• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ألم تنفعلي؟!

صباح نوري الضامن


تاريخ الإضافة: 21/11/2012 ميلادي - 7/1/1434 هجري

الزيارات: 4515

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ألم تنفعلي؟!


ألم تَنفعِلي؟!

 

(قالت وهي تَشرَق بالدمع).

 

قالت: أين دمعُ قلمِك؟ أما باتَت له أعين تَذرِف؟!

قالت: أو حتى أين رصاصُه الذي عُبِّئ مِن غضب السنين ووجَعِ النكبات؟

قالت: أين رائحة احتِراق جمرِك، الذي اشتعَل ويَشتعِل مِن فؤادك المُتشظِّي؟

قالت: أين؟ وأين؟ ألا ترَين ما يَحدُث في غزة؟ أم أنك صرتِ كمَن أودَع أقلامه في قراب الحزن؟

 

قالت، وأوجعت: ألم تَنفعِلي؟! انظري إلى تلك الأشلاء وتلك الدماء تتجمَّع في غيوم فوق سماء الوطن، ألن تُمطِري غضبًا لأجلها؟!

 

ألَمْ تَنفعِلي؟!

وآهٍ مِن براكين الحزن التي تُوقِد نيران الغضَب، فهي لم تنَم ولا استَكانتْ ولا جَبُنت، إنها تَنفعِل في كل ثانية.

 

إن تلك البراكين الغاضبة قد وضعَت القلب في كفٍّ تحت وهَج الحقائق؛ ليَحكي بنبضِه، ليقول: متى وكيف سيَنفعِل، ولِمَ؟

 

أتراه سيَنفعِل لما يَرى عربَدة الضِّباع مِن آلة بني صهيون تجتمِع على أبرياء الوطن؟

 

أم تُراه سيَنفعِل من صوت تصفيق أجنِحة الجوارح مِن شرق وغرب لسقوط ضحايا أبرياء؟

 

أم تراه سيَنفعِل مِن مرأى نيوب الذئاب بارِزة تبتسِم باصفرار، تُعين بعوائها منذ زمن عربدةَ الضباع، وتصفيقَ الجوارح؟

 

أم تُراه سيَنفعِل مِن مرأى أذناب الغرب التي تضخَّمت يومًا بعد يوم، وما عاد جِسمها يَحملها؛ فبات قطعها واجبًا!

 

دومًا يُصاحِب العقلُ والقلب والجوارح الحزنَ، ويَسقيه مِن دمع ودم وعَون وغضب وثورة، دومًا ولا تتراخى أذرعته، ولا تتهرَّب مِن طرُقات الوعي والمشاعر والعمل على أبواب النفس المُسلِمة الأبية.

 

فلا تَعتبي، وأي عتب لمن جابَت روحه ميادين الحزن وركامات الغضب، وعبَّأها مِن مداد السنين الغادية والرائحة، وكتَب فيها كتبًا ومجلَّدات؟! أي عتب؟!

 

منذ زمن اهتدى القلب لصناعةٍ استَعان بالباري في رعايتها، أقام في العقل منهجًا كاملاً وسطَّر مِن رصاص الغضب والألم والتشرُّد كتُب مُقاوَمة.

 

• بنودها: تعلَّمْ دينك؛ لتُعلِّمه لكل الناس في كل مكان.

• بنودها: لا تَنمْ وهم مُستيقِظون.

• بنودها: اعلُ بهمَّتِك وثابِر ولا تَفتُر؛ فهمَّتُك ليست تفضُّلاً بل واجبًا.

• بنودها: ازرَع قيمًا؛ فالنشء لَبِنات البناء تَنتظِر صانع خير.

• بنودها: ثَغرُك أمانتك، فلا تُضيِّع الأمانة.

• بنودها: ابنِ بالعمل قبل القول.

• بنودها: غَيرُك قبل نفسِك.

• بنودها: قوَّتك ليست منك، فلا يغرنَّك نجاح.

• بنودها: لا تحقرنَّ فكرةً ولا عملاً ولا يدًا تَعمل.

• بنودها: تمسَّك بالمبدأ الخيِّر والعمل الخيِّر، مهما عربَدت الضِّباع، وصفَّقت أجنحة الجوارح، وعَوت الذئاب، فهي لن تستبيح عزمات ولا تُوهِنها.

 

وخرجت توليفة مِن هذه البنود تَهدي بالقرآن، وتعلم بالقرآن؛ ليَخرج جيلٌ محمديٌّ يَتلو ويَبني في أفئدته المُستنيرة الربانية مصانعَ صغيرة تُقيم أممًا في أُسَر صغيرة، وهكذا ننفعِل.

 

فانفعالنا ليس وقتيًّا، فهو يَسري مع دمائنا ليقول لكل قطرة: سيري، ودبِّي في عروقنا حياة، ولتُحيي بالتعليم ولتُشيِّعي شهداء النصر في كل حين بنور هذه الوعود الصادقة، ولتُخبِري أن انفعالاتنا لا تَخرج مع كل عُدوان فقط؛

فهي هنا وقود دائمٌ؛

لهمَّة دائمة،

وبناء دائم،

وتعليم دائم،

ووقوف دائم على ثغورنا المتنوِّعة.

 

انفعالاتنا أهداف موجَّهة توجع بالعمل، وإنْ صاحَبَها المداد، فذاك لأنه يُريد التوجيه، ويُريد التذكير، ويُريد المسانَدة.

 

انفعالاتنا ستُرسِل في أجنحة الزواجل أننا أمة تَعرِف كيف تُقاوِم، فقد انقضى زمن الكلام يا أمة القلم والسيف والبناء، فانفعِلي عملاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة