• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الاغتسال المتأخر (قصة قصيرة)

الاغتسال المتأخر (قصة قصيرة)
ابتسام فهد


تاريخ الإضافة: 17/1/2012 ميلادي - 23/2/1433 هجري

الزيارات: 8945

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاغتسال المتأخر

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

لماذا لا تَبتسم له الحياة؟ ظلَّ هذا السؤال اللَّحوح يتردَّد داخله كلَّما واجهتْه مشكلةٌ ما عجز عن حلِّها، هو الذي تيقَّن أنه ذو حظٍّ سيِّئ، يجعله عُرضةً للأمور المزعجة والصَّعبة.

 

ها هو يُلقي بجسده المنهَك على الأريكة، يضَعُ رأسه بين كفَّيه، هامدًا، في وضعٍ يُشبه سقوط المصائب! لَم يستطع حتَّى الآن أن يحلَّ مشكلة ابنه الذي شكَتْ منه إدارة المدْرَسة؛ لكثرة مشكلاتِه مع زُملائه ومُعلِّميه، والتي سبق وطالبَتْ بحضور وَلِيِّ أمره؛ لكي تناقش معه انخفاضَ مستوى ابنه الدراسيِّ، استجاب أخيرًا وذهب إلى المدرسة برفقة ابنه البالغ من العمر ثلاث عشرة سنة، ولَم يُثمِر لقاؤه مع مدير المدرسة هذا الصَّباحَ بشيء؛ فقد بدا له أن لا حلَّ مع ابنٍ كهذا سوى التأديب؛ مما جعله يستأذن المدير الذي أخذ يسرد أخبارًا سيِّئة عن الابن، مصطحبًا ابنه إلى المَنْزل؛ لِيقدِّم له ضربًا تأديبيًّا، استعان (بعقاله) لإتمامه!

 

لقد صبَّ جامَّ غضبه على جسد ابنه الضعيف، ورغم كلِّ محاولات الأمِّ لإيقاف هذا الضرب (التعذيبِي)، فإنَّ الأب كان يقوم بهذه المهمَّة بلا شعور، وكأنَّ شعوره مغيبٌ تحت وطأة الغضب والألَم!

 

رفعَ رأسه بعد أن هدأ، وأخذ يتنفَّس ببطءٍ وهو يَشعر بأنَّ ثقوبًا في جسده تُواجه أفواجًا من الذِّكريات المؤلمة والتي لا طاقة له على محاربتها أو منعها من الدُّخول، والعبث بكلِّ ذرَّة في كيانه.

 

لقد جرَّب هذا الضرب مئات المرَّات من قبل، وبأدوات مختلفة، أشد ألمًا، وأكثر خطورة من (العقال) وبرحمةٍ إلهيَّة ما زال يعيش! بل وأنجب ابنًا لن يضرَّه ما أخذه اليوم من ضربٍ كان جدُّه يذيقُ والده أضعافًا مضاعفة منه!

 

تنفَّس الصُّعداء ونهض يتساءل: متَى تبتسم له هذه الحياة؟

لكنَّها لن تبتسم على الأقل في هذا اليوم المليء بالصعوبات؛ ففي زيارةٍ منه لوالديه بعد صلاة العشاء، أخذ يَسْرد مشكلات ابنه، وما فعله اليوم؛ كمحاولةٍ لحلِّ أو إنهاء هذه المشكلات بالأصح، ولم يجد إلاَّ مباركة أبيه لهذا الحل المثالي، مع دفعة جافَّة من التحفيز والتشجيع التي لَم يشهدها يومًا: (كفو وأنا أبوك، ما كبرك وربَّاك وخلاَّك رجَّال إلا هالعقال!).

 

ابتسمَ ابتسامةً صفراء، مُحاوِلاً الفرح بهذا الثَّناء والتشجيع المملوء بالذِّكريات المؤلِمة!

 

استأذنَهم بعد اتِّصالٍ من زوجته تَطْلب فيه بعض المتطلبات للمَنْزل؛ مِمَّا دفع بوالدته لتغيير نَبْرة صوتها إلى الحزن: "اجلس معنا يا ولدي، نحن أهمُّ من أيِّ شيءٍ آخَر"!

 

صرخَ في وجْهِها الوالد: "دعيه يذهب، ألاَ ترَيْن أنَّه مشغول!".

 

أخذ ينظر إليهما، وإلى هذا الشيب الذي يغزو شعر ولِحْية أبيه، ويمسح على خُصل أمِّه القليلة التي صمدَتْ في وجه الزمن ولَم تسقط، ثم طأطأ رأسه في حزنٍ غريب، وكأنَّ شيئًا ما يخترق ذاكرته، ويعبث بِها، ولأنَّه يحاول مقاومة ذلك الشيء؛ قام مودِّعًا والدَيْه بعد أن طبعَ على رأسيهما وأيديهما القُبل.

 

كان يقطع الشوارع المزدحِمة، وتتمثَّل أمامه صورةُ ذلك البيت القديم الذي تصدَّعت جدرانُه من كثرة الصُّراخ والبكاء والعويل، لَم يعرف يومًا معنى الاستقرار الأُسَريّ، ولَم يُجرِّب في حياته الحبَّ، لطالَما تساءل في بدايات شبابه: هل يوجد فعلاً ما يُسمَّى بالحبِّ؟ ذلك الذي يتسمَّر أمام التلفاز ليشاهده في فيلمٍ ما، أو يَقْرَأَه في رواية عاطفيَّة، يغلق دفتَيْ كتابها بحسرةٍ ومرارة!

 

أخذ يغمض عينيه في ألَم، وهو يستمع لتلك الأصوات القديمة والمخيفة التي كان والدُه يُزلزِل بها المَنْزل حين يغضب، ثم ابتسمَ بسخريَة، وهو يتذكَّر أنه لَم يرَ والده هادئًا قطُّ، فهو المكفهِرُّ المقطَّب الجبينِ دائمًا، ولَم يزده عذابًا إلاَّ تلك الصورة السوداء لأمِّه وهي تبكي، وقد تلقَّت ضربًا من أبيه إثر خلافٍ تفاقمَ بينهما، هُما اللَّذانِ ظلاَّ يعيشان خلافاتٍ ظنَّها مزمِنة، ولا دواء لها.

 

لَم يكن يرى معاملةً جيِّدة من أبيه لأمِّه، أو له، أو لإخْوته وأخَواته، ولَم يسمع من أمِّه كلمة طيبةً عن أبيه، كان يتعجَّب من هذا النُّفور بينهما، يتعجب! إنَّه كان وما زال يعيش ذهولاً وأسفًا شديدًا على هذا الحال.

 

بلع غصَّة ومرارةً تتصاعد في حلقِه حين اقترب من المتجر، وبعد أن أوقف سيارته وترجَّل منها، أخذ يجرُّ خطواتهِ كعجوزٍ شارف على إنهاء عقده السابع، بينما هو لا يزال في الأربعين من عمره.

 

بعد أن ابتاع كل المتطلبات التي بعثَتْها زوجته في رسالة عقب مهاتفتِها له، لَم يكن ينقصه سوى ذلك المنظر الذي هزَّ وجدانه، وكان الشعرة التي قصمَتْ ظهر البعير! شابٌّ في مقتبل عمره يُمسك بيدِ فتاة وهما يتبضَّعان معًا بحميميَّة وانسجام، ويبدو أنَّهما تزوَّجا منذ فترة قريبة.

 

أطال النَّظر إليهما، وفي كل رمشةٍ يرمشها تتجسَّد مئات الأُمْنيات والحسرات، حتَّى أغمض عينيه، وزفر زفرةً طويلة ظنَّ بعدها أنه أخرج كل ذرات الأكسجين الموجودة في جسده، وتتنقَّل بها خلاياه.

 

عاد لسيارته يحمل أكياسًا بيده، وأطنانًا من الألَم في قلبه، هو الذي يشعر في هذه اللَّحظة بأنَّ الحياة تبتسم في وجهه، لكنَّها تبتسم بسخريةٍ عليه وعلى عمره الذي ذهب أدراج الرياح، ولَم يحمل الكثير من السعادة!

 

أدار محرِّك السيارة، وأمسك بِمِقوَدِها، وأحلامُه النرجسيَّة - التي لطالَما داعبَتْ خياله - تتقافزُ أمامه، وتَحُول بينه وبين الرؤية، لَم يكن يحلم تلك الأحلام الفارهة التي لا تتَّسِع حالتُه الاجتماعيَّة والمادية لها، ولم يكن يريد حياةً مثاليَّة خالية من المنغصات، كان يحلم بدفءٍ يَقِيه برد مشاكله الخاصَّة، ويحلم بكلمةٍ طيِّبة تربت على كتفه في الأيام الصعبة، وبحضنٍ ينتشله من خوفه وحزنه في اللحظات المؤلِمة، كان يحلم بالحبّ، بحياة زوجيَّة جميلة، كالتي كان يُشاهدها أو يسمع عنها أو يقرؤها، لكنَّه هو المصاب بِعُقدة الخوف من المرأة، والكره الذي خلَّدَه ما ترسَّخَ في ذهنه من أنَّها سببٌ أوَّلِي لنقص رجولته!

 

هو الذي ضُرب مراتٍ عدَّة، وبقسوة مفرطة؛ فقط لأنَّه قام باللعب مع أخَواته، أو مع بنات عمَّاته وخالاته؛ بحجَّة أن الرجل لا يلعب مع النساء، ولا يخاطبهن، ولا يجلس معهن، لكنه لَم يكن رجلاً آنذاك ولَم يَكُنَّ نساءً بعدُ! كان طفلاً يحمل قلبًا نقيًّا، يجد في اللعب مع الفتيات الصغيرات دفئًا ورقَّة لَم يجدها في تعامُل والدته معه، هي التي كانت تقوم بضربه أيضًا، وتكسير كلِّ مقوِّمات الثِّقة في نفسه حين تنعتُه بأنَّه الوجه الآخر لأبيه، وأنَّه فاشل، ولا فائدة منه! لقد كانت صورةُ والده تَعني السُّوء في عينَيْ أمِّه، وكم كان يؤلِمُه أن تحمل عنه هذه الصورة التي يرى أنَّها ظالمة ومجحفة بحقِّه!

 

"هؤلاء النِّساء اللاتي إن خاطبتهنَّ أو لعبتُ معهن لن أكون رجلاً، وسأكون مجرَّد لوحٍ خشبيٍّ يُنادَى بأقسى الألقاب، ويُرمى بأشنع الألفاظ التي مِن شأنها أن تهدمَ كل إنسانيَّتِه، عليَّ حين أتعاملُ معهنَّ أن أكون صاحبَ صوتٍ يشبه زئير الأسد، ويَدٍ حديديَّة لا ترحم، كل هذا حتَّى أصبح رجلاً!".

 

إنَّها الفكرة التي دمَّرَت شفافيَّةَ ونقاءَ طفولتِه، وجعلَتْه يُعاني منها طويلاً، ويُحرم بسببها من أن يعيش حياة زوجيَّة مستقرَّة، لَم يستطع أن يتخلَّص من رَواسبِها، ولَم تُساعده زوجتُه في ردم الحُفَر الكثيرة في نفسه، هي التي حين تغضب منه تقوم بالتقليل من شأنه، وانتقاص مكانته بتذكيره بفشله في إتمام دراسته الجامعيَّة، وتَخرُّجه من المرحلة الثانويَّة "بمعدَّلٍ مُخْزٍ"، على حدِّ قولها، بينما هي تتفوَّق عليه بشهادة جامعيَّة، وبمعدَّل عالٍ!

 

كم كان يشعر حينها بأنَّ أشياء لا تُحصى تتمزَّق في داخله، أشياء تمزقها، يعني انتهاء فترة الرأفة والرحمة، وأنَّ القسوة هي الحلُّ الأمثل للتعامل مع هذه الزوجة.

 

تتكرَّر كلمة (فاشل) على مسامِعه، كصوتِ رَصاص يخترق جوفَه، وتسيل على إثر ذلك دماؤه، الكلُّ كان يناديه بالفشل والغباء، وأنَّ الكثيرين أفضل منه، بينما هو لا فائدة تُرجى من عقله الذي لا يفكِّر، ولا يُحسن التصرُّف! لقد رسَّخوا في عقله الباطن أوصافًا ليستْ له؛ ليخرج بصورةٍ مهزوزة ضعيفة، هُم السبب في تكوُّنِها وتجسدها، يتذكَّر أنه كان يحبُّ الشِّعر، ويتغنَّى ببعض القصائد التي يقوم بتأليفها حين يُنجِز مهمَّةً أمَرَه والدُه بإنجازها، لكن توبيخ والده - الذي يطول حتَّى قصائدَه - حالَ دونه ودون شاعريَّتِه؛ ليبقى خاليًا من كلِّ شيء!

 

ها هو أمام مَنْزله مُثقَلٌ بذِكرياتٍ قاسية، وأحلامٍ مَيتة، وأمنياتٍ هاجرَتْه كما تُهاجر الطُّيور بقعةً غير صالحةٍ للعيش، يَشْعر بالبَرْد يدبُّ في أطرافه، وبالخواء يخيِّمُ على دواخله، وبالآلام تَنْخر في جسده، يودُّ في هذه اللحظة التي يشعر فيها بأنه طفلٌ صغير أوجعَتْه ضربات الحياة، وأحزَنَه تجهُّمها في وجهه لو يَحْظى بدفءِ أحضانٍ تضمُّه، وبصدرٍ حنون يحمل عنه بعضَ أوجاعه.

 

لَم يكن يَخفى عليه أنَّه ممتلئ بالملوِّثات التي لاحقَتْه طوال أربعين عامًا، لكنَّه كان يهربُ منها، ويُدير ظهره لها، ويأبَى مواجهتَها أو علاجها، الآن عَلِمَ لماذا لم تبتسم له الحياة يومًا، عَلِمَ أنَّها لا تبتسمُ في وجه الَّذين لا يحملون سوى السَّواد في داخلهم، وأنَّه أسهَم في تدمير إنسانيَّته، لم يكن أحدٌ يجبره على أن يستمرَّ في هذا العذاب، لم يكن أحدٌ يستطيع منْعَه من أن يعيش استقرارًا نفسيًّا وأُسريًّا بدل هذا التشتُّت والضياع الذي يشعر به، كان بإمكانه أن يعيش حياةً هانئة، لكنه رضي أن يعيش ويكرِّر سيناريو والِدَيْه، السيناريو الخالي من الحبِّ الذي كان يرجوه، ومن الاستقرار الذي يَنْشُده.

 

عَلِمَ أنَّ جملة: "وَيْحك، لا تفكِّر في أن تبكِيَ؛ لأنَّ الرجال لا يبكون!" هي مَن سدَّت مَسامِّه، وملأَتْه بكلِّ هذه الملوثات، من راكمَتْ فوق صدره أكوامًا من التراب الذي ظلَّ يَخْنقه دون أن يتحرَّك لفعل شيءٍ ما، حيال هذا الاختناق!

 

الآن هو لا يريد أن يكون رجلاً، لَم يَعُد يهتمُّ لهذه الرجولة التي قتلَتْ داخله الحياة، وخلَّفَت وراءها إنسانًا مسلوب الإرادةِ والثقةِ والعاطفة.

 

هو الآن - ولأوَّل مرَّةٍ منذ زمنٍ - يَبكي دموعًا حارَّة، ويغتسل من كلِّ الشوائب التي أفسدَتْه، لأوَّل مرَّة يَشعر بأنه تخلَّص من القيود التي كبَّلَتْه على مدى سنين مضَتْ، لأوَّل مرَّة يقوم بهذا الاغتسال الذي أتى متأخِّرًا، لكنه أبدًا لَم يجعل الأوان يفوت لإصلاح ما يُمكن إصلاحه.

 

الآن وبعد أربعين سنة: تبتَسِم له الحياة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- أهلاً يا سعد ..
ابتسام فهد - المملكة العربية السعودية 18-02-2012 11:59 AM

شكرًا يا سعد على هذا التحفيّز والإطراء، ممتنة لك :)

5- قصة قصيرة
سعد الحربي - السعودية 26-01-2012 02:18 PM

ما شاء الله تبارك الله

قصة رائعة جداً

وتستحقين الفوز بها

وتكفي محاولتكِ الراقية فيها

وبانتظار ابداعاتكِ الروائية والقصصية القادمة.

4- أهلاً مروان ..
ابتسام فهد - المملكة العربية السعودية 24-01-2012 03:39 AM

شكرًا لك يا مروان، ممتنة لكرم التهنئة والدعاء.

3- إعجاب
العزي الأثري - العراق 17-01-2012 08:24 PM

الأخت ابتسام أهنئك القصة من صميم المجتمعات العربية جزاك الله خيراً ووفقك لكل خير وسدد خطاك ..مروان العزي

2- أهلاً بكَ ..
ابتسام فهد - المملكة العربية السعودية 17-01-2012 02:36 PM

شكرًا لكَ يا سعيد، يُسعدني أنها نالت على استحسانكم.

1- شكرا جزيلا ، أعطاك الله خيري الدنيا والآخرة.
said mohamed - Kenya 17-01-2012 11:08 AM

شكرا جزيلا، أعطاك الله خيري الدنيا والآخرة والله قصة يعجز لساني عن وصف جمالها وروعتها جزاك الله خيرا
أستاذتي.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة