• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

لماذا تحملته؟

علا الجمال

المصدر: تعليق وتقويم: أ. شمس الدين درمش.

تاريخ الإضافة: 1/4/2007 ميلادي - 13/3/1428 هجري

الزيارات: 6717

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
رن جرس الهاتف، وكان المتحدث يوسف، وبعد السلام، دعاني لمنزله محدِّداً اليوم والساعة.. أغلقت الخط وأنا متعجب؛ لماذا دعاني يوسف؟! لقد كان ينظر إليَّ طَوال الدرس والكره يشع من عينيه، وعندما كنت أقول: بسم الله الرحـ... وقبل أن أكمل كان وجهه يصفرُّ، وينظر إلى الأرض والغيظ يملؤه، كأن بداخله بركاناً يوشك أن ينفجر، إننى أشك في إسلامه وأكرهه..

هل أسلم للهرب من بلده؟ ربما ارتكب جريمة في بلده وجاء للاختباء في بلدي التي تعامل الأجانب معاملة محترمة، أو ربما أسلم للزواج من المسلمة الثرية التي تعرَّفها في بلده وتزوجها.

عرفت يوسف في المركز الذي أدرِّس فيه العربية للناطقين بغيرها، وكنت أعامله برفق شديد، وكلما تجهَّم لسماع كلمة الإسلام أغير الموضوع؛ حتى لا أثير غضبه، لا أعرف لماذا؟ فأحياناً تختلط عليَّ مشاعري، فهل أنا أتحمله لأنني أريد أن يحب الإسلام والمسلمين؟ أم أنني أتحمله كي لا أفقد عملي؟ أم كي أكتسب سمعة طيبة؟ أم بسبب ماتربَّيت عليه منذ صغري؟ حيث كانت أمي تضربني بشدة إذا ضربت أحداً من أولاد الجيران، وتقول لي: لا تسبب لنا المشاكل مع الناس.. حقيقة لا أعلم جواباً عن هذه الأسئلة.

ولكنني كنت أحياناً أتعجب من أصدقائه المسلمين، الذين يحبون الإسلام، وكانوا يسألونني قبل مجيئه عن بعض المسائل الدينية بشغف ورغبة، وعندما يدخل الفصل يصمتون؛ احتراماً لكراهيته للدين، وأحياناً كانت تلتقي عيناي بعيني عبد الله زميله، كأنني أقول له إن يوسف منافق، وهو يبادلني نفس الإحساس، وبرغم ذلك عرفت من زميل لهم أنهم يجتمعون معاً كل أسبوع فى منزل أحدهم، وتساءلت في نفسي: كيف لا يؤثرون فيه؟

وأحياناً كنت أخرج عن شعوري عندما أراه، وأقول في بداية الحصة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وأنا أعنيه، ثم أشفق عليه عندما أرى اصفرار وجهه، وأهتم به اهتماماً زائداً، ثم فوجئت بعبد الله وقد أتى بطفله معه - لظروف خاصة - وهو يعتذر لي، فقلت له: لا بأس بحضوره في الفصل؛ فأخذه يوسف برفق شديد، وأجلسه على حجره، وربت عليه بحنان بالغ، لم أره من قبل على ملامح وجهه، وترك الطفل يكتب بالقلم كما يشاء على الكتاب مما ضايقني، ولكنني لم أتكلم؛ فهو -كما يبدو لي- لا يحترمني، ولا يحترم المادة...
وعندما انتهى الدرس حاول يوسف فتح الباب؛ ولكنه لم يفتح فتقدمت لأفتحه، وقلت: باسم الله؛ فانفتح الباب، وشعرت بالانتصار، وانتابه خجل طفيف.

وقبل انتهاء الكتاب المقرر طلب مني يوسف أن أدرِّس له في منزله؛ فرفضت؛ ظناً مني أن ذلك خيانة للمركز؛ فقال لي: سأترك المعهد حتى إذا رفضت؛ فوافقت، وعندما عرض عليَّ أجراً سخياً رفضت بشدة، برغم احتياجي الشديد إلى المال، فأمي مريضة بمرض عضال، وتراكمت الديون عليَّ، ولكني لا أستطيع أن آخذه رغماً عني..
وقلت له: أرجوك لا تسبب لي القلق، وعدم الراحة النفسية، والشعور بالذنب؛ فنظر إلي متأثراً وقد لانت ملامح وجهه وصمت..
واليوم ها هو يدعوني إلى بيته لا أعلم لماذا؟

ذهبت إليه، وعندما دخلت البيت، فوجئت بكل الطلبة في حفل صاخب، ثم فوجئت بيوسف يعانقني بشدة ويقول لي: أنت هكذا، رافعاً سبابته لأعلى، لقد أحببت الإسلام بسببك، لأول مرة أرى مسلماً طيباً، فمنذ قدمت إلى هنا لم أرَ إلا القسوة، ثم انفتح في الكلام يشكو قسوة الناس، وقسوة شرطي رآه يضرب لصاً بوحشية..

وقال: تقولون الإسلام، أين هذا الإسلام؟! إننا أفضل منكم، وأرحم منكم، وأنتم كذَّابون، كل كلامكم كذب، ومجاملاتكم كذب..

فقلت له: اعذرنا ربما هذا بسبب الفقر وضغوط الحياة، والأفضل ألا تعاشر المسلمين حتى تقرأ عن الإسلام.

حقاً؛ لقد نجح الاستعمار ومعاونوه من الببغاوات العرب على مسخ الشخصية المسلمة، فلا هي تتبع الإسلام، ولا تتبع الغرب في خيره..
ولكن شيئاً آخر.. حتى أنا، الله أعلم بي، لماذا تحملته؟

تعليق وتقويم أ. شمس الدين درمش على القصة

قصة لها إيجابيات كثيرة، فأفكارها مرتبة، وعرضها مشوق إذ لم تعرفنا الكاتبة بشخصيتها حتى نهاية القصة، والأخطاء الأسلوبية لا تذكر، وإبداء الرأي في بعضها لا يقلل من أهميتها.

- من العبارات التي يحسن حذفها: (وكان المتحدث يوسف، وبعد السلام)، لأن في سياق السرد ما يؤدي معناها.

- عبارة (وأقعده على حجره) الأفضل أن تكون (في حجره)؛ لأن (في) الظرفية أدلُّ على الاحتواء في معنى الحجر، بعكس (على) فيدل على الاستعلاء الحسي أو المعنوي.

- فكرة انزعاج يوسف من البسملة والتعوذ قد توحي إلى القارئ أن يوسف من فئة (اليزيدية) الذين يقدِّسون الشيطان، أو من عبدة الشيطان الجدد. فهو يمكن أن ينزعج من الحديث عن الإسلام عامة، أما التخصيص بالتعوذ فله إيحاء خاص.

- فكرة عدم انفتاح الباب فكرة سطحية لا تخدم القصة، لأن هذا الباب يدخل منه يوسف ويخرج باستمرار، فما معنى عدم انفتاحه، وربط الانفتاح بالبسملة غير موفق أيضاً؛ لأن الباب ينفتح بدون بسملة، وما حصل ليست كرامة خارقة للعادة.

- تُنصح الكاتبة بحذف السطرين الأخيرين من القصة، وربط تخلف المسلمين بالاستعمار في سلوكهم. نعم الاستعمار له دور سياسي في تمزيق بلاد المسلمين، ولكن لا علاقة له بسلوك الأخ مع أخيه والجار مع جاره.
وفي القصة يُترك للقارئ أن يتوصَّل إلى الفكرة ويتأثَّر بها من خلال السرد دون أن يلقِّنه الكاتب ذلك..

ولعل الكاتبة تقرأ مزيداً من القصص القصيرة لكتَّاب معروفين وتتمرن على أسلوب التركيز في العبارة وتكثيفها والله الموفق.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- جزيتم خيراً
أمل - السعودية 12-05-2007 02:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله ....

بارك الله فيكم جميعاً ..



دمتم بود ..
1- شكراً
علا الجمال - مصر 03-04-2007 01:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً أستاذ شمس الدين لحضرتك وأستاذ أيمن
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة