• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ثلاث قصص قصيرة

ثناء بلعابد


تاريخ الإضافة: 16/3/2011 ميلادي - 10/4/1432 هجري

الزيارات: 10713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(1)

أنا المهاجر


عبَرات وهَمسات، صرخات كلُّها تمر بصوتٍ واحد: يا مهاجر.. يا مهاجر!

 

عندئذٍ يهتزُّ جسدي، ويقشعرُّ بدني، وتمرُّ ذكرياتي كلُّها في وقت واحد.

 

أنا المهاجر الذي تركت الأرض الحبيبة، وجئتُ إلى الأيام الرهيبة، حيث الفقرُ والمكر، حيث الظَّلام والعراء.

 

مهما كان فإنَّ قلبِي يقول: إنِّي مُهاجر.. مهاجر!

 

وتبقى الدُّموع، مثل الشُّموع، تنير الدروب، ويبقى الصابر، وينسى المُهاجر!

 

أنا لست قلبًا، ولا ضميرًا، أنا مجرَّد ورقة، وحِبر فكر، وعَقل كلماتٍ كثيرة، لكن مع ذلك لم تؤثِّر في هذا الضمير المدفون تحت أيام عصيبة.

 

وتمرُّ الليالي، ويحلُّ الظلام، ويجيء الغلام يَطردني، ويطردني.. أحمل حمالتي.. أعود والثقل في رأسي.

 

نزلتُ ومشيت، لا أعلم: هل لي وطَن؟ ألدَيَّ أهل؟ يا ترى هل تَكذب ذكرياتي مع أولئك الأهل والأصحاب؟

 

مشيت بخطواتٍ ثقيلة، قالت الذِّكرياتُ: اتبع هكذا، ثم هكذا... قاطعها السُّؤال: أنتِ تكذبين، لكنَّها تُكمل الإملاء، حتَّى وصلت قدَماي إلى باب.. طرقته، ففتح الباب.. إنَّها والدتي، يا إلهي! والدتي من حَملتني، وتعبت علي، الآن أعود إليها! لقد اشتعل رأسُها شيبًا، وهزل جسمُها، وضَعف نظَرُها، وتعيش وحيدةً في بيت كالكهف المُظْلِم، جدرانه إليَّ وكأنَّني في زنزانة، أهكذا تعيش أمِّي؟ فقالت: والله كما ترى؛ الذُّل في بلادي خيرٌ من الكرامة في مهجر، وساد الصَّمت عندئذٍ، وشرع ضميري في البكاء، ووقف السؤال: ما هذا؟ لماذا تبكي؟

 

لكن القلب جاء بوردة حمراء، فقدَّمها للضمير، فسكت السؤال، وضحك القلب والضمير، وأقسمَت القدَمان على البقاء في الأرض الحبيبية.

 

(2)

حرب في فلسطين

 

الذلُّ والكرامة دائمًا متضادَّان، لكن في هذه اللحظة الغريبة نراهما يسيران في طريقٍ واحدة، إنَّهما في طريق الحرب، تحمل الكرامةُ في طريقها وفدًا من الحنان والشجاعة، والمحبَّة، وأسرع الصفاء للمساندة.

 

وصلوا إلى الحلبة، وبدأ العراك المُتلاحِم، صفقت المحبَّة بجناحَيها، معلِنةً وقف العراك، لكن الصفاء كان يحوم بالمعركة، توقَّفا، والحنان كان هادئًا منتظرًا القرار.

 

صاح الذلُّ بصوتٍ مُخيف بزئير وحفيف، وضرب الكرامةَ بشكلٍ طفيف، ثم تقدَّمَت الشجاعة لتساعد الكرامة على النهوض، ثم وضعَتْ يدها على يد الكرامة، وقالت: تفضَّل قليلاً من قوتي.

 

وتواصل العراكُ، وفجأةً نطق الحنان: قليلاً منِّي، وبكت المحبَّة دموعًا، فسقطت الدموع على الذُّل، فأذهبت قليلاً من قوته، تدخلت الشجاعة بسيفها، فجرحته، ثم غرَّد الصفاء فوقه، ففقد الذلُّ سمعَه، وتقدَّمَت الكرامة من الذُّل، ونسفت فيه، فتبخَّر ورحل الذلُّ عن الحياة.

 

(3)

صيف في القارة السمراء

 

كل مرة يقول الكاتب، ويعبِّر أن يومه ليس كباقي الأيام، لكن حِبْري وورقي يقول: صيفُنا هذه السَّنة ليس كمثله من فصول السَّنة، إنه صيف (المونديال) في القارَّة السمراء.

 

ربَّما كلمة "مونديال" كلمة عاديَّة إن لَم تستَضِف بلدي في المونديال، إنَّ كلمة "في" تجرُّ بلدي إلى "المونديال".

 

حكاية تقول: إنَّ كرةً جلديَّة ولباسًا وعلَمًا مقدَّسًا، ألْهَب القلوب، وفتح الدُّروب نحو جنوبِ إفريقيا.

 

وخلق الأفكار نحو الألعاب، والأغاني، والرحلات، فما خلت عُلَب المواد الغذائيَّة من كلمة جنوب إفريقيا.

 

لا الجرائد ولا المجلات، لا التلفزة ولا الإنترنت، ولا حتَّى الأفواه التي تتكلَّم بعبارة جنوب إفريقيا.

 

تقريبًا هذا الصيف تغزوه مبارياتٌ كثيرة، وستكون الجزائرُ الفريقَ العربي الوحيد الذي يمثِّل الوطن العربي؛ لِهذا فالقلوب العربيَّة لا تَهتف إلا بالجزائر.

 

كلُّ الأبصار تتَّجِه الآن إلى جنوب إفريقيا، بل وكلمة إفريقيا بعدما كانت تُعرف بالفقر والمَجاعة سحرت اسمها إلى عاصمة "المونديال".

 

بعد افتتاح مُغْرٍ، ومباريات كثيرة، حماس وتحدٍّ، لكن لَم تَعِش إفريقيا بعد المونديال حتَّى لحظة التتويج.

 

مباركًا لإفريقيا القارة السمراء على احتضانِها كأس العالَم في زمن التطوُّر والتكنولوجيا والأفكار.

 

يا ترى كيف ستتصرَّف البرازيل في مونديال ‏2014؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة