• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

قصة حب

سعيدة بشار


تاريخ الإضافة: 29/5/2012 ميلادي - 8/7/1433 هجري

الزيارات: 6179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة حب


كمْ أسعَدها طلَبُ صديقَتِها، شَعرَتْ بتلك الثِّقة التي وضعَتْها فيها، وكيف لها ألاَّ تَفرَح وهي تُساعِد صديقتَها الوحيدة في قضيَّة مَصيريَّة كتِلْك؟ امرأة جَديدة ستَدخُل إلى عالَمِهم، وهم لا يُريدون أنْ تُشتِّته أيَّةُ داخِلة، كان مَطلوبًا زوجةٌ على دِين وخُلُق، تَحترِم قَداسة العائلة وتَرابُطَها، تَتفهَّم أنَّ للدِّماء التي تَربِط حِضنَ العائلة التي ستَدخُل إليها حُرمةً وقَداسة لا يجب أن تتقطَّع أبدًا... لأيِّ سبب كان.

 

كانتْ مهمَّةً صعْبةً... إيجاد مثْل تلك الزَّوجة لأخِ الصَّديقة الوحيدة، كَمْ أفرَحتْها تِلكَ الثِّقَة!

 

بحثَتْ بحَماسٍ وتَفكيرُها مُركَّز على المُواصَفات المَطلوبة، هلْ كانتْ في أيَّام البحْث تِلكَ تَسْتشعِر ولو للحَظاتٍ مآلَ كلِّ تلك الأحْداث؟ هل مرَّ ببالِها أنَّ القدَر قد سطَّر مُنذ الأزلِ مُفاجآتٍ أُخْرى لم تَخطُر على بال أحد؟ هل أشْعرَها حدْسُ الأُنثى أنَّ ذاك الذي كانتْ تبحَث له عن زَوجة سيَكون زوجَها هي، وحبيبَها، وكلَّ أفراحِها القادمة؟ هل كانتْ تَشعُر أنَّ ذاك الذي كانتْ تَسعى لإسعادِه دون أن تَعرِفه أو تَراه، سيَرسُم لها تفاصيل سعادتها وحياتها؟ وسيَكون لها الحِضْنَ الذي سيُعوِّضها عن غياب الأب، ويَحتويها لِيُصبح أباها، أخاها، صديقَها، حبيبَها، زَوجها، حُبَّ الدُّنيا بأكمَلِها؟!

 

هل كانت تَشعُر بكلِّ ذلك؟ لا أظنُّ! لو راوَدها أيُّ شكٍّ في ذلك، ما أجهَدتْ نفْسَها أبدًا في البحْث عن زَوجة لمَن سيُهديها السعادة مَلفوفةً بحُبِّه الذي لا يَزال لها إلى اليوم، حتى بعد رحيلِها!

 

هل كانت تَشعُر كذلك أنَّ حياتها ستَكون قصيرةً أيضًا؟ لا أظنُّ؛ لا أحَد بإمكانه أن يَشعُر بحُدود عُمرِه.

 

ذهبتْ ذات يوم لِتَزور صديقَتها، لم تَدخُلا إلى البيت، ظلَّتا جالِستَين على دَرَجِ المدخَل... تتحدَّثان... ربَّما عن سِيَر المُرشَّحات، أو... لا أدري... ما أَعلمُه أنَّ حديثهنَّ كان طويلاً جدًّا، لم تَشعُرَا بالوقت يَمضي، ولم تَشعُرَا كذلك أنَّ الأوان قد حان لبِداية القصَّة التي لم يَتوقَّعْها أحد، عاد الأخُ مِن عمَلِه، ولم يَشعُر هو أيضًا أنه سيَكون بعْدَ خُطواتٍ على مَوعِد مع... زوجتِه! تلك التي ستَرسُم له أيضًا تفاصيلَ سعادتِه القادِمة، وأحزانِه القاصِمة بعد عُمرٍ قَصير سيَمضي كلمْحِ البصَر، وتُخلِّفه وراءها حُطامًا لا يَزال يُحاوِل لَمْلَمةَ شَتاته إلى اليوم!

 

كم كان غَريبًا لقاؤهما! وكم كان حاسِمًا تَقاطُع نظراتِهما! كلُّ شيء مرَّ بسُرعة.

 

قبْل أن يَصِل إلى دَرَجِ المَنزِل لاحَظَ أخته جالِسةً مع غريبة إلى جانبها؛ ارتبك؛ هو الذي لا يُحبُّ رفْع عينَيه أمام الغريبات، غضَّ بصَره بسُرعة، وأطلَق العِنان لقدَمَيه المُرتبكتَين، انكمشَت المُراهِقَتان إلى جِهَة مِن الدَّرَج لِيفسحا له المَجال، أسرَع الخُطى، وقفَز فَوق الدَّرَجات، ربَّما كان قلْبُه يَنبِض عِند المُرور بشدَّة، وربَّما قلْبُها كذلك، سلَّم عليهما دون أن يَرفَع صوتَه، ماذا كان يجول في خاطِرهما يا تُرى في تلك اللَّحظات؟

 

لجأ إلى غُرفته، واستمَع إلى حديث قلبِه المُضطَرِب، وتَساءل كثيرًا، انتظَر دُخول أختِه إلى البيت بعدَما غادرَتْ صديقتُها، لم يُراوِغ كثيرًا؛ هو الذي لم يُحسِن المُراوَغات يومًا، سألَها عن جَليسَتِها، عن كلِّ تَفاصيلِها، وكخِتامٍ للجلْسَة سألها عن رأيها فيها... كم هو قَصير عُمْر الأفراح!

 

أهْداها الحُبَّ، والحَنان، والوفاء، أمسكَ بيَدِها برفْق، ساعَدها على الارْتِقاء درجةً درجَةً دون إِكراه، لم تَكنْ راغِبةً في الحِجاب، ولا في الالتِزام كما كان يَراه، لكنَّه عرَف كيف يَكسِب قلْبَها، وكيف يُقنِعُها دون أن يُعنِّفها؛ فالْتزمَتْ كما لم يَكنْ يَحلُم، وأهدَتْه مع ذلك حبَّها، ووفاءَها، وظلَّتْ إلى جانِبه في أسوأ حالاته، وأوضاعِه، وحمَلتْ في قلْبِها هُمومَه وآماله إلى آخِر لحْظةٍ مِن حياتِها!

 

كَمْ تَعْجِز الكلماتُ عن سرْد قصَّتِهما!

 

أهْداها كلَّ أحلامِها النائِمة، أَيقظَها فيها؛ لِيهدِيَها إليها تباعًا!

 

كَمْ كانت قصَّتُهما رائعةً!

 

على غَير مَوعِد بدأتْ قُواها تَتراجَع وتَذبُل، هي الشابَّة في مُقتبَل العُمرِ، وبدأتْ تَرفُض الطَّعام إلا ما كانت تُطعِمه إيَّاها ابنتُها، التي كانتْ تتودَّد إليها مِن أجْلِ قَبول بعض اللُّقَيمات، ودون أنْ يُدرِك أحدٌ بعْدُ حَقيقةَ ما يَجري، وقبْل ظُهور نتيجة التَّحاليل الطبيَّة مَرِضَتْ بشدَّة ذات مساء، صلَّت المَغرِب، وانْزوَتْ في غُرفتِها تَنتظِر العِشاء، لم تُدرِكْها العِشاء، ولم تُصلِّ، فاجَأتْها أزْمةٌ حادَّة وشلَّتْ كلَّ حركة فيها، أَسرَعوا بها إلى المُستشَفْى، كلُّ العلامات كانت تُنبِئ بقُرب الرَّحيل، لم تَصِلْ إلى المُستشفَى؛ ماتَتْ في سيَّارة الإسْعاف!

 

كَمْ هو غريب؛ الموت!

 

مَضتْ هِيَ إلى ربِّها، ولا يَزال هو يُلَمْلِمُ شَتات قلْبِه، وعُمرِه، وأفْراحِه المُنكَسِرة.

 

عامان مَضَيا منذ رحيلِها، كَمْ تُؤلِم الذِّكْرى!

 

ولا تَزال ذكْراها في قُلوبِنا، وفي قَلبِه!

 

إليكُما "محمَّد" و"رزيقة"، أُهدي إليكما قصَّتَكما؛ قصَّةَ حُبِّكما!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- ولأنها قصة واقعية..
صفية - الجزائر 11-04-2013 02:27 AM

ولأنها كذلك.. من وحي الواقع كان القلم والشعور والفرح والألم,, كان اللقاء الجميل والفراق المر.. ولأنها كذلك.. نحمل أكف الضراعة لمن قال بها وقالها.. كذلك حكايا الكبار وكذلك الحياة الدنيا.. وكذلك الآمال والآلام صفحات مخضوضبة من الحزن والصبر.. رحمك الله رزيقة.. الصبر والقوة محمد.. رأفة بأولئك الصغار.. ثمرة الحب التي لم تذوي.. ولكا لقاء في الجنة...

2- و لا تكون قصص الحب إلا هكذا
ابراهمي - المغرب 29-05-2012 08:53 PM

لا تكون قصص الحب إلا مضمخة بالمحن والآلام، لأن أهل الصدق ممتحنون، وأهل الحب أولى الناس بالصدق، قال علي الطنطاوي رحمه الله: كم ذا يعاني العاشقون ويألمون. ولإن كانت حياة العاشقين ألما فلسوف تكون آخرتهم وهي الحياة حقا سعادة وفرحا ونجاة، والشرط أن يعف العاشقون ويكتمون أو يسلكون سبل الشرع الواضحة. بارك الله للكاتبة في أسلوبها وفتح لها طريقا إلى العلم والعمل.

1- أليمة هذه النهاية
محمد الرقب - الأردن 29-05-2012 12:16 PM

جميلة هذا الحرْف المخضّل بدمع الشعور...

الألم والحبّ صديقان لا ينفصمان..

في البَدْء كان الحبّ، وفي خضمّ طهره زُرعت أزهارُ فوّاحة... وفي النهاية كانَ الموت... الموت الذي يأتي على كلّ شيْء!!...

أسأل الله تعالى لها المغفرة... وله الصبر والسلوى ولك القلم الذي يأتي بالخير دوما

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة