• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أنة والد

مريم الهادي


تاريخ الإضافة: 4/7/2009 ميلادي - 11/7/1430 هجري

الزيارات: 9281

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
بني:
يا مهجة القلب ونور العين، ألم يأن الوقت لتعود إلى أحضان العائلة..؟

اعلم أني أخطأت كثيراً.. ظلمتك.. نعم، وشهدت روحك تذبح أمامي دون أن أفطن لذلك..! ألن تسامحني؟

فقط أريد أن أراك قبل أن يطوى سجلي بصفحته السوداء تجاهك .. ! أيرضيك ذلك، يسعدك، يجعلك تشعر بالانتصار تجاه شخص غرته الدنيا، ولبست له أحسن حللها، وسحبته الأيام دون أن يشعر، ولم يفق إلا على أعظم خسارة يمكن أن تحصل لإنسان، أو يحتملها وجدان، أو يستوعبها عقل..!

كانت إنسانة طيبة، خدومة، متفانية في عملها، استقدمناها من ديارها منذ ولادتك لتساعد أمك، الأم الصغيرة في ذلك الزمان على رعايتك، وبمرور الأيام وحسن تصرفها في كل الأمور وقيامها بشؤون المنزل بكل أمانة وجدارة، جعلنا نعتبرها واحدة منا، إذا مرضت قمنا على رعايتها، وإذا تضررت عائلتها على بعد المسافات قصّرناها في سبيلها، ومن حبنا وتقديرنا لها، وازدياد مسئولياتنا الوظيفية جعلنا نستقدم زوجها، الذي لم أرتح لرؤيته، وشعرت بانقباض حين استقبلته، ولكنه نهج نهج زوجته فاستغفرت الله على سوء ظني، ومشت بنا الحياة وأنا أكبر في مركزي وتجارتي، لأستيقظ يوما على هول المفاجأة وأراك فاقداً لدينك، للهجتك، لهويتك..!

يا إلهي، كيف مر الماء من تحتي ولم أشعر بمرور السنين، ونموك أمامي، بلغت السابعة عشر بلغة مكسرة ولكن ليس فيها ملمح عربي، وهيئة غريبة لم أتوقع أن أراها في نسلي، إنها صورة مؤلمة.. تدور بي الدنيا وتضيق على اتساعها، واسترجع ذلك اليوم الذي قرر فيه الزوجان العودة إلى أرضهما بعد طول خدمة لينعما بروح الحرية في وطنهما ويتمتعا بما جمعا.. عزّ ذلك علينا ولكن أمام إصرارهما وافقنا ورحلا محملين بمختلف الهدايا.. ولم يمر أسبوع إلا وكل يوم نفقد شيئاً ثميناً، ويستمر الفقد أشهراً ولا نجد له تفسيراً فهما فوق مستوى الشبهات، وحررنا المحضر تلو الآخر دون جدوى، لتأتي أكبر سرقة في التاريخ الإنساني، سرقة الإنسان بمحض إرادته..!

نعم كنت أنت المسروق هذه المرة، فقد سرقاك الخادمان منا ولم نرك إلا حازماً لأمتعتك لتلحق بوالديك كما زعمت، دافعت عنهما بضراوة غريبة .. ! متى استوليا عليك؟! متى تبنياك؟! متى غيّرا معتقداتك؟! متى شككاك فينا وفي كل ما يحيط بك..؟! لا أدري.

أأنت سعيد بعد مرور السنوات؟ هل فعلاً أصبح رنجو والدك، وسبينا أمك؟ هل تزوجت في أرضك كما تزعم؟ ألم يأخذك الحنين لفاطمة ومحمد ؟ ألم تتأمل وجهك في المرآة وترى الاختلاف في الشكل؟ إن عقلي يكاد يتنافر.. مما حدث و يحدث وما سيحدث..!

بني:
أذكرك بكل عزيز، وبكل لحظة سعادة عشتها في كنف العائلة، وأرجو أن ترحم ضعفي واحتياجي إليك، وأمك التي أوشكت على فقد بصرها، منذ فقدتك ودمعتها لا تنشف، وأنفاسها الحرى لا تتوقف..!

بني:
أسألك أن تعود إليّ، فلم يعد في العمر بقية، فيكفيني ما عانيته، أنت ربما عانيت باللحظات، ولكن أنا تعذبت وتمزقت إلى ذرات تذرها الأيام، في كل ثانية ودقيقة تمر بي أشعر بالاشتعال والتلاشي..! أيعقل أني سمحت بسرقة سويداء القلب ومهجته..؟ لا.. لا.. ذلك غير صحيح لقد خُدعت، غرتني الدنيا وتلون البشر، لم أعلم أن هناك بشراً بهذا السوء..!

بني:
أرجوك.. أرجوك، عد إليّ فأنا أحتاجك، وأريد أن تكون آخر صورة تغمض عليها عيني في هذه الدنيا الفانية هي صورتك..! فأرجوك اسمح لي بهذا الحلم الذي أقتات به في سود الليالي، وظلمة الأيام، وبرد اللحظات..!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة