• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ما زلت واقفا (قصة)

ما زلت واقفا (قصة)
فاطمة بلحاج


تاريخ الإضافة: 16/11/2021 ميلادي - 10/4/1443 هجري

الزيارات: 4097

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما زلت واقفًا ( قصة )

 

أنا هنا وحدي واقفًا فوق التلة، انظر إلى ما وراء الوادي، البنادق مصوبة نحوي، ولا أدري كيف أعبر ذاك الوادي.

 

ليس لي مركب، وأجهل السباحة في الأودية.

 

أرفع رأسي إلى السماء، أحدق بالنجوم المتلألئة وأفكر فيكِ يا أقحوانتي، وفي أطفالنا الذين لم ننجبهم بعد!

 

أتخيلني عائدًا إليكِ، عابرًا مسالك الحقول، أقطف الأقْحُوان والبَنَفْسَج والياسمين، وأضع لك باقة معطرة بأنفاسي، وقد حلَّقت أشواقي إليكِ، فألقاكِ كما كنتِ في ليلة عرسنا، واقفة عند عتبة بيتنا، تخطينَ بقدمكِ اليمنى، وأمي في يدها صينية مملوءة بقطع السكر واللوز والحلوى، تحملين قبضات منها بيدكِ المنقوشة بالحناء، وتنثرينها خلفنا، كي تكون حياتنا قطعة سكر وحباتِ لوز وحلوى.

 

ونحتفل مع أشيائنا القديمة، التي لم تغيِّريها يومًا، فأنتِ مثلي ما زلتِ هناك تنتظرينني بفستانكِ الأخضر.

 

وأنا ما زلت هنا يا أقحوانتي واقفًا، قلبي يخفق بشدة وأرتجف خوفًا، وانظر إلى حاملي البنادق، فأقرأ في عيونهم شهوة قتلي، وأتساءل: أين من كانوا معي هنا بالأمس؟! هل عبروا الوادي وصاروا معهم، أم رحلوا بعيدًا حيث الأشياء أوضح؟!

 

وأراكِ عروسًا بين النجوم، فيغادرني فؤادي إليكِ، متخيلًا غرفتنا كما كانت بالأمس، الشراشف المزخرفة، والستائر الوردية، والفنار العجوز يضيء وسط الغرفة، وكل شيء معطر بالطيب، وأنتِ تجلسين فوق المرتبة، شعركِ الأشقر منسدل فوق كتفكِ، وعينكِ تتلألأ شوقًا، وزوايا الغرفة الموحشة تحكي عن غيابي الطويل.

 

وأسمع صوت رصاصٍ يقطع حبل أفكاري، ويزيد من خفقات قلبي، وسؤال يحيرني: أما زلت واقفًا، أم إنني سقطت أرضًا وصرت ترابًا، وروحي قد غادرتني وصارت مسكًا يفوح ويعبر الوادي؟

 

يا أقحوانتي، تذكري أني ما زلت هنا واقفًا، ولم أسقط يومًا، وسأعود لنحتفل مع أشيائنا القديمة، ولو مرَّ على غيابي ألف ليلة قمرية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة