• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

لم يعد هو (قصة)

غادة هيكل


تاريخ الإضافة: 12/3/2013 ميلادي - 29/4/1434 هجري

الزيارات: 3069

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم يعد هو


تعوَّد على الانتقال، لا يقف في مكان، ولا يحمل ذِكرى، ولا يكنّ لشخص مودةً تدوم، هو صاحب موقف كعربةٍ تحمِل من الأشخاص الكثير، تَدور بهم، تقف في محطات حياتهم، لا تعبأ بمن يُحِب أو يكره أو يتألم، أو حتى يفرح، فقَدَ حلاوةَ الأشياء وطعْم الحلوى، ونسمة الليل، وذكرى العاشقين، لا، هو لا يعرف معنى العشق ومحبة العاشقين، فلم يُجرِّب تلك المنطقةَ، ولم يَعِها عقلُه، ولم يدقّ ما بين ضلعيه يومًا ليتذوّق حلاوتها، أصبح يعشق (الأسفلت) الذي يُرافق مسيره، وقضبان السكك الحديدية التي تحمله إلى محطات (البزنس، والمسرح الكبير)، الذي يُرافِق فيه وجوهًا جامدة لا بد من الابتسام لها، وحقيبة يملؤها بأشياء هي مُرافِقه الأوحد، عبَث بها، فلم يجد صورة لقريب أو صديق، بعض من الأموال والفيزا والموبايل واللاب توب هي الأهم لحياته، فرشة أسنان وبعض (الإسبرين) ومخفِّف للصداع، لا يحتاج إلى ملابس؛ فقد تعوَّد على شراء الجديد من كل مكان يَزوره، لحظة واحدة مرت، نظر بطرف عينه وكأن أعضاءه توقَّفت عن العمل، وعقله الذري تاه بين محطاته الكثيرة، سقطت سنوات عمره الأربعين بين نقاط الإطار الذي أخذ ببريق عينه في اتجاه آخر، حمله بثقل، جمدت ملامحه عند تعبير واحد لا يحمل أيَّ انفعالات، (تسمر) في مكانه كتمثالٍ بشري مرَّت عليه أربعة عقود كاملة دون أن يَلفت نظرَ المارِّين إليه، بالتْ عليه الدنيا وانهالت عليه الأتربة، وبعض (رتوش) من ألوان الصبية الصغار العائدين من مدارسهم، ورسَمت قلوبًا تحمل سهمينِ في طرفيهما أول حرفين لعاشقَين، هنا تغيَّرت ملامح وجهه، تذكَّر المكان والزمان وطرفَ السهم الذي يحمل أول حرف لاسمها، توجَّه نحو الشباك ليرى أن العالم يسير، وأن هناك حياة كان يُتقِن فنَّ تعامله معها، مدَّ بصرَه نحو شباك صغير على الطرف الآخر من الشارع، زاغتْ عينه بين الألوان المتماثلة، تذكر أنها هناك بعيدًا، وأن شباكها ليس هنا، وأن السهم الذي اخترق قلبه مرسومٌ على (بنوار) مسرح آخر، أعاد الإطار إلى مخبئه، ولم يعد هو.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة