• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حدثني فأحببته

أسماء سمير علي


تاريخ الإضافة: 18/7/2009 ميلادي - 25/7/1430 هجري

الزيارات: 13939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حدثني فأحببته
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)



حياتي كانت لا تُطاق، فهذا أبي وهذه أمي لا يقومان أمامي إلاَّ بإلقاء الأوامر أو الصُّراخ في وجهي، ولا أحدَ أحدِّثه، ولا أحدَ يُحدثني أو يتقرب إليَّ، سئمت من هذه الحياة، لماذا كل هؤلاء يستهينون بي؟! لماذا لا يُحبني أحد؟! أإلى هذا الحد يكرهني الجميع.

هكذا خرجتُ من بيتنا في أوَّل الصباح، فتاة تحترق، أكره نفسي، وأكره العالم، وعندي حالة اكتئاب لا حدودَ لها، ليس لي هدف من حياتي، وكل الأمور عندي سواء، ولا أجد أملاً في هذه الحياة إلى أنِ التقيته.

التقيته وأنا أركب الحافلة التي تُقلُّني إلى الجامعة، وعندما رآني قال لي بابتسامة ساحرة: الحساب مدفوع يا دكتورة، فتعجبت من أين يَعرفني هذا الشاب؟! وهو شاب وسيم جدًّا، لم أرَ في جماله أحدًا، أو رُبَّما لم ألتفت إلى غيره لأقارن، يجلس بجواري، ويُجاذبني أطراف الحديث، ولم أستطعْ أن أمنعَ نفسي من التحدُّث إليه، حتَّى إنَّني بعد أن حدثته، تغيَّرت حالتي المزاجيَّة وابتسمت، بدا الأمرُ في البداية كتسلية وتعارُف، وأنني أخيرًا وجدت مَن يسمعني ومَن أتَحدَّث إليه، وهكذا اقتربت منه، وأعجبني كل شيء فيه، وأكثر ما أعجبني بصحبته: رجاحة عقله، وصدق نصحه، وكلماته الحانية الرقيقة التي كانت تأسرني.

كل شيء فيه تملكني وملأ عقلي وقلبي وكِياني، ولم أرَ رجلاً سواه، هكذا صادقته وصادقني، وأحببته وأحببني، وهكذا كنت أحتالُ على أهلي؛ كي أقابله في غير أوقات الدِّراسة، وشهدت الجامعة الكثيرَ من اللقاءات التي جمعتنا، والآن وبعد أن اجتمعنا على الحب، وعلى عكس كثير من النَّاس تزوجنا.



الزواج

هكذا تزوجته، وأنا أحلم بجنة على الأرض زواج عن حب، وليس أي حب، إنَّه حب مشتعل، ملأ كياني وكيانه، وامتلك قلبي وقلبه، ولكنَّني فُوجئت بالعكس، فبعد الزواج لم نجد الكلامَ الذي كنَّا نملأ به مَجالسنا من قبل، قد نفد الكلام، وبعد الزواج عامَلَني بطريقة لم أكن لأتوقعها، كان يَشُكُّ في ويُجَنُّ جنونه إن تأخرت، وكل كلمات حبِّه تلاشت، والأقسى من مُعاملته شكُّه وظنه السوء بي، بي أنا! أنا مَن وهبته قلبي، واخترته من بين كل الناس ليكون رجلي.



وجاء اليوم

وجاء اليوم الذي تأخرت فيه عند والدتي، وعندما عدت، هاجمني بكل قسوة، وبكل عنف، وصارحني بشكه، فاستَأْت وحزنت، ولم يُبالِ هو بِحُزني ولا باستيائي ولا ببكائي؛ بل قال: ولماذا لا أشك فيك؟! أولستِ أنت التي كانت تتحايلُ على أهلها وتكذبُ عليهم؛ لتخرجي معي وتقابلينني سرًّا؟! أولست أنت من سمح لي قبل أن نتزوج بأنْ ألمسَ يَدَيْكِ وأقبلها، وأن أُسْمِعَك كلَّ كلمات الحب والهيام؟! لم تَأبَي صُحبتي، ولم يَمنعك حياؤك من لقائي، فما الذي يثبت لي أنَّك كما صادقتِني، لم تصادقي أحدًا قبلي، ولن تُسول لك نفسك أنْ تصادقي أحدًا بعدى؟!

أنهى كلماتِه وكل كلمة فيها تنزل عليَّ كالإعصار، وكل كلمة صدعت جزءًا من كِياني، وفجأة شعرت كأنني الجبل الذي لا تقوى نفسي على تَحمُّله، فهويت على أقرب كرسي أمامي، وكدت أفقد عقلي، هل هذا هو الذي هويت؟! هل هو مَن كنت أفعل الأفاعيل، وأختلق الأقاويل فقط لألقاه؟! وكيف ألومه على ذلك، أولست أنا من أذللت نفسي من البداية؟!

أنا من تركته يُصاحبني، وقد قال ربى: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} [النساء: 25].

أنا من خنت أهلي، وكذبت عليهم؛ لأقابله، وها هو ذا يشك فيَّ، ويحطم حياتي؛ ولكن لماذا لَمْ يعطفوا عليَّ ويغمروني بحبهم؟! ولكن لا، ليسوا السبب؛ بل أنا السبب وحدي، فوالله إنَّ أوامرهم لم تكُن إلا لصالحي، وحتى حينما رفضوا زواجي به كانوا على حق؛ ولكنني أنا السبب، أنا مَن خان الأمانة، أنا من جعلتُ نفسي رخيصة، وقد خلقني ربي غالية، أنا مَن قضيت على نفسي بحبي الحرام، وليس أحدٌ سوايَ المخطئ، ولكن ماذا أفعل يا ربي؛ كي أكفِّر عن ذنوبي وآثامي؟ ماذا أفعل؛ كي أكفر عن خيانتي وكذبي وإهمالي؟

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- أحسنتم
محمد الرقب - الأردن 24-02-2011 03:55 PM

فعلاً، إنها قصة معبرة ورمزية تمثل الكثير من الحالات التي تتعلق بوهم الحب قبل الزواج

الشخص إن أحب فتاة فعليه أن يخبر أهلها لا أن يقابلها سرًا ثم يتلاعب بها

{وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}  هكذا علمنا القرآن الكريم.

شكرًا لكم.

3- اخذ العبرة
محمود حميدي - فلسطين 29-08-2009 12:48 PM
تحية وبعد لا شك ان المقالة رائعة والموقع متميز ولكن يجب ان نقص مثل هذه المواضيع على ابنائنا وبناتنا لاخذ العبرة من ذلك وكي لا يقعوا فريسة للغير وان لا يستغلوا ويكونوا موقعا للشبهة او الانحراف او الابتزاز.فيجب الاستفادة من ذلك لا مجرد كتابة فقط ودمتم والى الامام.
2- تسلمى
فداء - فلسطين 29-07-2009 06:57 PM

مقاله رائعه تسلمى عليها وبارك الله فيك اختى

1- ما شاء الله
وائل عبد الله - lمصر 29-07-2009 06:39 PM

اسلوب رائع وبسيط وبيوصف الواقع فعلا

هكذا الألوكه دائما تقدم لنا كل متميز

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة