• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

حبسني العذر..

مها عبدالرحمن سالم


تاريخ الإضافة: 24/12/2007 ميلادي - 14/12/1428 هجري

الزيارات: 7169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
مضتِ القوافل يحدوها اليقين، وبقيتُ من خلفِهِم أحاول إشعال مصابيح دجاي بالفِكَر. طاف بِهِمُ النداء فلبَّوا، وطافَ بي فحبستني الحوابس.

أيا ريح، هلاّ جُدتِ؟!.. ألا مُرِّي بأعطافِ مكةَ ولتحملي شيئا من أنسامِ تِلكَ الديار..وعذبَ الأخبارِ.

وإنّ للقلبِ أجنحةً يطير بها ؛ فمتى قعدتِ الأركانُ عنِ الحَجِّ رحلَ هو وطافَ مع من طاف ووقفَ وباتَ وقَفَلَ ولبّى نداء الرحمة.. مع أنه حبيس الأضلاع..
قلبي..وأعلمُ   أنه   في    رحلكمْ        كصُواع يوسفَ في رحال الإخْوةِ
قلبي  ..  ويُحرمُ  بالسجود  ملبياً        لبيكَ  ربي  ..  يا  مجيبَ  الدعوةِ
قلبي.. ويسعى بين  مروةَ  والصفا        ويطوفُ سبعاً في مدار الكعبةِ[1]
فيطفِقُ ذلكَ القلب يقلّبُ الصحائِفَ ؛ يمتطي الحرفَ فيحمِلُهُ في رحلةٍ على جناحٍ من (بلوغِ المرامِ) وآخَرَ من (رياضِ الصالحينَ)..لعلّهُ يدرِكُ بذاكَ أثَرًا للرُّحَلِ!! ويسكِن شيئا من اضطرابِ خواطِرِهِ.
فتحتُ لهُ الكتابَ, فوقَعت عيني على قولِهِ صلى الله عليه وسلم "ذروني ما تركتكم".. فما أرحبَ أرجاءَ الرحمةِ عند ذلكِ الشامخِ العظيمِ ..

وما أحسنَهَ إِذِ القصواءُ تحمِلُهُ صلى الله عليه وسلم حتى إذا استوت بِهِ في البيداءِ أهلّ بالتوحيدِ: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لكَ لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملك، لا شريك لكَ... حتى إذا أتى البيتَ استلم الركن وزمل ثلاثا ومشى أربعاً!

كم توحي هذه الصورة بتراتيلِ الجمالِ..وبنمارِقِ الروعةِ، وكم تشي بالبهاءِ والعظمة.

ها هنا ترتسِمُ الخطوات والحركات، فكأنهُ يمتثل أمامنا؛ غائِبٌ عن أبصارنا حاضِرٌ بأفئِدَتِنا وتصوُّرِنا.

هاهُنا مرّ وهكذا فَعَلَ "خُذوا عنّي مناسِكَكُم". فالنفس تتلعثم توقاً إلى لُقياه صلى الله عليه وسلم.. ولا تملِكُ إلا الاقتفاءَ !

وليتَ الزمن كما نقلَ إلينا سيرتهُ أبقى شيئًا من صوتِهِ العذبِ إذ يقول "لبيك اللهم لبيكَ"!

فما ألطفَ النِّداءَ وما أعمقَهُ حينَ يسري، فإنَّ القلب يوشِكُ أن ينطلِقَ من قيد الأمكِنه
ولهفتي   لابتدار   البَوح    مُرهقةٌ        تكبّل الروحَ في أسْرِ النداءاتِ[2]
لشيخنا الطنطاوي _رحمه الله_كلام جميل عن تلبية الصحابةِ رضي الله عنهم، قالَ:
(كان الواحد منهم يربط بالله قلبه، ويخاطبه وحده، ينسى من معه، يسد الأبواب كلها من حوله، فلا يبقى إلا بابٌ واحد هو الذي فوقه، الباب الذي يظل مفتوحاً دائماً، لا يسد أبداً).
وبعد  زوال  الشمس  كان  وقوفُنا        إلى  الليل  نبكي  والدعاءَ  ُ  أطلناهُ
فكم  حامدٍ،  كم   ذاكرٍ   ومسبح        وكم  مذنبٍ  يشكو   لمولاهُ   بلْواهُ
فكم  خاضعٍ،  كم  خاشعٍ   متذللٍ        وكم  سائلٍ  مُدَّتْ  إلى  الله   كفّاهُ
وساوى عزيزٌ -في الوقوف-  ذليلَنا        وكم ثوبَ عزٍّ  في  الوقوف  لبسناه
ورُبٌّ    دعانا    ناظرٌ     لخضوعنا        خبيرٌ   عليم   بالذي   قد    أردناهُ
ولما رأى تلك  الدموعَ  التي  جرت        وطولَ خشوعٍ معْ خضوعٍ خضعناه
تجلّى   علينا    بالمتابِ    وبالرضى        وباهى بنا الأملاك حين  وقفناهُ[3]
ياشعوري تَرَفّق..هدئ من روعِك، وأطلِق نواياكَ، دعها تلامِسِ العنانَ.

وتطرق أبوابَ السماءِ دعَواتُكَ؛ لعلّك تدرِك القومَ . وتدثّر بأسمالِ الصبرِ وتذكر أن نية المؤمِنِ خير ٌ مِن عَمَلِهِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]  الشاعرعبد المعطي الدالاتي.
[2]  الشاعر حبيب بن معلاّ المطيري.
[3]  من قصيدة الإمام العلاّمة ابن الأمير الصنعاني في الحج.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة