• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

متى نفترق حبًّا؟

عفاف عبدالوهاب صديق


تاريخ الإضافة: 12/1/2012 ميلادي - 17/2/1433 هجري

الزيارات: 6222

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلمات تَسْكن جوف القلب، يُطْلِقها اللِّسان، كيف أنتزِعُ رغبتي من ذاتي؟ كيف أحوز سموِّي وجمال أخلاقي؟

 

هذه نفسي تُنازعني شَقائي؛ لتمنع عنِّي دوائي، وتحقر فِيَّ إنسانيتي، نفس تلهَّت وظنَّت باستسلامي ستكون سعادتي، علَّمتني كيف أطفو من أعماق صفائي؛ لأُحاكِيَ أعدائي، كيف أُسامر الهوى، وأعانق النَّجوى، نفسٌ تأمَّرَت، واستحدثت بالسُّوء الوسائل، تُعاصر الحقد والجحود حتَّى صرت أُدافع عن ديني بِجَهلي، وأُناهض الحقيقةَ بعنادي.

 

أيَا نفسي، الآن دعيني أُنصِت يقيني وإيماني، وددتُ حصاد الصِّدق، وشعاع النُّور، وجواب الحق، وددتُ القرب من نهر المَحبَّة طاعةً لربي، ورحمةً بأمِّي وأبي، والنُّصح من أختي وأخي، رغبتُ مذاق الحبِّ الحقيق بين الأناسيِّ، الحبُّ ستر وعفوٌ ووفاء، وحنانٌ ورحمة، وإنِّي أريد أن أفوز بك.

 

إيَّاك والفتور؛ فإنه سخط وغضب ولا مبالاة، تمنَّيت أن توقظي أحجار الكرامة في صخر وجدي؛ فقد تألَّم الحبُّ وبانت خيوط العنكبوت في تاجه المسحور، وأخشى عليه من أوان الغضب، فكثير ما رآنا نرعى الفجور، فابدئي بعتابك ولوميني، حقِّقي حبَّك بالصلاح والخير.

 

حتَّى سكتَتْ نفسي، تُتمتِم في عينيها سيلُ العبرات، تنظر إلى ركن الظَّلام يزيد أنينها؛ إذْ بِنُقطة مضيئة تَظهر ثم تختفي، نقطة لَها صوتٌ فيه أنفاس السَّكينة مغزولة بالنُّور، تقول: أنا الحبُّ الحقيقي الذي فيه مكارم الأخلاق، إنْ تعايَشْنا به زالت عن صدورنا عثرات النِّفاق، وتبدَّلت فضيلة ووفاق، يومًا ستزول البحار بأُجاجها رغم ذوبان الثَّلج واختفاء العصور، رغم احتباس الدِّفء، وسحاب الدُّخان المنشور، رغم اشتياق صقيع البرد لِلَمْس لفحات الحَرُور، حتمًا كلاهما سيَتلاشى، فكلاهما يومًا سيصير ماضيًا بعد أن ظلَّ قُرونًا حاضرًا لا تُسقطه خشخشةُ الزُّروع، ولا يرعى اهتمامَه أنينُ الطيور، صراعٌ مزركش بين الظَّلام والنور، بين الحقِّ والضلال، صراع صُرِعَتْ من أجله الأنا، واستجارَتْ من هوله ثنايا الدُّهور، بأيدينا صنعنا الفَناء، وبِظُلمنا حفرنا لأجسادنا القبور.

 

يا أخي في الإنسانية، مَهْما عِشْت فأنت ميِّت، هكذا قال ربِّي في حديثه القدسيِّ لحبيبه محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عِشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّت، وأحبِبْ مَن شئت فإنَّك مُفارقه، واعمل ما شئت فإنَّك مجزيٌّ به)).

 

لماذا نفْنَى وفي قلبنا بُغض وكِبْر؟ "متى نفتَرِقُ حبًّا؟" أو نَلْتقي بلا فتور؟! متى ننظر بعين المَحبَّة والسلام؟ هيا نمتطي جوادَ الصِّدق، إمَّا فراق جميل، أو لقاء بالودِّ مَجْدول، ولَئِن صدَقْنا الحُبَّ، لن نخشى يومًا وداعًا، والنفس ترتِّل قول الرب الغفور: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]؟! تقول: أيا ظلِّي لا تُخْفي بِخَطيئاتي وذنُوبي نوري، يا أخي في الإنسانية هيا نركض ركض اعتذارٍ صريح، نستسمح به الحبَّ والفضيلة، إنِّي أراها تفرُّ وتفلُّ، في سرعة تغزل اليقين، تعزل الشَّك وتُبعده، قد آثرَتْ فضاء الحياء، وجوار كواكب الصِّدق الجميلة، أخي تأمَّل ضميرك وما يحمله وَجْدُك، كُن كتلةً إنسانية جميلة تتحرَّى الصِّدق مع نفسها واستَحِ؛ فمن ينظر إلى صدرك هو ربُّك، وهو مَلِك يوم الدِّين، ولو أنَّ الناس يرَوْن الخفايا لما رَضُوا بكشف البلايا، نتتبَّع لنكشف الستر، ونَنْعى أخلاق النَّاس حين تعمَّدوا مثلنا وكشفوا الغِطاء، والكلُّ مَعِيب.

 

أخي، رغم ضباب الرُّؤى؛ علينا أن ننتظر بشوقٍ قطارَ الأماني الذي أطَلْنا قدومَه بفراقنا، ونأمل ألاَّ يكون صفيرُه سرابًا، أراني الآن ألزمُ شُرفات الأمل، أترقَّب شروق شمس الرَّحمات، للفجر علامات، ولِنُور اليقين بقدوم الخيرِ كرامات، وإن أصلحت ما بداخلِك معي، لن نَسُوق إلاَّ الخيل المسوَّمة، وسِيماها النُّور والرَّحمة، اللهمَّ احلل بقدرتك على الأرض السَّلام، واكفِنا بِعظَمتِك مكر اللِّئام، جنِّبنا الفواحش، أنت كاشف الضُّر وكافي العباد شرورَ النَّفس والناس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- أسعدتني بحروفك الراقية
عفاف عبد الوهاب - مصر 02-05-2013 10:55 AM

جزاك الله بأحسن ما عملت ، ونفعك بأحسن ما قرأت، وعلّمك من لدنه علما ، شكرا جزيلا لتعليقك المغزول بجميل الدعاء والرجاء، أن يجعلنا الله وإياكم وكل من وحّده من عباده الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .. دوما تحياتي

2- أسع
عفاف عبد الوهاب - مصر 02-05-2013 10:54 AM

جزاك الله بأحسن ما عملت ، ونفعك بأحسن ما قرأت، وعلّمك من لدنه علما ، شكرا جزيلا لتعليقك المغزول بجميل الدعاء والرجاء، أن يجعلنا الله واياكم وكل من وحّده من عباده الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .. دوما تحياتي

1- أنا
عسى ترضى - مصر 12-02-2013 10:29 AM

اسأت لنفسى ظلما حين غفلت بعد طول الجهل حين أتى بصيص نور العلم وركنت لنفسى أمارة وابتعدت عن نور الهدى يهدينى فأخطأت كما كنت بالماضي ظلومة جهولة ولكن جاءت كلماتكم الرقيقه فظللت على من شده حر الذنوب وبردت من نار الأنين المتخفى في صدري وأسقطت عبراتي لتطفي شدة هذا الحر والثواب لك من كتبت أحرف من نور لماست بها قلبى وأبكيت بها العيون
وأسألك الدعاء لى ببرحمة من ربى ومغفرة للخطابا وما ستره الله عنكم من ذنوبي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة