبارها، ما كان عليها أن تتركها كلَّ هذه الفترة، دون مُهاتَفة واحدة، أبكاها كثيرًا، بكاء أم أشرف، والتي تعلم سببَه، يوم الجمعة في بيت وحدَها، لا يُؤنِسها إلا جدران بيتها، تُذكِّرها برائحة زوجها، فتَزيد تأوُّهًا، تتلوَّى مِن مرارة الفقد!

 

أغلقتْ سلمى سماعةَ الهاتف، تبكي لبُكائها وفِقدانها ووَحدتها، وتبكي نفسَها التي تَجزَع لأقلِّ شوكة تُشاكها في هذه الحياة دون أن تُبصِر نِعَم الله الكثيرة عليها، والتي لا حدودَ لها، أغلقتها وهي تشعر بالحبِّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تُدرِك لمَ أوصى بالأرملة؟ أوصى كثيرًا، ما أروع إحساسَه! وما أجمل وصاياه! لو أننا نعمل بها!

 

أحبك يا رسول الله!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائعة
نسرين اسماعيل - نابلس 27-03-2016 12:15 PM

جدا رائعة الفكرة والأسلوب جميل جداً يشد القارئ

1- أحسنتِ
إسراء - فلسطين 02-06-2014 12:44 PM

أسلوب رائع لإيصال فكرة ....فأم أشرف امرأة أرملة بحاجة لدعم أسرتها ومجتمعها

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة