• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

فرصة يقظة

فرصة يقظة
أ. سميرة بيطام


تاريخ الإضافة: 26/8/2013 ميلادي - 20/10/1434 هجري

الزيارات: 6060

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فرصة يقظة


كان لعنوان تحمُّلي لقسوة الأيام أطولُ صبر مني، وكان لضعفِ كلام غير الأتقياء مللٌ وضجر من عفويتي الساذجة، وكان لعنف الكلام بغير حجَّة أصدقُ خلوةٍ مع الله في ألا أسمع ولا أرى عجبًا عجابًا، وألا أحلِّل وأفهم شريط الأحداث في ذاكرتي، لا لن أضيع في أقوالهم، ولا لن أنتهي تحت أنقاض نياتهم، ولكن لأعرف طول قامتي وعددَ سنوات عمري إن كان لزامًا أن أتجرَّع من كأس المِحَن، فعرَفْتُ أن عمر الحياة لا يقاس بانقضاء الأيام، ولكن بحجم تأثير التجارِب على كياني الآدمي؛ من تفكير وردود فعل لأحداث تأخذ من الصحة قوةً، ومن العقل رزانةً.. لكنها الحياة على حقيقة وقعها.

 

أحيانًا كنت أسخرُ من سخريةِ مَن لم يفهم عقيدتي، وبالمرة كنت أتراجع عن مثل هذا السلوك؛ لأنه لا ينتمي لقاموس أخلاقي، ولو أن فيه متنفسًا لي، فأنا بشر، ومن طبيعة البشر إتيان بعض التصرفات التي يهرب إليها طلبًا لرد الاعتبار، لكنه الخطأ؛ لأن اختيار الأحسن يكون من رزانة الأخلاق.

 

لتأتي لحظة يقظة أصحو بها على كظم الغيظ، هي من شيم الأتقياء، ولو أني لا أزال أدرس دروس الصبر والحلم مع أزمان مربية، لكني مللت من تكرار حفظ الدروس؛ لأن بداخلي تعبًا لم أتحرَّر من قيده بعد، ولكن مُجبَرة لا بطلة على أن أحفظ مكارم الأخلاق.

 

هل نفدت الكلمات؟ وهل انتهت أسطري بنقطة الختام؟


لا ليس بعد، حتى أنتهي من شرح دور لحظة يقظة، وكيف كان لها الدفع في أن أنهض من كبوتي!

 

كنتُ وقتها قصة أخرى، وكنتُ أقف حاجزًا منيعًا ضد إعصار النقيض لمبادئي، لكني تكسَّرت مراتٍ ومراتٍ في كل محاولة لتخطي موجة الإعصار، كنتُ أستعيد أنفاسًا من تحت الرماد؛ حتى ظن مَن تطاول عليَّ أني أنا من خلَّفتُ الرماد بعد أن انطفأتِ شُعْلَتي.

 

كنتُ أنسج مشروع نهضتي تحت الأنقاض، دون أن أُعلِن عن تصريحاتٍ من أني لا أزال أفكر، ومن التفكير شرح أني موجودة في الدنيا، هي حياة أخرى تحت ركام القهر وفوضى الأحداث.

 

لم أندَم على أني تصدَّيتُ للإعصار، لكني ندمت على أني لم أستعدَّ لهذا الإعصار، فمن الاستعداد ما يوفِّر عليَّ عناء احتواء تراجيديا الحدث، وللكلمة ثقلٌ على وزن إهدار القوة وزعزعة الثبات.

 

فلو لم يكن ذاك التصدي، لَمَا صنعت نهضتي تحت هولِ الخديعة، ومن الهول ما كان لزامًا لرد فعل سريع لأي طارئ، هي طبيعة الإنسان حينما يستشعر خطرًا أو خوفًا، إذًا لا ملام عليَّ ولا لوم مني على ما فات.

 

بكل صراحة حلمتُ كثيرًا وأنا تحت الأنقاض في ظلام دامس، بصراحة كتبتُ بقلم من رذاذ الضعفِ، خلفه رماد الانتهاء لزمن المواجهة، ولو بصراحة كنتُ سأصرِّح أني أنهيتُ كتابة أسطورة الظلم بشقِّ النفس، لكني استعنتُ بالله في أن أكتب محطَّات نهضتي بكل صدق ولو أن القوة نفدت وقتها، وبكل صراحة كنتُ صريحة مع نفسي في أني لم أعد قادرة على كتابة ما يلي مشروع نهضتي؛ فاكتفيتُ بالديباجة إلى حين.

 

كنت أكتب كلامًا جميلاً، لكني لم أكن أتذوَّق جمال ما كتبتُ؛ لأني من الوَهَنِ فقدتُ نكهة الذوق، ولم أشعر بها إلا وأنا أنتفضُ إلى ما فوق الأنقاض لأنفض غبار النهاية.

 

لم يكن سهلاً عليَّ أن أملأ فراغي بما ينفعني؛ لأني أَلِفْتُ أن أنفعَ الناس ولا أنفع نفسي، لكني في هذا الوقت من التحرُّر طلبتُ من اللاوعي أن يرحل عن عقلي؛ ليفسح المجال واسعًا لمشواري الطويل، وأحمد الله أنه منحني فرصة يقظة بزمنٍ وجيز؛ لأدركَ أنها لقطة جاءتني عن استحقاقٍ، ولو أن في الاستحقاق حظوة للاستيقاظ من غفلتي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- تحية للدكتور خاطر الشافعي
سميرة بيطام - الجزائر 02-09-2013 01:05 PM

وللدكتور خاطر شافعي تحية وشكر وتقدير لما يقدمه لي من تشجيع
شكرا لكم جميعا.

3- ألف شكر و تحية لتشجيعك
أ.سميرة بيطام - الجزائر 02-09-2013 12:23 PM

وأنا لا أمل من الإصغاء لرأيك لأنه مصدر إلهامي ولك ولكل القراء أبذل قصارى جهدي لتتمتعوا بفن الكلمة وإبداع الموقف والذي ينبع من قلب صادق و تجربة حكيمة معاشة.
ألف تحية لك يا حلا وخليك معي.

2- رائعة !
حلا - فلسطين 01-09-2013 10:56 PM

لا أملّ من زيارة صفحتك والنظر في جديدك أستاذة سميرة ..أصبحت من محبي قراءة كتاباتك .في قلمك روح حساسة تجذبني إلى احرفك ..بارك الله في قلمك ..

1- فرصة لا تُعوَّض !!!
دكتور خاطر الشافعي - مصر 27-08-2013 03:15 AM

لحظة يقظة فرصة لا تُعوَّض لسبر الأغوار ...
ونادرةٌ هي لحظات اليقظة تماماً كلحظات الصدق ...
ما أصدق حرفك أستاذة سميرة ...
بورك قلمك وجزاكم الله خيراً .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة