• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الملاك الملثم (قصة قصيرة)

الملاك الملثم
هناء رشاد


تاريخ الإضافة: 26/10/2011 ميلادي - 28/11/1432 هجري

الزيارات: 8555

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الملاك الملثم

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب "الألوكة" الثانية)

 

في حضرةِ الموت الصَّمتُ هو البطل، والحزنُ هو المشهد الأكثر مشاهدةً والأكثر تأثيرًا.

 

أشعةُ الشمسِ ترمي بألسنةٍ من لهب في جحيمِ الظهيرة، الساعةُ قاربت على الثالثةِ عصرًا، موكب السيارات تقطع الأرض، الوجوه واجمة، والأعين شاخصة باتجاه اللوحِ الخشبي.

 

وضعناها ممدة على الطاولةِ في لفائفِها البيضاء الكثيرة، وكأنَّها في ثوبِ العرس تستعدُّ لمغادرةِ الحفل، لتبدأ حياتها البرزخية التي نرجو أن تكون أجمل وأرحب.

 

رائحةُ العنبرِ تملأ المكان، فاختلطت الروائحُ بالمشاعرِ، وتمتمات الدعوات بنشيجِ الأصوات المختنقة لا تريدُ الانطلاقَ مَهابةً للمكان وجَلال الموقف.

 

تأتي كملاكٍ مُلثم هبطَ توًّا إلى الأرضِ في مهمةٍ مقدسة، نزلت من سيارتِها الفارهة، ألقت علينا السلامَ بوجه باشٍّ، ثم قامت بنزعِ نقابها لتكشفَ عن وجهٍ جميل يحملُ ملامحَ الرقي والعائلات الكريمة، أدهشنا جمالُها رغم فكرِنا المشوش وحزننا الذي غرقنا فيه.

 

وما أدهشنا ليس فقط ذلك الجمال الأوربي الآخذ، وإنَّما احتشامها الشديد؛ فقد كانت ترتدي العباءةَ وفوقها عباءة أخرى؛ زيادة في الاحتشام، رغم الجو الخانق في الخارجِ، والذي جاوز الخمسين درجة مئوية، في صيفِ الكويت!

 

اقتربتْ من اللوحِ، كنا نردِّدُ في أعماقنا: طاهرةٌ تُغسِّل طاهرة!

 

ثم اصطفَّ إلى جانبي الجسد المسجى صفان من الملائكةِ؛ رفيقات الأترجَّة.

 

أخذت تتمتمُ بالدعاءِ، ثم بدأت بسكبِ الماء، فتصاعدت روائحُ الطيب وملأت المكان، وكأننا على مشارفِ الجنة تفتح لنا أبوابَها، وتهب علينا نسائمها.

 

كلٌّ منهنَّ انهمكت في الغُسلِ لتنالَ درجةً أعلى في منزلةِ الحب؛ فواحدةٌ تُقلبُ الجسدَ برفق، والثانية تحُضر الماءَ والعطور، والثالثة تحاول إيقافَ دموعِها بيديها، وباليد الأخرى تسندُ الرأسَ الذي استسلم لأناملِهم الرقيقة، في مشهدٍ يُلخص مشهدَ المجيء والذهاب، الحياة والموت، والوقت القصير بينهما!

 

أنهت مُهمتَها بنجاحٍ، ثم لبست عباءتها، وأسدلت نقابها على وجهها، وألقت علينا السَّلام، ثم أطلقت جناحَيْها، واختفت كالحُلم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- ملائكة من بني البشر
عبد الرزاق المناني - المغرب 13-08-2012 06:09 PM

بارك الله فيك أستاذتي على هذه القصى الرائعة.
حينما تتعلق القلوب بالسماء فإننا نرى نور الله يشع منها ومن حولها هي قلوب بيضاء علوية. فبدون شك هي ملائكة معنا.

1- روعة
شميسة - الجزائر 23-02-2012 10:08 PM

ماشاء الله
رائعة فعلا، تستحق أن تكون مادة مرشحة للفوز، والفوز أيضا، تحياتي المعطرة بالمسك عزيزتي.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة