• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

ستار (قصة قصيرة)

ستار (قصة قصيرة)
عبير عبدالله


تاريخ الإضافة: 5/8/2017 ميلادي - 12/11/1438 هجري

الزيارات: 4198

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ستار


قاومتُ فضولي كثيرًا؛ لمعرفة صاحب الصوت الرخيم الخاشع في صلاة التراويح، أعجبتني دروسُه القصيرة في الفاصلة بين ركعات التراويح، أشعرُ كأنه يكلمني أنا، ويلقي عليَّ مواعظه، يشرح لي أشياء ربما تكون بديهية، ولكن لطول بعدنا وانشغالنا بالدنيا لم أفهمها أو حتى أقف عندها!


استغفرت ربي كثيرًا، وأنا أحاول معرفة تفاصيل هذا المسجد العجيب في راحته الذي لم أدخله إلا هذا الشهر الكريم رغم قربه من منزلنا؛ لظني عدم وجود مكان للنساء فيه.

أزحت الستار قليلًا في المنطقة التي تفصل بين ستارين بمشابك الغسيل بطريقة بدائية، لكن فعَّالة جدًّا تؤدي الغرض...، هاها!


لم أتوقَّع أن تلتقي عينانا عندما نظرت من خلال الثقب الذي صنعته بيدي - وكأنه عفو - بعد تغييري لموضع صلاتي، نظرة لا تنسى!

أنا بعيوني الوسنانة شديدة السواد، بحاجبيَّ الثقيلين الأسودين في غير تهذيب يضفي عليَّ براءةً لا تقاوم، مع بياض بشرتي المشرب بحمرة، لم أحترس لشدة تفجُّرها بمجرد شعوري بالخجل، فأرخى عينيه بسرعة وقد أدركت تلعثمه الخفيف وحركة يديه، وكأنه يبعد عنه شيطانًا - لذيذًا - سامحني الله.


تَعَثَّرَتْ وهي تقوم منحنيةً متساندةً على مساند الكراسي؛ لتصلَ إلى عكازها، سارعتُ فناولتُها إيَّاه، وقدَّمتُ لها ذراعي لتستندَ إليه حتى باب المسجد.

• ناوليني كوبَ ماء يا بنتي، فقد جفَّ ريقي من الصيام والسكر، عافاك الله وحرسك لشبابك.

أين حذائي؟ آه يا ظهري...

تسلمي يا بنتي، وخذي هذه الزجاجة الفارغة، واملئيها عرقسوس.

نظرت لها متعجبةً...


• خلفَ الستارِ، في المكان الفاصل بين الرجال والنساء ستجدين كولمان للعرقسوس وآخر للتمر وغيرهما، لا تترددي يا بنتي، يكفيك ربنا شر المرض.

وأزاحت لي الستار لأخرج...

وجدت طفلين جميلين يحملان أكوابًا ويوزِّعانها على المصلين، أشار إليَّ أحدهما...


• عرقسوس؟ أم قمر الدين؟ أم كركديه؟

• عرقسوس.

• الأخير على الشمال.

ملأتُ لها الزجاجة، وأنا أتعجبُ لجرأتي في تخطِّي عتبةِ النساء، وسماعي كلامَ هذه المرأة العجوز، حمدت الله لقدرتي على خدمتها، وأنا لا أستطيع أن أنازع نفسي شغفًا من التطلع إلى المسجد ومعرفة أبعاده، رغم خفضي نظري أغلب الوقت؛ حتى لا يقع قلبي في الرياء والفتنة!


لم أتنبه إلى الحقيبة المركونة تحت الكرسي، التي أمسكت بها وهي تتلفَّت حولها...

• والله هذه الحقيبة ثقيلة، ذهب الشبابُ يومَ كنت أحمل أضعافها دون أن أتأثَّر...

تقدَّمَتْ مُصلِّيةٌ شابةٌ!

• عَنِّكْ أَنْتِ يا حاجَّةْ.

وسارت معنا...

• أليس لك أولاد؟

• ليس لهم قيمة، الله يصلح حالهم، يتركونني وحيدةً ولا يسألون عنِّي.

• ربنا يهدينا ويهديهم، كلنا أولادك.

تنبهتُ إلى من التفت إلى صوتي، فخفض بصره حياءً وأسرع.

ابتسمتُ في نفسي، وقد تأكَّدْتُ يومًا بعد يوم أنه قد عرفني ويمنع نفسه.

التفت إلى زميلتي، فابتسمت.


• هو شيخنا، شاب على خلق ما شاء الله أبوه رحمه الله شيخٌ جليلٌ، كان صديقًا لأبي، والطفلان الرقيقان اللذان يسقيان الناس ويوزِّعان الحلوى والعصائر هما ابناه.

رغم أنه يمكنه مساعدة أكثر شباب المسجد وشاباته، فإنني لا أدري لماذا تعطَّل تنفيذُ الأمر القرآني؛ ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾ [النور: 32]؟!


ابتسمنا ونحن نتهرَّب من هذه العجوز، وقد طلبت منا صنع صينية كنافة في بيتها، رغم تأخُّر الوقت، واكتشافنا أن لديها بنات يزُرْنَها، وحفيدين مراهقين يعيشان معها.

في اليوم التالي عند اتخاذي المكانَ نفسَه، وجدت الستارين قد خيطا معًا في الموضع الذي أنظر منه، حمدت الله واستغفرته وأنا أصارع وحشًا كاد يفتك بي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة