• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

أين القصر؟!

أين القصر؟!
فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 30/10/2013 ميلادي - 25/12/1434 هجري

الزيارات: 3899

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أين القصر؟!


الطريق أمامه وَعْرٌ موحِشٌ، تتبعثر على جوانبه أشواكٌ تنغرس فِي الأقدام فتُدْميها، الضوء خافِتٌ لكنه يرتفع قليلاً مع كل خطوةٍ يقطعها السائرون، يبدأ الطريق بجمع من السائرين، لكنه في كل منعطف يفقد الجمعُ بعضُهم بعضًا، يعود البعض إلى أول الطريق ليسلك طريقًا غيره، وتُسقط آخَرِينَ الدماءُ والأشواكُ.

 

كان كلما نزع شوكًا من قدَمٍ، تألمت الأخرى من شوكة جديدة، لا يهتم كثيرًا فعليه أن يلحق بمن سبقوه، وعليه أن يكون أكثر صمودًا مهما نزع من أشواك، أو أزال من أوحال.

 

قارب منتصف الطريق، يتطلع إلى الأمام بغِبْطة، ها هو القصر يلوح من بعيد، يرى بعض من سبقوه يَصِلون إليه، كأنه يرى الأبواب تُفْتَح لهم، متى أصِلُ؟ متى أصِلُ؟!

 

يسمع صوتًا أمامه: لا تتوقَّفْ كثيرًا، حُثَّ السيرَ وَسَتَصِلُ.

يجيبه قائِلاً: أنت من تؤخرنِي؛ أنا أتبعُك وخطواتك البطيئة تبعدنِي عن السباق.

 

يسمع لأول مرة صوتًا من الجانب الآخر يقول: كف عن اتِّباعه، إنه يخدعك!

 

يلتفت متعجبًا، فيسرع الصوت: لن تصل أبدًا إلى القصر، ليس هذا هو الطريق!

 

يجيب: لكنني ألمح القصر، إنه في الأمام، أراه جيدًا!

 

إنه القصر المزَيَّف، انظر إلى الخلف، إلى الطريق الذي جئت منه، في نهايته ستجد القصر.

 

يلتفت قليلاً.

 

يسرع الصوت الذي أمامه محذِّرًا: لا تلتفت، أنت في منتصف الطريق إلى حُلمك، لا تذهب خطواتك سُدًى.

 

يجيبه: لا تتكلمْ أنت أرجوك، خطواتك غير متوازنة؛ مرة إلى اليمين، ومرة إلى اليسار، هلاَّ اعتدلت قبل أن تتكلم!

 

لا عليك منِّي، لا تَتْبعني؛ فأنا ضعيف أفقد توازني بسرعة، لكنى مُصِرٌّ على استكمال طريقي، خذ أنت خطواتٍ مستقيمةً، لكن لا تخالف هذا الطريق.

 

يظهر الصوت من الجهة الأخرى: أيها المخدوع، ألا تنظرُ حولك إلى المقتولين المغدور بهم؟ لقد تساقطوا من التعب والإعياء، ولم يصلوا إلى شيء!

 

• هذا لأن المكافأَة كبيرة، كانوا في طريقهم للفوز، وهناك من وصل فعلاً، رأيتهم أمامي.

• يا مسكينُ، لقد فقدوا حياتهم سُدًى ولم يظفروا بشيء، انظر إلى الأسى على وجوههم.

• لا أبصر أسًى، وإنما ابتسامة صافية!

 

• ليست ابتسامة النصر، بل سعادة بالخلاص من هذا العذاب! وإنك لو نظرتَ إلى الطريق الذي أشير إليه، لرأيت أفواجًا تقترب من القصر الحقيقي وتدخل إليه

 

تأخر كثيرًا عن صاحبه الأول، لكنه سمع صوته يحثه من جديد:

• انتبه، ليس للقصر طريقٌ غير هذا، انتبه، انتبه، انتبه (حتى بَعُدَ الصوتُ وغابَ).

 

ينظر للأمام، صار يرى الحلم بعيدًا جدًّا، يرى المتساقطين كُثُرًا.

 

يلتفت إلى الوراء، يرى في نهاية طريق العودة شيئًا لا يتبَيَّنُه، فيجيب الصوت الآخر:

كأنه قصر، لكنني حين أثَبِّت نظري عليه لا أرى شَيْئًا.

 

• لن تراه واضحًا إلا عندما تقترب، هيا عُدْ إلى الخلف خطوة، ستراه أوضحَ.

• لكنَّ الأشواك التي نزعتها قَبْلاً ستُدمِي قَدَمِي من جديد.

• لا، طريقُ العودة قطعًا أسهلُ، فقط جرِّبْ.

 

يتراجع خطوة وينظر أمامه، لا أرى شيئًا.

 

يَحُثُّهُ الصوت: عدْ إلى البداية، يجب أن تغادر هذا الطريق الموحش، انظر إلى الأضواء من بعيد، ستعود إلى الضوء وإلى الحياة، وإلى قصرٍ أشدَّ بهاءً.

 

يقف متردِّدًا يحدث نفسه: لكنني أعلم أين يوجد قصر الأحلام؟ قرأت عنه كثيرًا، وعلمت أن السالك إليه يجد أشواكًا وبلاءً لكنه بعد صبر وتحمُّل يعود الطريقُ مُخْضَرًّا مليئًا بالورود والرياحين! هل كنت مخطئًا حقًّا؟ هل هناك طريقٌ آخر يسلكه أصحاب الحكمة؟ لِمَ لا أُجَرِّبُ؟ لن أخسر شيئًا، قد يوصلني الطريق الآخر، لم لا؟ أيها الصوتُ: أين أنت؟ هأنا أعدو لأسلك دربًا آخر، لا تؤذيني الأشواك الآنَ، سأغادر درب الأشواك لأحصل على السعادة.

 

الآنَ يقفُ على بداية الطريق المقابل يتطلع إلى الأمام، يبصِرُ شيئًا لا يتبيَّنُه، يُثَبِّتُ عينيه، أين القصر الموعود؟ لا أرى شيئًا، أين أنت أيها الصديق؟ ألم تخبرْني أنني سأراه عندما أقف على أول الطريق؟

 

لا يَسْمَعُ الصوتَ ويرى تدافعَ الناس من حولِهِ، فيحُدِّثُ نفسه: سَأَمْضِي معهم؛ فقد يعرفون الطريق إلى القصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة